ومن الصادقات في مجال اعمال الخير وسنن الخير والافعال الحسنة والمشاريع النافعة في طريق اهل البيت وفي خدمة اهل البيت وفي تعمير مراقد اهل البيت المحبة للنبي وآله المرحومة الحاجة انيس الدولة، يفترض ان تكون انيسة الدولة لكن كما يذكرها السيد محسن الامين وصاحب كتاب الخيرات الحسان يقولون انيس الدولة "خانم انيس الدولة" على اي حال يودني ويسعدني ان يسمعن بالخصوص النساء المؤمنات الخيرات ان يسمعن عن حياة هذه المرأة واعمال هذه المرأة وبصراحة اقول ان هذه المرأة مصداق لقول الشاعر، مصداق واضح لما يقول:
فلو كن النساء كمثل هذه
لفضلت النساء على الرجال
الحاجة انيس الدولة لما اقرأ في الكتب عنها وعن خدماتها ارى انا نفسي الذي واحد وخمسين سنة على المنبر اخدم اهل البيت ارى نفسي لاشيء امامها، سبحان الله كم في التاريخ من شخصيات جعلت لها تراثاً خاصاً.
اذكر هذه الملاحظة، لما ندخل الى حرم امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه من باب الطوسي وندخل رأساً الى الرواق هناك في الرواق حجر ثلاثة واحدة منها صارت كشوانية وحجرتين الى جنبها، هذه الحجر والرواق فيها مقابر لثمانية عشر نفر من زعامات ايران مثل مظفر الدين شاه، مثل بعض الحكام الصفويين او القاجاريين وعمران بن شاهين وهكذا عضد الدولة آل بويه، نسائهم، كلها كانت وكانت عليها في كل قبر في الحجر صخرة مكتوب عليها اسمائهم وانا شاهدتها ولكن جاء قاتل اتباع اهل البيت الحاقد على الاسلام واهل البيت صدام فأزال في مطلع الثمانينات كل هذه الصخور حقداً على هؤلاء لخدماتهم لأهل البيت، من ضمن هذه المقابر مقبرة الحاجة انيس الدولة التي اتكلم عنها، قبرها في الحجرة الاولى عن اليمين في الرواق لما ندخل من الكشوانية.
هذه المرأة المحبة لآل البيت والخادمة المتفانية لآل البيت لايذكر تاريخ ولادتها ولا تاريخ وفاتها لكن كل مايذكرون عن مشاريعها وعن هداياها لأنها كانت زوجة السلطان ناصر الدين شاه، ناصر الدين شاه ايضاً مدفون الى جانبها، هذه المرأة الصالحة كان يزور ملوك الافرنج ايران يقدمون هدايا كما هو اليوم تقدم الهدايا الى رئاسة الوزراء، رئيس الجمهورية، هذه الهدايا حسب قوانين تلك الدول للشخص هو او لخزينة الدولة، المهم جاءت هدية الماسة ضخمة وغالية جداً لناصر الدين شاه وبما انه كان علاقته متينة بزوجته ويحبها قدم لها قطعة الالماس، تقدر بمئات الملايين من الدولارات فجاءت الى زيارة النجف الاشرف وقدمت قطعة الالماس الى حرم الامام امير المؤمنين هدية في ذلك اليوم كانت السدانة، الكليدارية في النجف الاشرف حسب ما تذكر المصادر الموثقة هم آل كاشف الغطاء، الشيخ جعفر كاشف الغطاء ومن بعده العلماء الكبار الى ان بعد ذلك سلمت الى السيد عباس الرفيعي الكليدار في الثلاثينيات نظراً لأعتمادهم عليه كخادم مؤمن والخ. فجاءت المرحومة انيس الدولة و وضعتها في خزانة حرم امير المؤمنين، هذه قطعة الالماس سرقها صدام، صدام في بداية الحرب الظالمة على الجمهورية الاسلامية جاء الى حرم امير المؤمنين والعتبات وسرق بعض الاشياء الثمينة من قبيل مصاحف بخط الامام السجاد وخط الامام الحسن، قطع الماس سرقها كما سرق غيرها.
الحاجة انيس الدولة تبرعت بضريح للامام الحسين، الامام الحسين كان على قبره عريش مسقف وكان صندوق خشبي فهي صنعت ضريحاً في ايران واخذت الضريح الى قبر الحسين وبقي الصندوق داخل الضريح القت عليه ستراً مطعماً باللؤلؤ وهذا الستر يقولون كذا قيمتها كما سمعنا من احد الخدم السادة من آل طعمة قبل اربعين سنة، كان يشرح للسيد محسن الحكيم رحمه الله.
هذه المرأة لا اعرف في اي احتفالات في ايران حضر بعض رؤساء الافرنج قدموا تاج الى السلطان ناصر الدين شاه والتاج مطعم بالالماس فأعطاه الى زوجته فأهدته الى حرم الامام الرضا والان موجود في خزانة الامام الرضا ومكتوب عليه هدية الحاجة انيس الدولة، انظر ما لهذه المرأة من حسنات، هذه المرأة صنعت باباً من الفضة لمسجد كوهر شاد، الباب التي تربط مسجد كوهر شاد بحرم الامام الرضا (سلام الله عليه) من صوب عكس القبلة، هذه الباب صنعتها بتبرع خاص من اموالها.
من حسناتها ايضاً رحمة الله عليها وأسأل الله ان يوفق نساءنا الثريات ان يقتدن بها، هناك كتاب اسمه ناسخ التواريخ ترجم الى العربية بعضه، ناسخ التواريخ جزء خاص منه يتضمن احوال فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، هذه المرأة من اموالها الخاصة طبعت هذا الجزء المدون باللغة الفارسية، الجزء الخاص بحياة الزهراء (سلام الله عليها)، طبعت منه آلاف النسخ لأن قضية الزهراء (سلام الله عليها) والاحداث بعد وفاة الرسول تشكل اهمية خاصة وترتبط بكرامة الاسلام وبحقيقة الاسلام وبحقيقة الامور لذلك احساساً منها بأهمية الموضوع تبرعت لطباعة الالاف من هذه النسخ وكانت توزع في الحسينيات وعلى الخطباء وعلى المداحين وعلى الكتاب. من مشاريعها وظفت بعض الموقوفات وبعض المشاريع جعلت ريعها يعني محصولها وارباحها لخدمة اهل البيت ونشر آثار اهل البيت، اذا مثلاً نرجع الى فهرست الموقوفات في ايران في الدوائر الرسمية نرى مباني واسواق في مدينة مشهد اوقفتها ليصرف ريعها على اقامة عزاء الحسين كل سنة ايام عاشوراء مع الاطعام، في قرية اسمها كاشنك اوقفت املاك عديدة لخدمة اهل البيت وحصرت الوقف على تلك المنطقة حينما تقام مراسم العزاء للحسين. بنت الكثير من الجسور والقناطر الخيرية لخدمة الناس ولزوار الامام الرضا على حسابها الخاص.
هذه المرأة ثلاث او اربع مصادر تذكر العديد من خدماتها ومشاريعها وهي ليست امرأة عادية، زوجة السلطان.
تركت كل هذه الاثار ففي الواقع كل اثر منها يترك لها رحمة مخلدة على السنة الناس، الاطعام سنوياً تأكل منه مئات الالاف من البشر في عموم ايران هذا من اوقافها في ايام عاشوراء.
*******