وأوضح الديب في تصريحات صحفية أن هذه الخطوة بمثابة إنهاء التعامل بالدولار والقضاء على "بلطجة" الدولار دولياً، مشيراً إلى أن تعامل مصر وروسيا بالعملات المحلية هو بمثابة خطوة قوية نحو تعزيز التعاون المشترك بينهما.
وأضاف أبو بكر الديب أن السوق المصري كبيرة، حيث يوجد بها تعداد سكاني يزيد عن 100 مليون نسمة، فضلاً عن كون مصر دولة مستوردة في الأساس، فالواردات أكبر من الصادرات ولذلك تقع تحت طائلة ابتزاز الدولار وارتفاع قيمته وسياسات الفيدرالي الأمريكي بالرفع المتكرر لأسعار الفائدة قبل أن يثبتها مؤخراً، ما يمنح قوة للدولار مع إضعاف عملات الدول الناشئة ومنها مصر وتركيا على سبيل المثال، كما يزيد معدلات التضخم في تلك الدول.
وأشار الديب إلى أن هناك عملات قوية أخرى في العالم مثل الروبل الروسي واليوان الصيني، نظراً لزيادة حجم تبادلاتها التجارية واستثماراتها، والتعاملات الاقتصادية، لذلك من الممكن أن تعوض الدولار تدريجياً، كما أبرز أن العديد من دول العالم بدأت في تطبيق هذا الأمر مع الصين وروسيا.
وأضاف المتحدث أن اتفاق مصر وروسيا على التعامل بالعملة المحلية، يحمل العديد من الفوائد الاقتصادية، على رأسها تخفيف الضغط على الجنيه المصري مقابل الدولار وتنشيط حركة التجارة بين مصر وروسيا، مشيراً إلى أن مصر بوابة لسوق تجاري ضخم يضم 1.4 مليار شخص في أفريقيا، وحوالي 350 مليون مواطن عربي.
ولفت الباحث المصري إلى أن تعامل مصر وروسيا بالعملات المحلية، سيفتح الباب أمام دول أخرى مثل الإمارات والجزائر والسعودية، وهو الأمر الذي سيدفع العديد من دول المنطقة إلى تعزيز التعاون مع روسيا بشكل مكثف على نفس النمط، فضلاً عن تجمع "البريكس" الذي يعد قويا ومهما، إذ يضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وهو تجمع ناشئ لمواجهة مجموعة السبعة والهيمنة الغربية على الإقتصاد العالمي، وهو ما يزيد من إقبال الدول على الانضمام إليه والتعامل بعملات أخرى بديلة عن الدولار الأمريكي.