البث المباشر

آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت

الأربعاء 27 فبراير 2019 - 12:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 575

ومن الصادقين الخالدين في محبة النبي وآل النبي هو المرحوم المربي والمجاهد والعارف آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت قدس الله نفسه الزكية.
هذا العالم الفريد من نوعه والقليل من نظرائه وربما اقول منعدم النظير، هذا العالم الزكي هو من مواليد عام 1355 هجرية، ولد في ايران ومن صغره كان شغوفاً محباً للعلم والمعرفة وحفظ القرآن منذ ايام نعومة اظفاره، لا يفوتني ان اذكر ان هذا العالم الجليل ماتت امه وعمره سنة ونصف يعني حتى انه لم يكمل الرضاع ولم يبلغ الفطام وتبرعت بعض المؤمنات في تربيته والعطف عليه فترعرع في جو العلم وفي جو التقوى وسافر الى العراق عام 1370 هجرية وهو في بدايات الشباب، 16 او 15 سنة، سفره كان هذا لأن المألوف ان طالب العلم اذا سافر الى النجف الاشرف يسافر بعد ان يكمل السطوح والمقدمات يذهب ليستفيد من اساتذة الخارج، هذا العالم الجليل سافر لأمرين، الامر الاول كان يرى قوافل الزوار تذهب وكان شديد التعلق بزيارة الحسين (عليه السلام) ويلهج من صغره كربلا كربلا، يقال انه اصيب بعارض، بمرض يبدو خطير فنذر اذا الله عافاه من هذا المرض يصحب قوافل الزوار الى كربلاء ويكنس حرم الحسين شهراً وهذا كان شرفاً يتشرف به كبار الاولياء والعلماء، عضد الدولة البويهي ملك كان بيده يسرج الشمعدانات في النجف الاشرف وبيده المكنسة، تجار مليار ديرية في ايران شهدتهم بعيني يأتون الى النجف وكربلاء يتوسل ان يعطوه مكنسة يكنس حرم الحسين وياريت يصيبني هذا الشرف، لما نذر الله عافاه فسافر مع الزوار ووصل الى كربلاء وفي ذلك اليوم السفر صعب ومحاط بالاخطار من اعداء اهل البيت، اعداء الله، يقتلون ويضربون الزوار وينهبونهم ويتعرض لهم قطاع الطرق، وصل الى كربلاء اقام شهراً ونفذ نذره لكن اصبح يعشق جوار الحسين فبقي عامين كاملين في كربلاء ويتلقى دروسه ذلك اليوم عند الفضلاء في كربلاء ولكن يقال انه عاش عيشة صعبة، شاب في مقتبل العمر وغريب لكن الله واهل البيت لن يضيعونه، سنتين حصل وتقدم وحصل على المقدمات والسطوح ثم انتقل الى النجف الاشرف وانضم الى تلاميذ المرحوم الاصفهاني، السيد ابو الحسن، الشيخ ضياء الدين العراقي، الميرزا النائيني واصبح عميق الصلة، من هنا بيت القصيد، اريد او اقول، كان عميق الصلة بالفيلسوف الاكبر الشيخ محمد حسين الغروي الكمباني الاصفهاني، المرحوم الشيخ محمد حسين الغروي الكمباني الاصفهاني كان تلامذته قليلون، كان مصطفيهم، احدهم الميرزا علي القاضي، احدهم الشيخ عباس القوجاني، احدهم السيد جمال الدين الكلبايكاني، احدهم السيد عبد الكريم الكشميري واحد هؤلاء السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان واحد هؤلاء المرحوم الشيخ محمد تقي بهجت اعلا الله مقامه، هؤلاء مجموعة كانوا يتدرجون في مراقي العلم والعرفان والسير والسلوك وتهذيب النفس بهدوء وصمت الى درجة عالية، بعد ثلاث سنين ونصف تقريباً قضاها في النجف الاشرف قفل عائداً الى ايران ليكون احد دعائمها الشهيرة فأستمر بالتدريس والتدوين لكن الشيخ محمد تقي بهجت لا يزال متعلقاً بالنجف فصمم ان يعود مرة اخرى الى النجف الاشرف، في طريقه مر بقم المقدسة وفي تلك الايام كانت مضت اشهر على وصول المرحوم البروجردي اعلا الله مقامه الى قم المقدسة فلما التقى المرحوم البروجردي وتعرف عليه وجده تحفة من التحف وهذا تستفيد منه قم فألح