من لوامع الصادقين المخلصين لأهل البيت هو العالم الكبير والوجيه الشريف السيد محمد الحائري الموسوي العقار، ما معنى عقار؟ اتكلم فيما بعد. هو حفيد ابن الامام موسى بن جعفر يعني ابوه السيد ابراهيم وجده السيد محمد العابد ابن الامام الكاظم عليه الصلاة والسلام، هذا العالم توطن مدينة كربلاء المقدسة في القرن الرابع الهجري ايام المنتصر العباسي وهذا المنتصر ليس المنتصر الذي سبقه وقتل اباه المتوكل، ابن المتوكل اشتهر ايضاً بقربه من ال البيت، هو الذي قتل اباه، قتل اباه المتوكل انتقاماً منه وثأراً للزهراء فاطمة (سلام الله عليها)، هذا المنتصر الخليفة الثاني يحمل هذا الاسم وطبعاً انوه على ان ايام العباسيين حدثت فترات مختلفة تنفس فيها اهل البيت، الفترة الاولى المهمة جداً والواسعة هي ايام ابو العباس السفاح الذي اواخر ايام بني امية واوائل مجيء العباسيين فترة استطاع فيها الامام الصادق بناء الفكر الامامي، فكر النبي، فكر اهل البيت بناءاً قويماً لذلك يسمون او نسمى بالجعفرية، ثاني فترة التي تنفس فيها اهل البيت والعلويون ايام المأمون لما عقد ولاية العهد للامام الرضا (سلام الله عليه)، تحرك وسفر واجتماعات والخ، وانتشرت ثقافة اهل البيت، من الفترات التي اعطت اهل البيت او ال الرسول العلويين او الشيعة ومحبيهم هي فترة المنتصر العباسي الثاني، شعر العلويون في عهد هذا الخليفة بالامان وكانت كربلاء والنجف الاشرف مدينتان مهجورتان يعني لايستطيع احد ارتياد المدينتين لأنه اما ان تقضي عليه هجمات النواصب والتكفيريين واما يقتل نتيجة الحيوانات المفترسة وتوحش المنطقة والخ.
في فترة ايام المنتصر العباسي العلويون شعروا بالامان وتدفقوا من هنا وهناك وتوطنوا بمجاورة عتبات اهل البيت مثل النجف الاشرف وكربلاء المقدسة ومن جملة من توطن كربلاء هذا السيد محمد الحائري العقار فتولى هو وابناء اعمامه شؤون الحرم وسدانة الروضتين الحسينية والعباسية وهو اول من اسس مضيف للزوار الذي الان بعد سقوط عدو اهل البيت صدام اعيد تأسيس المطعم او المضيف في حرم ابي عبد الله الحسين وحرم ابي الفضل العباس للزوار، يقال اول من اسسه بنو اسد بعد مصرع الحسين بناءاً على وصية الحسين "ان تطعموا زواري ثلاثاً" ، بعد ذلك جاءوا ال امية وال العباس وهذا حديث مشجي ومؤلم ومقرح للقلوب، السيد محمد الحائري الموسوي اسس المطعم واسس ملاجئ للزوار واستمرت هذه الظاهرة وقويت وتوسعت ايام عضد الدولة البويهي رحمه الله لما جاء وبقي في العراق سنة ونصف لبناء مراقد اهل البيت، ليل نهار كان يعمل آلاف البنائيين فأعاد بناء العتبات والمزارات، مسجد الحنانة، مسجد الكوفة، رحمه الله عضد الدولة البويهي وبعد ذلك اكمل المشوار نادر شاه القاجاري الذي ذهب قبة امير المؤمنين وقبة الحسين (عليه السلام) والعباس وقبة الامامين الجوادين والامامين العسكريين، في كربلاء المقدسة كما يذكر الشيخ محمد حرز الدين رحمه الله في كتابه مراقد المعارف يقول ان السيد محمد الحائري الموسوي كان سيداً شريفاً جليلاً ووجيهاً ومحترماً ومسموع الكلمة، كانت داره بمثابة مضيف ومدرسة ومحكمة، لماذا محكمة؟ النزاعات والاختلافات كانت تحل عند الوجوه، الاشراف فكان بيته مضيفاً ومطعماً وهو ايضاً مدرسة يستفتون منه ويسألون المسائل وهو محكمة يفض النزاعات ويحل الاختلافات، بلد ليس فيه مطاعم كان الزوار يتعهدون منازل الاشراف والوجهاء، كان عاراً في كربلاء المقدسة او النجف الاشرف وحتى اليوم ان يؤخذ من زائر اجرة او يؤجرون غرفة، عار كان هذا من اشد انواع العار والى اليوم والحمد لله، هذا الخلق قائم، فساهم السيد محمد الحائري الموسوي في اسداء الخدمات للزوار واقامة المناسبات المرتبطة بأهل البيت.
