وقالت الخارجية الأميركية إنها تؤكد دعمها لبيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس البعثة الأممية "يونيتامس"، مبينة أنه يتمتع بثقة واشنطن "لتنفيذ مهام البعثة ودعم الشعب السوداني لتحقيق مستقبل سلمي وديمقراطي".
وأبدت الوزارة قلقها بشأن "رسالة القوات المسلحة السودانية التي تطالب باستقالة بيرتس".
وكانت الأمم المتحدة قالت أول أمس الجمعة إن أمينها العام أنطونيو غوتيريش مصدوم من رسالة تلقاها من رئيس مجلس السيادة السوداني يطلب فيها ترشيح بديل لرئيس البعثة الأممية في السودان.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة أن "الأمين العام فخور بعمل المبعوث الأممي فولكر بيرتس، ويجدد تأكيد ثقته الكاملة بممثله الخاص في السودان".
وقد طلب البرهان في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة ترشيح بديل لبيرتس "للحفاظ على العلاقة التي تربط المنظمة الدولية بالسودان".
واتهمه بأنه منح انطباعا سلبيا عن حيادية الأمم المتحدة واحترامها سيادة الدول، وكان سلوكه يتسم بنسج التعقيدات وإثارة الخلافات بين القوى السياسية، وفق تعبيره، مما أدى إلى أزمة منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وذكر البرهان في رسالته أنه ما كان لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن يتمرد -حسب وصفه- إن لم يجد إشارات ضمان وتشجيع من عدد من الأطراف، ومن بينها بيرتس.
كما قال إن بيرتس مارس التضليل في تقاريره بزعمه أن هناك إجماعا بشأن الاتفاق الإطاري الموقع بين مجلس السيادة ومكونات مدنية سودانية، أبرزها قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي.
في غضون ذلك، يسود هدوء حذر على جبهات القتال في السودان تخللته اشتباكات في إقليم دارفور غربي البلاد، وذلك قبل يومين من انتهاء هدنة الأيام السبعة.
وتجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينتي نيالا والفاشر في دارفور، في حين استمر نزوح المدنيين بعيدا عن مناطق القتال.
وفي الوقت نفسه، تحدث والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر للجزيرة عن ارتفاع عدد القتلى بالولاية نتيجة تحول الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع إلى مواجهات قبلية إلى نحو 850 قتيلا، بينهم نحو 200 طفل.
وأكد أبكر أن عدد الجرحى ارتفع إلى أكثر من 2600، بينهم نحو 700 طفل في ظل انهيار القطاع الصحي بعد تعرض المستشفيات والصيدليات ومخازن المنظمات العاملة في الحقل الطبي للتدمير.
أما في العاصمة السودانية حلقت في وقت سابق إن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني في سماء الخرطوم وأم درمان صباح أمس السبت، كما أفاد بسماع أصوات إطلاق نار متقطع جنوب غربي أم درمان.
ويسري اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع لمدة 7 أيام منذ مساء يوم 22 مايو/أيار الجاري، مع استمرار المحادثات بين الجانبين بوساطة سعودية أميركية.
مباحثات جدة
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع مساء أمس السبت في بيان "استعدادها الكامل لمواصلة المباحثات خلال آخر يومين من الهدنة تحت رعاية الوساطة السعودية الأميركية، لمناقشة إمكانية التوصل إلى تجديد اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية" الذي تم توقيعه في مدينة جدة السعودية في 20 مايو/أيار الجاري.
وأكدت قوات الدعم السريع التزامها بالاتفاق، مشيرة إلى أنه يلزم كلا الطرفين بإخطار لجنة المراقبة والتنسيق في موعد لا يتجاوز الساعة 9:45 بالتوقيت المحلي (19:45 بتوقيت غرينتش) من مساء يوم 27 مايو/أيار باستعدادهما للموافقة على تمديد الاتفاق.
وفي الوقت نفسه، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بعدم الالتزام بالهدنة الإنسانية، وبالاستمرار في تحويل مستشفيات بالعاصمة الخرطوم إلى ثكنات عسكرية ومخازن للسلاح واستخدام بعضها لإطلاق القذائف بشكل عشوائي على المدنيين.
وأشارت إلى مستشفيات "المعلم" و"الأمل" و"البان جديد" و"السلاح الطبي"، كما اتهمت الجيش بنهب شحنات أدوية من منظمة أطباء بلا حدود لعدد من المستشفيات في الخرطوم.
وكان الجيش السوداني قد اتهم قوات الدعم السريع في 11 مايو/أيار الجاري بنهب ممتلكات عامة والاستيلاء على عدد كبير من المستشفيات وتحويلها إلى مقرات عسكرية.