ولاشك ان هذا العيد شكل سابقة في تاريخ الصراع مع الصهاينة حيث تم الهروب الاسرائيلي تحت جنح الظلام هربا من ضربات المقاومين بدون قيد او شرط، علما ان مجلس الامن الدولي سبق ان أصدر في العام 1978 القرار رقم 425 الذي يدعو كيان الاحتلال لاحترام سيادة لبنان والخروج من اراضيه بشكل فوري.
إلا ان هذا العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة، لم يخرج من الأراضي اللبنانية الا بعد ان حصل لبنان على عوامل هذه القوة متمثلة بالمقاومة المدعومة شعبيا ورسميا كي يوجه الضربات القاسمة للمحتلين ومن يتعامل معهم من ميليشيا العميل انطوان لحد، ما دفعهم للهروب غير المنسق، وقد سجل كاميرات وسائل الاعلام كيف ان العدو الاسرائيلي ترك العملاء ولم يخبرهم بانسحابه، كما أطلق الصهاينة الرصاص على العملاء أثناء محاولتهم اللحاق بأسيادهم الى فلسطين المحتلة.
وبمناسبة عيد المقاومة والتحرير، تقام اليوم الخميس سلسلة من الفعاليات في مختلف المناطق اللبنانية لاسيما المناطق المحررة، وتحوز هذه المناسبة العزيزة على مواكبة إعلامية فاعلة للاطلاع على أجواء الناس واحوالهم خاصة، فيما كان يسمى خلال فترة الاحتلال بـ"الشريط الحدودي المحتل"، فالقرى في تلك المنطقة بعد 23 عاما شهدت عمرانا كبيرا وانطلقت اليها نسبة كبيرة من الأهالي ممن هجروا من بيوتهم بسبب الصهاينة.
علما ان فعاليات الاحتفال بعيد التحرير هذا العام بدأته المقاومة قبل أيام من خلال المناورة العسكرية الرمزية التي أجرتها في موقع "كسارة العروش" في بلدة عرمتى جنوب لبنان، حيث أخذت المناورة صداها في الاعلام والوجدان الاسرائيلي لاسيما بخصوص قدرات المقاومة المتراكمة والتأكيد على الجهوزية العالية في أي منازلة مقبلة، ولاشك ان الرسائل التي تضمنتها المناورة قد وصلت الى من يعنيهم الأمر.
وتتوج فعاليات الاحتفاء بعيد المقاومة والتحرير اليوم الخميس بكلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي يطل بكلمة له عند الساعة التاسعة إلا ربعا مساء، ومن المنتظر ان يتناول فيها آخر المستجدات والتطورات.