وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت طلال عتريسي إلى أن تعثر التفاوض في أكثر من مرحلة وأوضح أن: الولايات المتحدة كانت ترسل إشارات أن التفاوض لن يستمر إلى الأبد، وإيران بدورها كانت تقول أيضا إن هذا التفاوض غير مفتوح.
وأضاف قائلا: بالتالي كان كل طرف يحاول أن يقول بأن مهلة التفاوض محدودة، لكن لم يعلن أحد بشكل قاطع ونهائي أن المفاوضات انتهت وأقفلت، كل طرف يترك الباب مفتوحا ربما لعودة إلى تفاوض في ظروف أخرى.
ونوه إلى أن: الولايات المتحدة الأمريكية اعتمدت طوال المرحلة ماضية محاولة ممارسة أقصى الضغوط على إيران، لعل هذا الأمر يحسن وضع بايدن الذي كان يعاني من مشكلات، خصوصا بعد انسحابه من أفغانستان واتهامه بأنه ضعيف على المستوى الدولي وبأنه حطم صورة أمريكا ولدى حلفائها أيضا.
وقال إن: بايدن بالتالي كان يحاول أن يتشدد ولا يقدم أي تنازلات، ومن هنا كان يطلق أحيانا تهديدات بأننا سنفعل كذا.. ولدينا خيارات على الطاولة، وكل هذا الكلام غير الواقعي وغير المنطقي.
وأكد عتريسي إلى أن مسار السياسة الأميركية في المنطقة مرتبك ومتردد، مبينا: يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تخوض الحرب اليوم مع روسيا في أوكرانيا، ليس لديها خطة واضحة في كيفية التعامل مع ملفات منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، سواء ملف إيران أو السعودية أو الملفات الأخرى.
ولفت إلى أنه: لذلك قد لا يكون مفاجئا أن يحاول بايدن اليوم أن يستعيد ورقة التفاوض، خصوصا وأننا أصبحنا نقترب من موعد الانتخابات الرئاسية، وبالتالي يحاول بايدن أن يقول إنه لا يزال يملك أوراق.. وإنه يريد أن يتفاوض مع إيران.. ولا يريد أن تذهب إيران إلى الخيار النووي مع نسبة تخصيب مرتفعة.. ولهذا السبب -كما قرأت- أنه عرض اتفاقا جزئيا مؤقتا وليس اتفاقا شاملا، أي "أنتم تخفضون مستوى التخصيب ونحن نفرج عن جزء من الأموال الإيرانية المحجوزة"، وهذه خطوة محاولة تحقيق إنجاز بالنسبة للأمريكي.
وشدد على أن: التراجع الأمريكي هذا إنما هو بسبب الإرباك في سياساتها الخارجية، وكذلك بسبب صمود إيران، لأنه لو كانت إيران ضعيفة وتراجعت على سبيل المثال، فلن يقدم الأمريكي أي عرض، وهذه قاعدة، مع الأمريكي أو مع غيره، حيث إذا كان الطرف الثاني ضعيفا ومهزوما فأنت لا تتفاوض ولا تقدم له العروض.
ونوه قائلاً: لأن إيران حققت إنجازات وأنجزت تفاهما إقليميا مهما مع المملكة السعودية وبرعاية صينية، شعر الأمريكي بأنه يخسر المزيد في المنطقة، وربما هو يحاول اليوم أن يفتح مجددا باب التفاوض مع إيران لعله يحقق أمرا ما، لكن الامر معقد وليس بهذه السهولة، خاصة من وجهة نظر إيران التي كانت تكرر أنه إما أن يكون هناك تفاهم شامل حول الملف النووي وكل ما هو متعلق به أو لا يكون الأمر كذلك.