وقال حسيني في كلمة القاها في مراسم الذكرى السنوية لرحيل الامام الخميني (رض) في شمال طهران: إن أفكار الإمام الراحل مستمدة من الإسلام ومدرسة أهل بيت العصمة والطهارة (ع) ، التي لها صبغة إلهية تتوافق مع الفطرة الإنسانية النقية، لذلك فهي ليست من الماضي بل ان تعاليمه وكلامه ومواقفه قابلة للتطبيق إلى الأبد.
واضاف: وحيث إن احياء ذكرى الأنبياء والاولياء الصالحين ليس فقط لتكريم فضائلهم وخدماتهم في الماضي ، ولكن الهدف الأهم هو التعرف على سلوكهم وأسلوب حياتهم وسلوكهم الاجتماعي والسياسي في الحياة الراهنة، والمثل والقيم السامية مثل الاستقلال والحرية والعقلانية والعدالة والشرف والوحدة والأخوة والأخلاق والمعنويات التي أكد عليها الإمام الخميني في الثورة الإسلامية ونوه بها قائد الثورة في بيان الخطوة الثانية، هي ليست شعارات محددة بزمن معين، وانما لها جاذبية للناس في أي زمان ومكان.
وشدد حسيني على منع تشويه أفكار و مواقف الإمام الخميني، وقال: إن من نتائج شرح منظومة الفكر وإعادة قراءة مواقف الإمام الراحل في فترات مختلفة عدم تشويه كلامه وسلوكه، كما أن التبيين والتنوير بشأن حادثة عاشوراء العظيمة وفلسفة ثورة الإمام الحسين (ع) جعل هذه الملحمة العظيمة دائمًا مصدر إلهام وتحفيز للشعوب المسلمة والباحثين عن الحرية في العالم.
واوضح حسيني أن ثورة الإمام الخميني كانت لوجه الله ، وأشار إلى أن الإمام الراحل بإلمامه بالأسس الدينية وشمولية الإسلام، وبنظرة توحيدية وبتجديد وحيوية، احيا الجوانب الاجتماعية والسياسية للإسلام التي كانت مهملة لفترة طويلة، ورفع راية الإسلام الاصيل الحقيقي ضد الإسلام الأميركي، امتلك الإمام روح التحول وكان لديه إيمان راسخ بأننا إذا تحركنا في الاتجاه الصحيح فإن الله سينصرنا، لذلك عندما تم تحرير خرمشهر من البعثيين، قال الإمام الخميني بقناعة تامة: "ان خرمشهر حررها الله"، وسبب انتشار هذه العبارة وخلودها هو أنها ترجمة لآيات مثل: «و ما النصر الا من عند الله العزير الحكيم» و «و ما رميت اذ رميت ولكن الله رمي».
واختتم مساعد رئيس الجمهورية للشؤون البرلمانية: من ناحية أخرى ، في المنظومة الفكرية للإمام الراحل، على اساس القاعدة الفقهية نفي السبيل، لم تكن السلطة الأجنبية مقبولة بأي شكل من الأشكال، لذلك كان يعارض وجود وتدخل المستشارين الأميركيين في مختلف المؤسسات وشؤون البلاد، واعترض على موافقة الحكومة والبرلمان على قانون الحصانة القضائية للمستشارين الأميركيين في إيران، وبسبب هذه المعارضة نُفي إلى تركيا ثم الى العراق.