البث المباشر

خالد بن زيد المكنى بأبي ايوب الانصاري

الأربعاء 27 فبراير 2019 - 09:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 561

ومن اركان الصادقين المخلصين لله ورسوله ولوصيه امير المؤمنين هو خالد بن زيد المكنى بأبي ايوب الانصاري.
هو من اكابر الصحابة والبدريين الذين شهدوا بدراً وهؤلاء هم افضل اصناف الصحابة، فشهد بدراً وشهد سائر الغزوات مع النبي (صلى الله عليه واله) وله موقف تضحوي ومخلص حرس فيه النبي الى الصباح، كان قابضاً على سلاحه ومتهيئاً في حالة انذار يحرس النبي، رسول الله كان في الخيمة وكان مهدداً من اعداء الله فكان ابو ايوب الانصاري يحمل سلاحه ويحرس النبي فلما رآه النبي صباحاً دعا له قائلاً: "اللهم احفظ ابا ايوب كما حفظ نبيك".
ابو ايوب الانصاري هو الذي نزل النبي ضيفاً عنده في المدينة المنورة لما هاجر النبي (صلى الله عليه واله) وحصلت عند باب داره اول معجزة لرسول الله في المدينة وكان اختيار النبي لمنزل ابي ايوب منزلاً له بطريقة خاصة، كيف؟ حينما دخل النبي المدينة المنورة جاء اعيان المدينة واقبل شيوخ القبائل كل ماسك بزمام ناقة النبي (صلى الله عليه واله) ويتنافسون بشدة على استضافة النبي فرأى النبي انها صارت معضلة فأيهما يفضل على الاخر؟ حل النبي الامر بهذه الصورة، صاح ياقوم اتركوا زمام الناقة فهي مأمورة فعلى باب من وقفت انا ضيفه هذه الليلة فتعجبوا من هذا الامر، هل ان الناقة ملقنة من قبل؟ فأطلقوا زمامها والقلوب متلهفة للتعرف على من هو صاحب الحظ السعيد الذي سيستضيف رسول الله واذا بالناقة وقفت على باب دار ابي ايوب الانصاري وهو افقر شخص في المدينة المنورة ولكنه اتقى شخص في المدينة المنورة ولعل هذا هو السبب في اختيار النبي (صلى الله عليه واله) لبيته منزلاً له واعتقد انه لا احد كان يدور في خلده او ذهنه ان النبي يذهب عند هكذا انسان فقير، افقر واحد ولايتصور احد هذا المعنى، سبحان الله انطلقت القلوب حسرة على ما حدث، طرق النبي الباب ففتح ابو ايوب الانصاري الباب وكانت امه عمياء، كفيفة البصر، بكت وهي تقول: ليت كانت لي عين ابصر بها وجه رسول الله فسمعها رسول الله ومسح بيده على عينيها فعاد لها بصرها، الله سبحانه وتعالى استجاب لدعاء النبي واراد ان يعزز النبي لأن الله جعل المعجزة سلاحاً للنبي وطبعاً النبي (صلى الله عليه واله) استعمل هذه كرسالة تثبت صلته بالسماء، تثبت صحة ادعاءاته وكيف ان السماء تستجيب لأوامر او لمطالب رسول الله.
تقول الروايات ما كان عند ابي ايوب في ذلك اليوم من الطعام الا ثلاثة اقراص من الخبز فقدم ذلك للنبي (صلى الله عليه واله)، هذه الدار التي نزل بها النبي اصبحت معلماً من معالم الاسلام وتاريخ الاسلام ولكن واحداً الذي وصفه نفسه بخليفة رسول الله رأى الناس يترددون على بيت ابي ايوب الانصاري في المدينة بصفته اول بيت نزل فيه رسول الله، مثلاً غار حراء الناس يذهبون لمشاهدته وزيارته وتتذكر فيه ان رسول الله كان يقيم فيه، كانوا يأتون الى بيت ابي ايوب هذا اول بيت نزل فيه رسول الله في المدينة، هذا الذي وصف نفسه بخليفة رسول الله فأمر بهدم بيت ابو ايوب تحت عنوان هذه بدعة وهذه المقولات التافهة والفتاوى السفيهة التي يتعامل بها هؤلاء الجهال.
ابو ايوب الانصاري صحابي وصحابي من النمط المفضل لكنه كان موضع حقد الامويين عليه وذلك لمواقفه الشديدة في نصرة الامام علي بن ابي طالب (سلام الله عليه) في يوم الجمل، صفين، النهروان وكانت له مواقف وحملات كان يتغير منها لون معاوية، بقي ابو ايوب رضوان الله عليه وقد وظف لسانه وقلمه كداعية ومبلغ لفضائل الامام علي وكان يتحدث ويصرح للناس ما شاهده من اخلاق النبي واحاديث النبي خاصة ايام كان ضيفاً عند ابي ايوب وما سمع ابو ايوب منه بالذات في فضائل الامام علي، صاحب كتاب بشارة المصطفى يروي عن ابي ايوب الانصاري انه كان يتحدث الى جماعة من الناس في بيته فقال لهم: اقسم لكم بالله عزوجل لقد كان رسول الله عندي في بيتي هذا الذي انتم فيه الان ثم عرض عليهم مكان النبي واين يجلس وما كان في البيت غير رسول الله وعلي عن يمينه وانا عن يساره ورابعنا انس بن مالك خادم رسول الله لفترة معينة، كان قائماً بين يديه واذا بالباب تطرق فقال النبي: يا انس انظر من على الباب ففتح الباب واذا به عمار بن ياسر رضوان الله عليه فدخل عمار وسلم على النبي فرحب به النبي وقال: "الكلام لأبي ايوب يحدث الذين في بيته".
ثم قال: يا عمار ستكون بعدي في امتي هنات يعني غفلات حتى يقع السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضاً ويتبرأ بعضهم من بعض فأذا رأيت ذلك فعليك بذلك واشار الى الامام علي ثم قال: يا عمار فأذا سلك الناس كلهم وادياً فأسلك وادي علي وخلي الناس، يا عمار ان علياً لايردك عن هدى ولا يدلك على ردى.
كان لأبي ايوب امثال هذه الاحاديث عن رسول الله وكان يرويها كونه عاناها وشاهدها وجرى بعضها في منزله وطبعاً هذا ذنب كبير عند الامويين، الامويون يريدون ان ينسب احداً اخباراً عن ذم هذا وذاك وذم امير المؤمنين فأبو ايوب الانصاري كان من الصحابة الذين لم يحدثوا بعد النبي وثبت واستقام حتى اللحظات الاخيرة من حياته ففي هذا الاطار وضمن الحقد عليه من قبل الامويين هاجموا داره يوم الحرة، الجيش الاموي انتهبوا داره وتجسروا عليه وهموا بقتله لكن اكتفوا بسلبه واهانته فهدموا الدار وانتهبوا ما فيها وكان النبي قد اخبره بما سيعانيه وكان النبي يعبر عن ابي ايوب "سيدفن في القسطنطينية رجل صالح من اصحابي" فعلاً بعد هذه الحياة المكللة بالطيبات وقف ابو ايوب في احدى مواجهات المسلمين مع الروم ومرض مرضاً شديداً ومات هناك ودفن في احدى مناطق الاستانة وبقي قبره هدفاً لأعداء الاسلام، اعادوا نبشه عدة مرات لكن كان يحدث لهم ما منعهم.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة