البث المباشر

السيد تاج الدين الآوجي

الأربعاء 27 فبراير 2019 - 14:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 584

من رجالات الصادقين والذين افنوا انفسهم وضحوا بأنفسهم وبحياتهم من اجل الحق والدفاع عن الحق والدفاع عن المحرومين والمتضعفين، مفخرة الشهداء تاج الدين الآوجي، السيد تاج الدين الآوجي الشهيد ابو الشهيدين.
هذا الشهيد الحديث عنه مؤلم وموجع، هذا السيد تاج الدين الآوجي هو احرق، سأذكر كيف احرق لكن هو مثله كمثل زيد الشهيد (رضوان الله عليه)، الان عند منطقة الكفل بالعراق مزار الشهيد زيد، في الواقع الشهيد زيد هذا مكان صلبه واحراقه وهو ذري رماده في الهواء كذلك هذا السيد تاج الدين الآوجي الان له مزار في منطقة الحفرية، لما الانسان يخرج من بغداد يتجه بأتجاه الجنوب على الطريق السريع لا السريع الحديث، الطريق المتجه الى العزيزية ثم الكوت فبعد بغداد بحوالي خمسين كيلومتراً او اقل هناك منطقة تعرف بالحفرية وفيها آل شمر وهم من المؤمنين الموالين لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، قبر هذا الشهيد او مزاره هناك طبعاً الفت فيه بعض الكراسات لكن انا بأجمال اسوق موضوعه، بتلخيص بسيط جداً واود ان يسمعوني بدقة اهل العراق، شبابهم، شيوخهم، نساءهم، رجالهم ان يعرفوا ان العراق تحت هذه المطرقة القاسية من اعداء الله واعداء الاسلام من زمن بعيد، هذا ليس بجديد ما نراه اليوم من قتل وتدمير وتفجير وابادة.
هذا السيد تاج الدين طبعاً هو من اولاد الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه، هو من مواليد الكوفة في العراق ولما نقول الكوفة ليست هذه الكوفة الان المدينة الصغيرة لا العراق كله كان يطلق عليه مدينتين البصرة والكوفة، هذا الرجل من مواليد الكوفة يعني النجف هو جزء من الكوفة، النجف الاشرف ودرس هناك في الحوزة العلمية وطبعاً هومن علماء القرن الثامن الهجري او نستطيع ان نقول السابع والثامن الهجري كان عالماً ورئيساً وشخصية ونستطيع ان نقول ملكاً او كبير او وجه او عمدة بهذا الشكل، هو اول ما تبوأ موقعه في العلم والخطابة والوعظ والبيان وكان يعرف بنقيب الاشراف، نقيب المماليك، من العراق وانت خارج الى شيراز كانت كلها تذعن له، تصغي لأوامره، تنفذ اوامره لأن مكانته مرموقة، هذا الوضع سبب له حقداً دفيناً من النواصب والوهابيين وهؤلاء التكفيريين اعداء اهل البيت، اعداء رسول الله صلى الله عليه واله فكانوا لايفكرون الا بالقضاء عليه زائداً ان هذا العالم الجليل السيد تاج الدين الآوجي كان له ولدين كل منهما هو عنصر يرفع الرأس هذا ايضاً سبب له ان تضاعفت الاحقاد عليه وهناك طامة ثانية وهذه لم اذكرها بعد وهذه اهم من تلك او لا تقل او متساوية كما نقول، الذي زاد الطين بلة وسبحان الله اريد المستمعين والمستمعات خصوصاً اهل العراق يصغون لي يعني من القرون القديمة الشيعة تحت المطرقة المزدوجة من النواصب والصهاينة، الان اتباع اهل البيت في ايران، العراق، باكستان، افغانستان، لبنان مناطق كلها يهاجمون من خلال مطرقتين، مطرقة التكفيريين ومطرقة الصهاينة الان ليل نهار الصهاينة شغلهم الشاغل تهديد ايران وضرب ايران وكذلك الشيعة يذبحون في العراق وفي كل مكان بتحالف بين النواصب والصهيونية وهم الذين يوفرون لهم.
