وسورة النازعات المباركة هي السورة الـ 79 من القرآن الكريم ولها 46 آية كريمة وتصنف ضمن الجزء الـ 30 من المصحف الشريف وهي سورة مكية وترتيبها الـ81 بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).
وسميت سورة النازعات بهذا الاسم لأنّ الله سبحانه وتعالى قد افتتحها بالقسم بالنازعات، إذ أقسم الله تعالى بالنازعات، في الآية الأولى منها في قوله تعالى:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}، والنازعات هي الملائكة الشداد الغلاظ التي تقبض أرواح الكافرين بقوة وشدة.
وفي بداية هذه السورة المباركة، حلف الله سبحانه وتعالى بأوصاف الملائكة خمس مرات، وقال: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴿۱﴾ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴿۲﴾ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ﴿۳﴾ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴿۴﴾ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴿۵﴾.
وبحسب تفسير "نمونة" (الأمثل) للمرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى مكارم الشيرازي لسورة النازعات خمسة محاور رئيسية وهي كالتالي:
"تأكيد وقوع القيامة حيث يقسم الله تعالي على ذلك"، و"تصوير القيامة بكل ما فيها من وحشة وهلع"، و"رواية قصة موسي (ع)"، والمحور الرابع لسورة النازعات المباركة هو "مصير فرعون وتحذير المشركين" و"التذكير بأن الكفر بيوم القيامة يضلل الإنسان ويأخذ به نحو الضلال".
وبحسب السورة المباركة فإن تفضيل الدنيا على الآخرة وإتباع أهواء النفس من علامات الطغيان والعصيان لتعاليم الله وإن مواجهة الأهواء من علامات الخشية والخوف من الله تعالى.
ومن مقاصد سورة النازعات هي تصوير هذا الكون الهائل بما فيه من مخلوقات أبدع الله تعالى صُنعها، وجعلها دلائل على قدرته، وعلامات على عظيمِ خلقه، ثمَّ تتناول الآيات الحديث عن مجيء يوم القيامة العظيم الذي سيُجزى فيه كلُّ إنسان بما عمل، وفي النهاية تشيرُ إلى ميعاد الساعة التي كان المشركون يلحُّون في السؤال عن موعدها، فيؤكدُ الله أنَّ علمها عند الله وحده وعندما يأتي موعدها سيُذهَلُ الكافرون بقدومها على حينِ غرَّة.
و"دحو الأرض" حسب الاعتقاد الشيعي هو اليوم الذي بسط الله تعالى فيه الأرض من تحت الكعبة على الماء، وقد أشار الله تعالى في آية 30 من سورة النازعات "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا"، كما أشار في آيات آخرى إلى بسط الأرض ومهدها تمهيداً لسكنها، يعتقد الشيعة أنه يوم 25 من ذي القعدة، وهو من الأيام الأربعة التي خصت بالصيام عند الشيعة.
والمقصود بدحو الأرض أنّ الكرة الأرضية في بدايتها كانت مغمورة بمياه الأمطار الغزيرة التي هطلت عليها لفترة طويلة، إلّا أن تلك المياه تدريجياً استقرت في المنخفضات الأرضية، وبذلك تشكلت البحار والمحيطات، وعلت اليابسة على أطرافها وتوسعت تدريجياً، وكانت مكة أول نقطة يابسة ظهرت من تحت الماء، حسب الأحاديث الإسلامية.