المرحوم البروجردي اعلا الله مقامه ان يبقى هناك لأن الناس والطلبة يحتاجون الى تربية فأقام في قم المقدسة وصار يدرس ويؤلف في مختلف الفنون، الذي اريد ان اقوله وابرنامج اشرف على النهاية ان هذا العالم كان شديد الحرص على ان لا يظهر في الساحة، شخصيات سياسية وعسكرية وادارية وتجارية وعلمية يترددون عليه بالخفاء ليستفيدوا من توجيهاته فأذكر احد الشخصيات العسكرية المهمة جاء عنده وقال انصحني فقال له "از خدا بترس"، "خاف الله" هذه اعظم نصيحة ولا يفوتني ان انوه على ان السيد الامام (رضوان الله عليه) كان يكن له خالص التقدير والاحترام لكن لما كان يأتي عند السيد الامام كان يرفض ان يصور قلت كان هو روحه شعبية وبعيد عن الشهرة.
بعيد عن الشهرة وقبل ان ينتهي الوقت اروي هذه، هذا الرجل يقيم في الصيف ثلاثة اشهر او شهرين ونصف في مشهد المقدسة، معروف الاستخارة، معروف بتعبير الاحلام فتتجمهر الناس على بابه يريدون استخارة او مسألة او يريدون زيارته، فهو كان يخرج يتمشى وفي الطريق لوحده ومترسل ولا يلتفت اليه احد وهو واقف في الشمس في الشارع يؤشر للتكسي حرم.
قال: الف تومان. 
قال: كثير. 
جاء الثاني قال: حرم.
قال: الف.
قال: كثير. 
فمر تكسي ثالث قال له: للحرم. 
قال: نعم. 
قال: كم؟ 
قال: ما تفضلت به. 
قال: اعطيك خمسمئة تومان. 
صعد معه وسأله: لماذا وافقت على هذا السعر؟ 
قال شيخنا: انا لست من هذه المحلة انا لا اجيء هنا ولكن صار يومين هنا متحير، هنالك عالم جاء من قم اريد ان اصل اليه فلم استطعن اريد ان استخير عنده واريد ان اراه، امس واليوم انا هنا ولم احصل عليه. 
قال: من هو؟ 
قال: آية الله بهجت فأبتسم الشيخ ولم يلتفت اليه السائق لماذا يبتسم واوصله الى باب الحرم واعطاه الشيخ اجرته ونزل فشب الناس عليه فهذا سأل الناس من هذا؟ 
قالوا له: هذا السيد بهجت.
فضرب على رأسه، وقال: انت معي في السيارة وانا يومين اسير على بابك، انا استشهد بهذه انه كان مترسلاً تماماً وطبعاً هذه سيرة النبي واهل البيتن الامام امير المؤمنين التقى بأمرأة وحمل معها السطل والزنبيل واوصلها الى الباب ولم تعرفه ودخل الى البيت واسرج لها التنور وهي لا تدري من هو هذا الى ان دخلت جارتها قالت لها: من هذا هل عرفتيه؟
رسول الله يدخل الاعرابي الى المسجد يسأل ايكم محمداً؟ لماذا لأن النبي، الامام علي لبسوا كما تلبس الرعية واكلوا كما يأكل الناس وسكنوا كما يسكن الناس، النبي جالس في وسط الجمهورن الامام علي بين الكسبة وبين البسطاء يدور، المرحوم الشيخ محمد تقي بهجت رحمة الله عليه كان رقماً اقول بجرأة لا يوجد اليوم من يخلفه وطبعاً كان موقع تقديس جميع العلماء الكبار وبجرأة اقول: انا لم ار ولكن اخبرني اهل المعرفة واهل الثقة قالوا مراجع كانوا في الخفاء يذهبون اليه وبطلبون منه النصيحة او النصائح او ان ينبهم الى بعض القضايا.
مرات عديدة بعدد الاصابع التقيته وبالصدف وهو كان من المريدين والمخلصين الى جدنا المرحوم السيد مرتضى الكشميري اعلا الله مقامه. 
عرضت عليه مناصب كان يهزأ بها الى ان فجع العالم الاسلامي في اليوم العشرين من جمادى الاولى هذا العام يعني 1430 بنبأ وفاته فلبست ايران ثوب الحزن والاسى لا فقط ايران انا كنت في البحرين، البحرين ارتجت، البلاد الاسلامية، في العراق، في الخليجن في باكستان والهند فواتح وتشييعه ما رأيت تشييعاً بعد تشييع الامام الخميني بهذه العظمة وكلهم شباب كتشييع هذا العالم الجليل ووري الثرى في حرم السيدة المعصومة (سلام الله عليها). 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة