موضوع البرنامج:
حق الولاء والروح الحسينية
حوار مع السيد محمد الشوكي حول سرّ اختصاص المهدي بلقب بقية الله
كان بانتظار أن نسأله
يا صاحب الامر الذي
بيمينه الاقدار تصرف
وامام عصر غيبه
لطف به الباري تلطف
عين الاله ويمنه
ويمين قدرته المهفهف
لولاك ما بكت السما
ارضاً بين الغيث تذرف
انت الامام المجتبى
والله خصك بالتصرف
ان الامامة رتبة
وعليك خافقها يرفرف
حيث اتخذتك جنة
يا صاحب الامر المشدف
انت الجير من الردى
انت الامان من التخوف
وانا ارتضعت ولاءكم
وولاؤكم فرض موظف
والله يقبل من اتى
فيه ويطرد من تخلف
نعم الاله كثيرة
وارى الولا اسنى والطف
لا ارعوي عن مدحكم
كلا ولا اخشى المعنف
*******
الحمد لله قديم الاحسان والصلاة والسّلام على امناء الرحمان محمد وآله القادة الى جنة الرضوان.
الابيات آنفاً احباءنا اخترناها من قصيدة مهدوية شوقية للأديب اللبناني الفاضل الشيخ محمد رضا الزين المتوفى سنة ۱۳٦٥ للهجرة رحمه الله.
وننقلكم فيما يأتي لاحقاً الى فقرات تحمل العناوين التالية:
- حق الولاء والروح الحسينية
- سرّ اختصاص المهدي بلقب بقية الله
- وحكاية (كان بانتظار ان نسأله)
نبدأ اولاً بالفقرة الخاصة بوصايا امام زماننا (ارواحنا فداه) والتي نسعى للتعرف عليها من خلال حسن التدبّر في تراثه المنقول في المصادر المعتبرة.
ونتابع في هذه الفقرة اختيار بعض كلماته المروية في كتاب الاحتجاج وغيره وهي اجاباته عن مسائل الشيخ محمد بن عبد الله الحميري رحمه الله.
*******
اخترنا لهذه الفقرة العنوان التالي:
رعاية حق الولاء والروح الحسينية
ومن كلام لامامنا ومقتدانا الحجة المهدي (ارواحنا فداه) في اجوبته على مسائل الشيخ الحميري (رضوان الله عليه) وقد طلب منه الشيخ الدعاء لبعض شيعته، فدعا (عليه السّلام) له وكان فيما قال: (جاد الله عليه بما هو جلّ وتعالى اهله، ايجاباً لحقه وقربه منا، وقد رضينا بما علمناه من جميل نيته... نسأل الله بمسألته من كل خير عاجل وآجل، وان يصلح له من امر دينه ودنياه ما يجب صلاحه انه ولي قدير).
التدبر في هذه الكلمات النورانية يقودنا الى استنباط عدة وصايا من امام العصر (عليه السّلام) للمؤمنين، نجملها بما يلي:
الوصية الاولى: تنبيه المؤمنين الى ضرورة رعاية حق الموالاة للموالين، بمعنى ان اتباع الانسان للولاية الحقة توجب له على سائر المؤمنين حقوقاً منها الدعاء له، وكلما كان اقرب من اهل البيت واشد اتباعاً لهم كان حقه اوجب.
الوصية الثانية: حث المؤمنين على ان تكون لهم نوايا حسنة وخيرة في جميع شؤونهم، ففي ذلك رضا امام زمانهم (عليه السّلام) وبالتالي رضا الله ورسوله.
والمراد من جميل النية هو ان يكون هدف الانسان في كل اعماله واقواله طاعة الله (عزّ وجلّ) وخير الناس، كما فسر ذلك الاحاديث الشريفة.
الوصية الثالثة: حث المؤمنين على ان يكون اهتمامهم منصباً على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم بحركة متوازنة تكون على الحجة الوسطى.
وجاء في مسائل الشيخ محمد بن عبد الله الحميري سؤال عن وضع شيء من تربة قبر الحسين (عليه السّلام) مع الميت في قبره، فاجاب امامنا المهدي (عجلّ الله فرجه) قائلاً يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه.
وجواباً عن سؤال بشأن التسبيح بمسبحة متخذة من تراب قبر مولانا الحسين (عليه السّلام) قال سلام الله عليه: يسبح الرجل به، فما من شيء من التسبيح افضل منه، ومن فضله ان الرجل ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له التسبيح اي يكتب له ثواب تسبيح الله عزّ وجلّ، وسئل (ارواحنا فداه) عن السجود لله عزّ وجلّ على لوح متخذ من تراب القبر الحسيني، فاجاب: يجوز ذلك وفيه الفضل.
ولا يخفى عليكم ما في هذه الاجابات من وصية عامة من امامنا بقية الله المهدي للمؤمنين بالاهتمام بكل ما يرتبط بسيد الشهداء (عليه السّلام) والسعي لتقوية الروح الحسينية في قلوبهم.
*******
اعزاءنا، ونحن نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ننقلكم الى خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي والاجابة عن اسئلتكم للبرنامج:
سرّ اختصاص المهدي بلقب بقية الله
المحاور: السلام عليكم احبائنا وعلى ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد من الاخت الكريمة زهراء الموسوي وردنا منها عبر البريد الالكتروني سؤال يقول ما معنى بقية الله الذي اختص به الامام المهدي ولماذا اصطف عليه السلام بهذا اللقب؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، الحقيقة ان هذا اللقب اطلق على مجموعة من الائمة سلام الله عليهم، الامام الباقر مثلاً عند رجوعه من الشام بعد ان التقى بالحاكم الاموي ووقف على مدين وتلك القرية وابو ان يضيفوهما صعد على الجبل وقال انا بقية الله وتلى الآية الكريمة«بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ»، الامام الكاظم عندما ولد الرضا سلام الله عليه ايضاً اعطاه لامه بعد ان اذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى، وقال: يا نجمة خذيه فانه بقية الله، وهكذا مجموعة من الائمة اطلق عليهم هذا اللقب لكن بالعنوان العام، واما كلقب اختصاصي فهو من مختص بالامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، كما ان اهل البيت كلهم امراء للمؤمنين لكن لقب امير المؤمنين عليه السلام مختص بالامام الاول الامام علي ابن ابي طالب سلام الله عليه، ولهذا جاء احدهم الى الامام الصادق عليه السلام ولقبه بلقب أمير المؤمنين فغضب الامام عليه السلام وقال ذلك لقب جدي الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام، يعني مختص بالامام علي بن ابي طالب عليه السلام، قال: فبماذا يلقب قائمكم الا يلقب بامير المؤمنين قال: لا.
قال: فبماذا يلقب؟
قال:يلقب بقية الله، يسلم عليه السلام عليك يا بقية الله السلام عليك يا بن رسول الله، واما بقية الله فيمكن ان تعطي لها مجموعة من المعاني وكلها تصب في وادي واحد:
المعنى الاول: انه بقية الحجج الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فهو بقية آبائه المعصومين في الارضين والى قيام الساعة من هنا سمي ببقية الله، ايضاً سمي ببقية الله كما احتمل ذلك السيد عبد الله شبر رحمة الله عليه في شرحه للزيارة الجامعة ان البقية بقية الله معنى رحمة الله واهل البيت كلهم رحمة الهية ولكن طول فترة الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف تكون الرحمة التي تسعى الناس اكثر بطبيعة الحال لطول الفترة وطول الاجيال وكثرة الاجيال والمنتفعين برحمته سلام الله عليه، هذا ايضاً معنى
معنى ثالث: ايضاً احتمله السيد شبر رحمة الله عليه ان يكون بقية الله أي ما يبقي به الله الناس والخير وما الى ذلك، فان الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف لولاه لساخت الارض باهلها، طبقاً للحديث المعروف لولا الحجة لساخت الارض باهلها.
وهناك ايضاً يمكن ان نبرز احتمال آخر: وهو ان البقية واردة بالربح كما في تفسير قوله تعالى: «بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ»، يعني هذا الربح الذي احله الله لكم الانتفاع الذي احله الله لكم هذا افضل من التطفيف هذا قول شعيب لقومه الذين كانوا يطففون ويخسرون الميزان هو خير لكم من التطفيف بالميزان التلاعب بالميزان وغش الناس فيطلق على الربح الذي يحصل عليه الانسان من الشيء، بقية الله هو الذي ينفع الله به الناس وينتفع به الناس منفعة كبيرة ومنفعة الهية والامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف لا شك انه ينتفع به الناس ربما لم ينتفع التأريخ البشري باحد كما ينتفعون بالامام المهدي سلام الله عليه وبدولته المباركة وباقامته للعدل والقسط التام، هذا نفع كبير حتى في زمان غيبته قال واما وجه الانتفاع بي في زمن غيبتي كالشمس اذا حجبها السحاب، اذن في كل هذه المعاني هي لا تتعارض فيما بينها هو رحمة الله الباقية هو بقية الحجج المعصومين به وبيمنه الله عز وجل يلطف باهل الارض وكل هذه المعاني تصب في واد واحد.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وتفضلوا مشكورين لمتابعة ما تبقى من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
اما الآن فقد حان موعدكم مع حكاية اخرى من حكايات الفائزين بلقاء الشمس المهدوية المباركة. عنوان حكاية هذه الحلقة هو:
كان بانتظار ان نسأله
ننقل لكم حكاية هذه الحلقة من كتاب العبقري الحسان لآية الله الشيخ النهاوندي (قدس سرّه) وقد نقلها بدوره عن العبد الصالح السيد مهدي العبايدي النجفي (رحمه الله) وكان من الملتزمين بزيارة مسجد السهلة ليالي الاربعاء واداء الصلاة المستحبة فيه في هذه الليالي والتي رواها السيد الجليل ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر.
ننقل لكم اعزاءنا ملخص هذه الحكاية، قال السيد مهدي (رضوان الله عليه): ذهبت في احدى الليالي مع بعض الاخوان الى مسجد السهلة وكان خالياً من الزوار فرأينا نوراً يأتي من مقام المهدي (عليه السّلام)، فتوجهنا نحوه، فشاهدنا عند المقام سيداً بهياً يتعبد في محرابه، ولم نر مصباحاً موقداً فايقنا ان هذا السيد هو امام الابرار وسليل الائمة الاطهار (عليهم السّلام) لقد ملكت هيبته كل مشاعرنا ووجدنا انفسنا عاجزين عن الحركة.... استطعت بعد حين ان اتقدم خطوات لكنني كلما حاولت ان اتقدم اكثر لم استطع، كما لم استطع ان اتذكر شيئاً اقوله له او اطلبه منه سوى انني قلت له: يا سيدي، استخر الله لي!!
ونبقى اعزاءنا مع السيد مهدي العبايجي النجفي وهو يتابع نقل ما جرى وشاهده بعد ان طلب من هذا السيد البهي ذي الطلعة النيرة ان يستخير له، قال (رحمه الله): عزل السيد بيده الشريفة قبضة من حبات مسبحته التي كان يعد بها اذكاره، وبعد ان حسب حباتها، قال: الخيرة جيده.
ثم التفت بوجهه المبارك نحونا، وادام النظر الينا وكأنه ينتظر منا ان نطلب منه الدعاء والشفاعة لقضاء شيء من حاجات الدنيا ولكن لم ينبس اي منا ببنت شفة!
وبعد انتظار قام السيد متوجهاً الى باب المسجد للخروج، واثر تحركه خطوات وجدنا في انفسنا القدرة على الحركة فسرنا خلفه الى ان وصل الى باب المسجد الاولى فوقف والتفت بوجهه الكريم نحونا وادام النظر الينا بالحالة نفسها من الانتظار لان نطلب منه شيءً، ولكننا لم نحرك ساكنا!
ولما رآنا ساكتين تحرك ثانية وخرج من المسجد، وبمجود خروجه وجدنا القدرة الطبيعية على الحركة قد عادت الينا فسارعنا الى الخروج خلفه لكننا لم نشاهد احداً! اطلنا البحث هناك دون جدوى، لقد اختفى السيد عن ابصارنا فجأة فادركنا عظمة الفرصة التي مرت علينا كمر السحاب ولم ننتفع منها واخذنا نتحسر بسبب عدم طلبنا شيئاً منه سلام الله عليه رغم انه قد توجه الينا مرتين منتظراً ان نطلب منه شيئاً ولكن دون جدوى.
وعلى ضوء العبرة المستفادة من هذه الحكاية ليكن مسك ختام هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) ان نتوجه الى امام زماننا (ارواحنا فداه) طالبين منه شفاعة الدنيا والاخرة، فنقول معاً: يا وصي الحسن والخلف الحجة ايها القائم المنتظر المهدي، يا بن رسول الله، يا حجة الله على خلقه، يا سيدنا ومولانا انا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عندالله.
*******