وخلال حضوره في المجلس الوطني النيكاراغوي الأربعاء وفي اليوم الثاني من زيارته إلى ماناغوا، أشار رئيسي إلى التاريخ المشترك لشعب إيران ونيكاراغوا في الثورة والمقاومة والكفاح ضد أعداء الحرية وقال: إن تجربتنا التاريخية المشتركة هي الثبات على صوت الشعب ومواجهة مؤامرة العدو والسعي لتحقيق الديمقراطية.
وإذ أشاد رئيس الجمهورية بأبطال أمريكا اللاتينية العظماء وشعب نيكاراغوا، وصف المجلس الوطني النيكاراغوي بأنه دار الشعب في نيكاراغوا، وقال: إن البرلمانات في البلدان المستقلة، التي تقوم على التصويت الحقيقي للشعب، تعتبر مظهرا من مظاهر تحقيق الديمقراطية وإرادة الشعوب.
وأشار رئيسي، إلى حرب الإرادات بين نظام الهيمنة والشعوب، واضاف: أن المستكبرين يريدون فرض إرادتهم على الشعوب بمصالح ذاتية وأنانية، وبالتالي ينبغي أن يسأل المرء لماذا لا يطيق المطالبون الزائفون بحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية مثل أمريكا وبعض الدول الغربية الصوت الحقيقي للشعوب بما في ذلك فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق وسوريا وأمريكا اللاتينية؟.
وفي إشارة إلى رأي قائد الثورة الإسلامية، اعتبر رئيس الجمهورية أن حل القضية الفلسطينية رهن بتصويت أبناء هذا الوطن، وأكد: لقد ظلموا الشعب الفلسطيني منذ 70 عاماً ولم يسمحوا بتنفيذ الديمقراطية في هذا البلد.
ووصف رئيسي "الاحتلال العسكري والانقلاب والحصار" بأنها اداة نظام الهيمنة ضد الدول المستقلة وقال: أمريكا والدول الغربية تدعي محاربة الإرهاب بالكلام ولكن في الممارسة كما اعترفوا خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هم من اسسوا جماعة داعش الإرهابية ويدعمونها.
وتأكيداً على أن الجمهورية الإسلامية دفعت اثمانا كبيرة في مكافحة الإرهاب، تحدث عن جريمة أمريكا باغتيال الحاج قاسم سليماني كبطل لمحاربة الإرهاب، وقال، إن شعوب العالم لا تصدق مزاعم أميركا الكاذبة في محاربة الإرهاب.
وفي إشارة إلى أن الإمبراطورية الإعلامية لنظام الهيمنة تسعى إلى تغيير تصورات الشعوب، شدد رئيسي على ضرورة زيادة الوعي من أجل محاربة الاجواء المثارة من قبل العدو، وقال: تسعى الإمبريالية للتأثير بين الطبقات المؤثرة في الشعوب لذا من واجب نخب المجتمعات الحرة منع هذه التأثيرات.
وقال رئيس الجمهورية إن إيران الإسلامية دولة متقدمة وتكنولوجية خلافاً لرغبات نظام الهيمنة وقال: إن الشعب الإيراني حول التهديدات والعقوبات إلى فرص وحقق تقدماً ملموساً.
وأكد آية الله رئيسي أن العدو لم يتصور قط أن يحقق الشعب الإيراني مثل هذا التقدم رغم العقوبات والضغوط الواسعة، وأوضح: ان أحداث الشغب في إيران العام الماضي كانت مؤامرة وفتنة من نظام الهيمنة لوقف تقدم الشعب الايراني، لكن أخطأ الأعداء في حساباتهم، لأن شتلة الثورة الإسلامية الإيرانية، على عكس اعتقادهم، أصبحت شجرة قوية لدرجة أنها لن تتضرر من هذه الهزات.
وأكد الدكتور رئيسي على سياسة تطوير العلاقات مع الدول المستقلة، قائلاً: هناك العديد من القدرات لتطوير العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية، وخاصة نيكاراغوا وإيران، وان جمهورية إيران الإسلامية على استعداد تام لتبادل الخبرات والقدرات مع نيكاراغوا.
*الانتصار المتزامن لثورتي نيكاراغوا وإيران نقطة البداية لاتحاد البلدين
وقبل خطاب الدكتور رئيسي، أشار رئيس المجلس الوطني النيكاراغوي إلى جزء من كلمات الرئيس الايراني أنه "في البلدان الثورية، تمثل البرلمانات بشكل صحيح احتياجات الشعب"، وأكد: هذه الأهمية لها مثال واضح في ثورتينا وبلدينا.
واعتبر "جوستافو بوراس" تزامن انتصار الثورة النيكاراغوية والثورة الإسلامية في إيران كنقطة انطلاق لاتحاد البلدين ووصف الجهود المبذولة لتحسين رفاهية الشعب وتحقيق الحرية، والاستقلال والعدالة والنضال ضد إمبريالية الولايات المتحدة من بين الأهداف المشتركة للثورتين الإيرانية والنيكاراغوية.
وكان الرئيس الإيراني قد بدأ يوم الاثنين جولته في أمريكا اللاتينية من فنزويلا، قبل وصوله الى نيكاراغوا المحطة الثانية من الجولة التي تشمل كوبا أيضاً، ويتراس وفدا سياسيا واقتصادياً من أجل تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة وذات التوجهات المشتركة.