على اي حال كان اليهود محتوين التجارة في العراق، ذلك اليوم في العراق السوق التجاري هي الحلة والكوفة وهؤلاء بموجب ما يزعمون في التوراة، التوراة التي هم صنعوها لا التوراة السماوية ان الاقتصاد في العالم يجب ان يكون بيدهم، السلام بيدهم، افضل ارض لهم، هم اجمل البشر، هم افضل طبقة، نحن ابناء الله، لا يستحون ويقولون نحن ابناء الله فهؤلاء كانوا يستعبدون الامم ويستذلون المسلمين واحدى الطرق الاستيلاء على المواد الضرورية التي تشكل قوتاً للناس، يتلاعبون بأسعارها، يحدون من نفوذها، يحتكرونها، يستغلوها وكانت بؤرة تواجدهم في بغداد قليلة كانت آنذاك لكن في الحلة كان تواجدهم تجاري وسياسي واجتماعي لأنهم يزعمون ان عندهم ستة انبياء مدفونين في الكفل لذلك انشأوا مدارس وارادوا عبر المدارس ان يصهينون اولاد المسلمين فمن الذي وقف امام هذا الوضع المؤلم والخطير؟ السيد تاج الدين الآوجي وولداه وطبعاً لا ننسى ما للعلم والعلماء من ادوار جهادية في انقاذ الناس، هذا السيد تاج الدين الآوجي حطمهم وفرقهم رغم ما عليهم من امكانيات لكن من الذي تواطئ معهم؟ الناصبي هذا رشيد الدين الحاكم فأخذ يختلق التهم وكانت عقليته عقلية ناصبية صرف فكان يقول انك تثير الشغب، تثير الطائفية مثل ما يقال اليوم اذا دافع احداً عن مظلومية اهل البيت يقولون له طائفي، صدام يذبح تسعة وثلاثين سنة بأتباع اهل البيت لا احد قال له انت طائفي، على اي حال فالسيد هذا رضوان الله تعالى عليه اتهمه رشيد الدين الحاكم انذاك، انت تثير الشغب وانت تهدد النظام ومن هذا الكلام فقبض عليه وعلى ولديه، من هم اولاده؟ شمس الدين وشرف الدين، اراد النواصب تقديم خدمة لليهود من باب ابداء حسن النية او ليخطبوا ود اليهود او ربما عوامل مادية فكانوا يكتبون تقارير للحاكم هذا، المهم بقي في السجن وعذب هو وولديه فترة طويلة ثم اخلي سبيله فعاد مرة اخرى الى مزاولة واجباته وتكاليفه مع ولديه وبعد حوالي تسعة اشهر تبدل الحاكم وجاء جلال الدين ابراهيم بن المختار وكان هذا العن من الذي قبله فلما جاء استقرأ وضع السيد تاج الدين الآوجي فأمر بألقاء القبض عليه فبقي السيد مختفياً ولكنه كان يمارس نشاطاته ويتنقل في المدن هو واولاده بلباس عادي ويغيرون اشكالهم لكن بعد ذلك تم القبض عليه رضوان الله عليه هو واولاده فجاءوا بهم الوالد والولدين الى جلال الدين بن المختار فأمر بأحراق ولديه امامه من باب التعذيب كما كان صدام يقتل اولاد الموقوفين امام آباءهم من اجل ان ينتزعون منه معلومات وشاهدنا هذا بأعيننا، امر هذا الحاكم قتل ولديه، احرقا امامه ثم بعد ذلك امر بأحراقه حياً، الذي يؤسفني ان اذكر واذكر بمرارة ان قاضي الحنابلة افتى بحرمة دفنهم وهذا ساعد على احراقهم، قاضي الحنابلة قال لا يمكن ان يدفن هؤلاء في مقابر المسلمين، كيف الان تأتي فتاوى بجواز قتل المؤمنين، فقالوا اذن نحرقهم فمثل بأجسادهم واحرق الوالد وولداه ولكن بعد هذه الفتوى وهذه العملية صارت هناك قلاقل. اوكد من جديد ان هذا القبر في الحفرية هو مكان احراقهما ووقتلهما وكان هذا سنة 711 هجرية في شهرذي القعدة.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة