ويتحدى معدو الدراسة من جامعة موناش في ملبورن، النظرية السابقة بأن أنماط نشاط الدماغ ناتجة عن شبكة معقدة من الاتصالات العصبية.
وأكدوا من خلال دراستهم المنشورة، أمس الخميس، في مجلة "نيتشر" العلمية، أن هذا ليس هو الحال بالضرورة.
وقال أحد معدّي الدراسة، البروفيسور أليكس فورنيتو:
"اتضح لنا أن النشاط ينتقل عبر الدماغ مثل موجة متنقلة من الماء، فإذا تخيلت قطرة مطر تسقط في بركة، فسوف ترسل أنماطا متموجة تنتشر، وسيؤثر شكل البركة على نمط التموجات التي تراها".
وأردف: "والطريقة نفسها، فإن شكل الدماغ يقيد الطريقة التي تنتشر بها موجات النشاط في جميع أنحاء الدماغ، وبالتالي تؤثر على أنماط النشاط".
وحلل العلماء في دراستهم، أكثر من 10000 خريطة دماغية، تم التقاطها بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي، أثناء أداء الأشخاص المتطوعين لمهام مختلفة.
واستخدم الباحثون تلك الخرائط للنظر في أنماط "eigenmodes"، أو الأنماط الطبيعية للاهتزاز في الدماغ.
ويؤكد البروفيسور فورنيتو: "تؤثر أنماط "eigenmodes" في الدماغ على أنماط النشاط".
وشدد أن هذه الدراسة "هي الأولى من نوعها" التي تثبت وجود صلة بين شكل الدماغ والنشاط ، لكنها قد تؤدي إلى تغييرات في طريقة تشخيص الأمراض أو توقع السلوك الناتج عنه.
وقال: "بما أن شكل دماغ كل شخص مختلف تماما مثل بصمات الأصابع، فمن المحتمل أن تكون الاختلافات في شكل الدماغ مرتبطة بالاختلافات في طريقة تفكيرنا وسلوكنا في العالم".
ويرى البروفيسور أليكس فورنيتو إنه إذا تمكن مع فريقه العلمي من فهم التطور المبكر لشكل الدماغ، فقد يلقي ذلك الضوء على آليات مخاطر الإصابة بالأمراض العقلية والاضطرابات العصبية، مثل الفصام والاكتئاب والخرف.