بعد هذا اضطر ان يهرب من كربلاء المقدسة، هجر، كيف تشردنا من النجف الاشرف، صدام شردنا وقتل الكثير منا، هجر كربلاء للنجاة بنفسه لأن هوجمت كربلاء المقدسة من جديد وهوجمت عدة مرات وهذا حديث طويل فنشبت حوادث دامية دبرها العباسيون لسلب الامان من البلد ونشر الرعب والخوف فقاوم هذا الرجل السيد محمد الحائري الموسوي واضطر بعد ذلك ان يهرب، الى اين هرب؟ جاء الى منطقة واسط تسمى الكوت قديماً، هرب الى منطقة واسط بعد ما اصيب بجروح في ظهره والتجأ الى هناك عند خالته وعولج من جروحه وبقي سنوات متخفياً حتى وافاه الاجل فدفن في تلك المنطقة، في حي المزارعين يعرف بمنطقة دير الخابور يعني فاصلته ثمان كيلومترات عن مدينة الحي التي تعرف بحي واسط، هذه مدينة الحي اذكر من هذه المدينة الصغيرة فقط صدام قتل حوالي تسعين شاباً مؤمناً اعدمهم، قبر هذا العالم الجليل حفيد الامام موسى بن جعفر هناك وبني على قبره بناء صغير وقبة متواضعة يزورها المؤمنون ويترحمون عليه ولكن ازداد قبره شهرة حينما ظهرت له بعض الكرامات مثلاً واحدة من هذه الكرامات التي هي صارت سبب شهرته بالعقار، يعقر الابل، من عقر ناقته، لماذا ؟ الحادثة هكذا الشيخ محمد حرز الدين يقول انا سمعتها من شيبة قدامى مسنين يتناقلها كبار السن من المجاورين لقبره من قبيلة آل مياح، يقول، يكتب عن هؤلاء ان مزرعة تقع بجنب قبره وهذه المزرعة كبيرة، عدة من الافدنة اوقفها اهلها يصرف ريعها على بناء وصيانة المرقد واطعام الزوار فوقعت فيها اغنام للناس ودمرتها فعقرت عندها الاغنام فأشتهر هذا السيد الشريف بالعقار، السيد محمد العقار والا لقبه هو الحائري بناءاً على توطنه في الحائر المقدس وهي كربلاء المقدسة، طبعاً هذا السيد ايضاً تنتمي اليه اسرة كبيرة من السادة المعروفين بالموسوية وغالباً اسرة الرسول يعني ذرية الرسول صلى الله عليه واله الحسينيون من نسل الحسين اغلبهم اما رضوية واما ابناء الامام موسى بن جعفر لأن الامام الكاظم اكثر الائمة اولاداً واولاد الامام الرضا وابنه واحد، الجواد لكن اكثر السادة الرضوية والنقوية والمبرقع وهؤلاء كلهم من اولاد الامام الجواد فالسيد محمد حرز الدين يقول زرت منطقة قبره، السيد محمد الحائري العقار فوجدت اسواق ومساكن ولكنها مندرسة والناس قوافل قوافل يزورون قبر هذا السيد يعني يزوروه يصلون هناك ويدعون الله.

*******