البث المباشر

الشيخ محمد علي السيماني الخراساني

الأربعاء 27 فبراير 2019 - 09:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 554

ومن لوامع الصادقين هو الواعظ الشهير، واعظ العلماء والمراجع والمبلغ الشجاع والخطيب المجاهد الشيخ محمد علي السيماني الخراساني رحمه الله.
الشيخ محمد علي الخراساني هو من مواليد مدينة سيمان، مدينة تقع بين مدينتي نيشابور ومشهد الرضا صلوات الله وسلامه عليه، الشيخ محمد علي الخراساني ولد علم 1267 هجرية في مدينة سيمان وكبر ودرس يعني انتقل الى خراسان ودرس مبادئ العلوم في خراسان واصبح خطيباً لأنه كان يتمتع بمؤهلات، اصبح خطيباً وفقيهاً وطبعاً الشيخ محمد علي الخراساني هو من تلاميذ المرحوم الملا هادي السبزواري صاحب المنظومة المعروفة في الفلسفة وايضاً هو كان مقلداً للمرحوم الشيخ مرتضى الانصاري رحمه الله.
في عام 1302 هجرية زار المرحوم الشيخ جعفر التوستري رحمه الله حرم الامام الرضا قاصداً من النجف الاشرف وهذه حالة نادرة في ذلك الزمان كان مثل هكذا سفر يستغرق عدة اشهر وحافل بالاخطار وقد ينتهي بالموت فلما وصل التوستري من النجف الى خراسان خرج اليه اهل البلدة بقضهم وقضيضهم واخذوا يستمعون الى منابره واحاديثه فتأثر المرحوم الشيخ محمد علي الخراساني به وقرر ان يصحبه الى النجف الاشرف فلما استمع الى منابر الشيخ التوستري قرر الشيخ محمد علي الخراساني ان يصحب الشيخ التوستري الى النجف الاشرف لمواصلة دراساته ومجاورة امير المؤمنين لكن سبحان الله الشيخ التوستري في الطريق وخلال عودته الى النجف الاشرف توفي قريب من حدود العراق في مدينة اسمها كرند في 20 من صفر المظفر عام 1303 هجرية، تعقد الشيخ محمد علي الخراساني وعاد الى مدينة مشهد ولكن بقت هذه الامنية والحنين الى النجف الاشرف كان على رأس طموحه وامانيه ومشاريعه واخيراً سافر الى النجف الاشرف ووصلها عام 1308 هجرية وبقى في النجف الاشرف يدرس ويدرس ويصعد المنبر واتصل بالمرحوم المقدس السيد مرتضى الكشميري علم الهدى الثاني رحمه الله فدرس عنده الاخلاق وبعض العلوم الغريبة وتأثر بسلوكه كما تلمذ في النجف الاشرف على يد المرحوم الحبر المقدس الشيخ محمد حسن الممغاني ودرس عنده الفقه والاصول ثم انتقل الى سامراء وانضم الى حوزتها العلمية انذاك واصبح من المقربين للميرزا الشيرازي، الميرزا الشيرازي بقي عشرين سنة في سامراء الى ان كمل بناء الحرم الذي كان قد خربه النواصب والتكفيريين وبناه بمساعي وتبرعات تجار من ايران ومن المرحوم عبد الواحد آل سكر وغيرهم، عشرون سنة بقي في سامراء بنى مدرسة والحوزة هناك، فكان المرحوم الشيخ محمد علي الخراساني معه بقي في سامراء وبعد وفاة الميرزا الشيرازي عاد الشيخ محمد علي الخراساني الى النجف الاشرف واصبح من دعائمها العلمية لكن قلت بسبب مؤهلاته آثر الخطابة والوعظ على الجانب العلمي والفقاهي واصبح منبره نافعاً للكل وذلك لخلوصه وشجاعته وعدم مجاملته فكان يقول كلمته وينصح الكل ويوجه النقد الهادف لكل الطبقات بما فيهم المراجع على المستوى العالي وظهر مؤثراً في الساحة بكلامه نظراً لصدقه وتطبيقه مواعظه ونصائحه على نفسه.
ينقلون عنه انه سافر الى كربلاء مع الشيخ اغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة ودخلوا على المرحوم السيد اسماعيل الصدر وكان يدرس بحث الخارج فلما ابصر الشيخ الخراساني قطع الدرس وامر التلاميذ بالاصغاء ثم صاح مخاطباً الشيخ محمد علي الخراساني يا شيخنا الخراساني انصحنا فبدأ هو من حديث لأهل البيت ينصحهم. 
هذا الرجل الشيخ محمد علي الخراساني عاش 116 سنة وانا ادركته وقرأت معه كم مجلس مقدمة قبله، عاش هذا الرجل 116 سنة ولم يلبس لباس مصنوع من صنع اجنبي بل يأمر ان يحوكوا له قماش عادي ومن نوع محلي وانا رأيت هذا بعيني ولم يأكل من الاطعمة الحديثة، هذه دهون الاشجار، النباتات، السكر ولم يصرف فلساً واحداً من سهم الامام، كان يكتفي بما يصله من المنبر ولم يأخذ المال كأجور على المنبر لأن هذا فيه اشكال واصلاً لايتناسب والمهمة الشريفة، كان يأخذ على صفة الهدية عجيب لما اسمع احد يقرأ ويشترط بالمال، كان هو يستحرم رحمه الله وكان يأخذ الاجور على صفة هدية.
في اطار نصائحه الهادفة والشجاعة ينقلون عنه رحمه الله انه التقى السيد ابو الحسن الاصفهاني في احدى ازقة النجف الاشرف في منطقة اسمها الطمة صوب باب القبلة، في الظلام وهو يأتي تصادف وجهاً لوجه مع السيد ابو الحسن الاصفهاني فصاح يا سيد ابو الحسن لاتغرنك الدنيا واستمر ينصحه والسيد ابو الحسن يسمع متأثراً يبكي لأن قلت لما النصيحة والوعظ تكون من متعظ تنشأ من قبله والكلام لما ينشأ من القلب يدخل الى القلب، السيد ابو الحسن كان يسمع متأثراً متفاعلاً ويبكي، المرحوم الشيخ محمد علي الخراساني صعق لما علم ان اولاد فلان درسوا في المدارس الحديثة ولبسوا الافندية وربطوا الاربطة بأعناقهم، كان يتحامل على والدهم.
الشيخ ابراهيم الجناتي وهو حي يرزق من علماء النجف الاشرف موجود في قم يقول ان المرحوم الامام الخوئي كان مصمم على ان يفتي بشيء لكنه توقف خشية سلاطة الشيخ الخراساني رضوان الله عليه، انا عاصرت هذا العالم الجليل في السنين المتأخرة من حياته لأن وفاته عام 1383 هجرية رضوان الله عليه فقرأت امامه عدة مرات في مدرسة الاخوند الكبرى ومدرسة السيد كاظم اليزدي في النجف الاشرف وكنت اسمع انذاك ان له كرامات عديدة وما اتذكره عنه انه كان لما يصعد المنبر ويتكلم تنحني الرقاب كلها ولما يصل الى استعراض مصائب اهل البيت يتأمل قليلاً ثم يصيح يا الله فكان يهز المشاعر ويحزن القلوب وهذه مما ينعم الله سبحانه وتعالى به على اولياءه، الشيخ محمد علي الخراساني الواعظ الشهير وماتيسر لي من الحديث عنه وهناك الكثير مما كتب عنه، قلت توفي رحمه الله عام 1383 هجرية ودفن في الصحن الحيدري الشريف مقابل الايوان الجزائري، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة