أتى ذلك بعدما أعلنت روسيا، أنّها تمضي قدماً في أول عملية لنشر مثل هذه الأسلحة خارج حدودها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وقال رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، إنّ نقل الأسلحة النووية بدأ بالفعل، بينما علّق الرئيس الأميركي جو بايدن على الأمر، أمس الجمعة، قائلاً إنّه استقبل بشعور "سلبي للغاية" التقارير التي تفيد بأنّ روسيا تمضي قدماً في خطة نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، كما ندّدت وزارة الخارجية الأميركية بالخطة الروسية.
ورداً على ذلك، قالت سفارة روسيا لدى الولايات المتحدة، في بيان، إنّ "من الحق السيادي لروسيا وبيلاروسيا ضمان أمنهما بالوسائل الضّرورية في ظل حرب مختلطة واسعة النطاق تشنها واشنطن"، مضيفةً: "الإجراءات التي نتخذها تتفق تماماً مع التزاماتنا القانونية الدولية".
ووصفت السفارة الروسية الانتقادات الأميركية لخطة موسكو بأنّها "رياء"، قائلةً: "قبل إلقاء اللوم على الآخرين، يمكن لواشنطن أن تنظر إلى نفسها".
وأشارت إلى أنّ "الولايات المتحدة تُبقي منذ عقود على ترسانة كبيرة من أسلحتها النووية في أوروبا، وتشارك مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي في ترتيبات مشاركة الأسلحة النووية والتدريبات على سيناريوهات استخدام أسلحة نووية ضد روسيا".
وتنشر الولايات المتحدة أسلحة نووية في أوروبا الغربية منذ أن سمح الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور بذلك إبان الحرب الباردة "كوسيلة لمواجهة التهديد المحتمل من الاتحاد السوفيتي". ونُشرت أول أسلحة نووية أميركية في أوروبا عام 1954، وكان ذلك في بريطانيا.
ووقّع وزيرا الدفاع الروسي والبيلاروسي، قبل يومين، على وثائق تُحدد إجراءات نشر الأسلحة النووية غير الاستراتيجية في بيلاروسيا.
وقالت وزارة الدفاع في بيلاروسيا، إنّه تمّ التوقيع خلال الاجتماع، على وثائق تحدد إجراءات الاحتفاظ "بالأسلحة النووية الروسية غير الاستراتيجية في منشأة تخزين خاصة على أراضي جمهورية بيلاروسيا".
كما ناقش وزيرا الدفاع خلال الاجتماع، الوضع العسكري والسياسي، وقضايا التعاون العسكري الفني بين وزارتي الدفاع.
وفي الرابع من نيسان/أبريل الماضي، بدأ جنود بيلاروسيون تدريبهم في روسيا على استخدام أسلحة نووية "تكتيكية"، على ما أعلنت موسكو ومينسك، بعد أن كان الكرملين قد أعلن مؤخراً أنه يعتزم إرسال هذا الطراز من الأسلحة إلى بيلاروسيا.
وقال شويغو، إنّه جرى تسليم منظومة صواريخ تكتيكية من طراز "اسكندر-إم" للجيش البيلاروسي، والتي تسمح باستخدام الصواريخ العادية والصواريخ النووية أيضاً".
وفي وقتٍ سابق، قال السفير الروسي لدى مينسك بوريس غريزلوف، إنّ بلاده ستنقل أسلحتها النووية التكتيكية إلى مكان قريب إلى الحدود الغربية لبيلاروسيا، ما سيجعلها على أعتاب دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وأضاف غريزلوف في حديث إلى التلفزيون الحكومي البيلاروسي: "الأسلحة ستُنقل إلى الحدود الغربية لدولتنا الاتحادية، وستزيد من احتمالات ضمان الأمن".