وسيتم إغراء البعوض الماص للدم بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان باستخدام ما يسمى بـ "مصائد السكر" وفقا لتقنية جديدة طورها علماء جامعة كارديف.
وسيحاكي مزيج مصمم خصيصا من المواد الكيميائية الجذابة رائحة الأشجار والزهور النباتية الأخرى التي يتغذى منها البعوض قبل أن يبحث عن دم الإنسان للتكاثر.
وتعاون الباحثون وشركاء التطوير التجاري من كليات الكيمياء والعلوم البيولوجية بجامعة كارديف وشركة Lisk & Jones Consultants Ltd مع شركاء الصناعة الألمان Biogents AG في المشروع الذي تموله مؤسسة Bill & Melinda Gates.
ويقول الفريق إن وجود بديل للناموسيات المغطاة بالبيرميثرين، المصمم لقتل البعوض عند ملامسته، ضروري نتيجة للمقاومة الكيميائية والتغيرات في سلوك بعوض جنوب الصحراء الكبرى Anopheles gambiae، النوع الذي يمثل الناقل الرئيسي لمسببات الملاريا.
وقال البروفيسور جون بيكيت، رئيس المشروع، وهو خبير في الكيمياء البيولوجية في جامعة كارديف: "الناموسيات المعالجة بالبيرميثرين توفر منذ سنوات طريقة فعالة بشكل لا يصدق للقضاء على البعوض وتقليل عدد الأشخاص الذين يصابون ويموتون بسبب الملاريا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ولسوء الحظ، أظهرت الأبحاث لنا أن البعوض لم يبدأ فقط في تطوير مقاومة للبيرميثرين، ولكن بشكل حاسم، غيروا سلوكهم أيضاً".
ولقد تعلم البعوض تحديد مكان السكر واستخراجه من النباتات المتناثرة في المنطقة كجزء من إستراتيجية البقاء على قيد الحياة.
ويعزز السكر إمدادات الطاقة لديهم، ما يمكّنهم من العض في النهار ومن خلال الشباك المغلفة كيميائيا، ما يمكنهم من استخراج الدم اللازم لوضع بيضهم. لذلك، ابتكر فريق كارديف تركيبة جديدة للسكر.
وقاموا بتحليل الأزهار الإفريقية الأصلية وذات الصلة التي تجذب الملقحات مثل البعوض وجمعوا بين هذه التقنيات لإنتاج مصيدة البعوض الجديدة.
وأضاف البروفيسور بيكيت: "إن تحديد الجاذبات بعيدة المدى للنباتات المتناثرة نسبيا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ليست مشكلة في تقنياتنا الجديدة. لكننا كنا بحاجة إلى التعاون مع الزملاء المتخصصين في الفيزيولوجيا الكهربية في كارديف لتحديد المركبات التي يستخدمها بعوض الملاريا بشكل انتقائي لتحديد مصادر رحيق الأزهار".
وسيعمل الباحثون الآن مع شريك الصناعة Biogents AG لدمج التركيبة الجديدة والجاذبات الزهرية في جهاز متين ومصمم بشكل مستدام للاختبار المجتمعي مع معهد كينيا للبحوث الطبية.
وتتمثل الخطة في وضع الأجهزة داخل نطاق القرى والحياة النباتية القريبة حيث يمكنها جذب البعوض الذي سيتغذى على السكر المصنوع خصيصا ويموت على مسافة قبل أن يتمكن من لدغ الناس ووضع البيض.
واختتم البروفيسور بيكيت قائلاً: "في نهاية المطاف، نرى المشروع في أيدي المجتمعات المحلية الأكثر تضررا من الملاريا في إفريقيا كجزء من برنامج نقل التكنولوجيا. ويمكنهم بعد ذلك، باستخدام السكر المنتج محليا، استخراج الجاذبات من النباتات المحلية من أجل إغراق البعوض بطعم مدمر وحماية مجتمعاتهم من وباء الملاريا الذي نراه في المنطقة".