ويوصي رؤساء الوزراء البريطانيون المنتهية ولايتهم بشكلٍ روتيني بتكريم مساعدين وحلفاء سياسيين أو بترقيتهم وتعيينهم في مجلس اللوردات.
والجمعة نشرت قائمة الأسماء التي يقترح جونسون منح أصحابها امتيازات، لكنها خلت من بعض الشخصيات التي كان يتوقّع أن تضمّها. وضمّت على الرغم من ذلك شخصيات أدّت دوراً فاعلاً في تحقيق بريكست وأخرى ضالعة في فضيحة الحفلات "بارتي غيت" (Partygate) التي ساهمت في دفعه إلى التنحي العام الماضي.
وأُجبر جونسون على التنحي العام الماضي بعد سلسلة فضائح على صلة بخرق تدابير الإغلاق التي كانت مفروضة لاحتواء تفشي كوفيد-19، بما في ذلك حفلات أقيمت في مقر رئاسة الحكومة أطلقت عليها تسمية "بارتي غيت".
لكن عدم ضم القائمة أسماء كان يتوقّع أن تدرج فيها، دفع معسكر جونسون إلى اتّهام سوناك ورئاسة الحكومة بتعديلها قبل تقديمها إلى اللجنة المعنية.
وقال متحدث باسم سوناك "غير صحيح على الإطلاق" أنّ رئيس الوزراء أو مسؤولين في داونينغ ستريت حذفوا أسماء من قائمة جونسون قبل تسليمها إلى لجنة التعيين في مجلس اللوردات "هولاك".
وبحسب وسائل إعلام بريطانية تواصل جونسون وسوناك مؤخراً بشأن هذه الترشيحات، واعتقد الأول أنّ الأخير وافق عليها.
لاحقاً وجّه رئيس الوزراء انتقادات لجونسون متّهماً إياه بالسعي لدفعه إلى نقض قرار اللجنة التي استبعدت 8 من مرشحيه إلى مجلس اللوردات.
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر للتكنولوجيا في لندن، دافع سوناك عن طريقة تعامله مع القائمة التي أعدّها جونسون، متّهماً سلفه بأنّه طلب منه نقض قرار لجنة رفضت تعيين 8 ممن رشّحهم في الغرفة العليا.
وقال سوناك: "لقد طلب مني بوريس جونسون القيام بعمل لست مستعداً للقيام به، لأنّني لا أعتقد أنّه عمل صائب. وهو إمّا نقض قرار لجنة هولاك وإمّا قطع وعود لأشخاص"، في إشارةٍ إلى لجنة التعيين في مجلس اللوردات.
ويسعى سوناك إلى إعادة توحيد صفوف المحافظين التي بقيت مشرذمة من جراء نزاعات أيديولوجية على خلفية بريكست إلى أن حقق جونسون انتصاراً ساحقاً في الانتخابات العامة في العام 2019.
ومع بروز الخلاف حول القائمة، استقال اثنان من حلفاء جونسون ممن لم تشملهم القائمة وهما عضوا البرلمان نادين دوريز ونايجل آدامز الجمعة والسبت، ما يستدعي تنظيم انتخابات فرعية.
وجونسون شخصياً استقال من البرلمان الجمعة، معتبراً أنّه أُجبر على التنحي في إطار تحقيق شاركت فيه مختلف الأحزاب، يصفه بأنّه متحيّز قاده خصوم له لتبيان ما إذا كان قد ضلل البرلمان في قضية "بارتي غيت". وفي رسالة الاستقالة وجّه جونسون انتقادات لسوناك لتخليه عن توجّه الحزب في عدد من القضايا من بريكست إلى السياسة الضريبية.
ووصف محلّلون سياسيون الاستقالات بأنّها انتقام من سوناك الذي دفع جونسون إلى التنحي في تموز/يوليو الماضي على خلفية "بارتي غيت" ومجموعة من الفضائح.
ومع الاستقالات الثلاث بات يتعين على حزب المحافظين خوض انتخابات فرعية في حين تفيد الاستطلاعات بأنّ الحزب متأخر عن حزب العمال، أكبر أحزاب المعارضة، علماً بأنّ الانتخابات العامة تلوح في الأفق وهي مقرّرة العام المقبل.