وقرية "كندوان" ذات الهندسة المعمارية الفريدة، هي ثالث قرية صخرية في العالم ومازالت تنبض بالحياة.
وللسفر الى هذه القرية عليك اولا الوصول إلى مدينة إسكو (إحدى مدن محافظة آذربيجان الشرقية)، ثم تسلك طريق جاينكار جنوب المدينة، وبعد المرور بمدينة إسفنجان على بعد 7 كيلومترات من الطريق، ستصل إلى مفترق طرق، ثم تتخذ الجانب الأيسر وبعد 20 دقيقة، سوف تبتسم لك قرية "كندوان" الرائعة وهي ثالث قرية صخرية في العالم وتنبض بالحيوية وهذا ما يميزها عن مثيلاتها في العالم.
ومنازل قرية "كندوان" المخروطية الشكل مبنية من الحجر والرماد البركاني ، ويصل ارتفاع بعضها إلى 40 متراً.
إذا نظرت من الأسفل ، سترى الصخور مصطفة على منحدرات مرتفعات "سهند"، لتذكرك بـقرية "ماسوله" بمحافظة جيلان شمال ايران، لكن المنازل هناك مبنية من التراب والطين والأسمنت، بينما هنا تعاون الطبيعة والانسان مع بعض ساهم في بناء هذه القرية الصخرية.
وهنا 180 يومًا من الصقيع وفقط نهاية الربيع والصيف كله ترى الشمس والطقس الجميل، لذلك فهو وقت مناسب لزيارة هذه القرية ومنازلها.
ويطلق السكان المحليون على المنازل في "كندوان كلمة "قيه" وتعني (الصخرة) أو" كران "، ومصطلح "كران" يأتي من كلمة "كراندان" التي تعني جرح ورمي وتمزيق أي شيء، وبالطبع ، قد تعني أيضًا "بي كران" أي بلا حدود.
وقد حفر سكان هذه القرية في الصخور المخروطية الشكل وحولوها إلى أماكن للمعيشة حسب احتياجاتهم وبقدر نوع الحجارة المسموح بها، المنازل متعددة ، ومزدوجة ، ومفردة ، ومخروطية الشكل ، ومغزلية الشكل ، وهي مصنوعة من صخور اللاهار واللامبريت ويصل ارتفاع هذه المنازل احيانا إلى أكثر من 40 مترًا.
وهنا أيضًا عادة مثيرة للاهتمام، كما سمعت من كبار السن في قرية "كندوان" ، فإن الشرط الأول للزواج بالنسبة للعروس في هذه القرية هو امتلاك العريس منزلا محفورا وهذا الأمر تتبنى تنفيذه عائلة العريس.
الأزقة شديدة الانحدار في قرية "كندوان" وهي متصلة بواسطة سلالم حجرية، وهذه السلالم تسهل التنقل.
والابنية في قرية "كندوان" صخرية مخروطية الشكل، وهي عبارة عن مبانٍ من طابقين إلى أربعة طوابق ، حيث توجد في الطابق الأول حظائر الماشية والحيوانات، والطابقين الثاني والثالث لمعشية القرويين والطابق الرابع ، إن وجد فهو عبارة عن مستودع يتم فيه حفظ التبن، هذه الطوابق غير متصلة من الداخل ومتصلة من الخارج بسلالم حجرية صغيرة.
اسم الحد الذي يفصل بين خارج المنزل وداخله يسمى "أستانا" ، وهذا الجزء أعلى قليلاً من مستوى سطح الأرض حتى لا تدخل المياه إلى المنزل، وفي المنازل الكبيرة، يوجد جزء يربط المدخل بغرفة الاستقبال والمعيشة ، والذي أطلق عليه القدماء الدهليز ، ويتم الغسيل والاستحمام فيه، لكن المنازل الأصغر لا تحتوي على دهليز.
وأرضية المنزل مغطاة بالبساط "كليم" وفي زاوية يوجد التنور لصنع الخبز المحلي، على شكل مخروط ويخرج دخانه من سطح المنزل.
ونوافذ المنازل الصخرية في قرية "كندوان" خشبية ومثبتة في الحجارة وفي الطوابق العليا من المنازل، ولايتعدى ارتفاع المنزل اكثر من 1.5 متر.
"كندوان" قرية أصيلة وجميلة، واسمها مسجل في قائمة التراث الوطني الايراني.
وإذا استفسرت عن عمر هذه القرية ، فإن بعض الاهالي ينسبون عصر "كندوان" إلى فترة ما قبل الإسلام ، لكن بعض القصص تربط عمر قرية "كندوان" بزمن هجوم المغول على إيران ويقولون: عندما هاجم المغول هذه المنطقة ، لجأ أهالي قرية "حيله ور" الواقعة تحت الأرض ، الذين يعيشون على بعد كيلومترين من قرية "كندوان" ، إلى صخور "كندوان"، وبنوا منازلهم بالحفر داخل هذه الصخور.
ويعتبر العسل والمشمش والكرز والفواكه المجففة والخوخ وسجاد البساط والجاجيم من بين الهدايا التذكارية لقرية "كندوان".