وسورة النبأ المباركة هي السورة الـ 78 من المصحف الشريف ولها 40 آية كريمة وتُصنف ضمن الجزء الـ 30 من القرآن المجيد وترتيبها 80 حسب ترتيب نزول الآيات والسور على رسول الله (ص).
وسُميت بسورة النبأ لأن الآية الثانية من هذه السورة تتحدث عن "النبأ العظيم"، وسميت السورة بهذا الاسم لأن فيها الخبر المهم عن القيامة والبعث والنشور وتدور آياتها حول إثبات عقيدة البعث التي أنكرها المشركون.
وقد أخبرت الآيات عن الجزاء وأقامت الدلائل على قدرة الله تعالى في الكون وأن القادر على خلق هذا الكون بما فيه قادر على إعادة خلق وبعث الإنسان بعد موته.
ومن محاور السورة المباركة هي تبيين ضرورة القيامة وأهميتها وتبريرها وتنبأ بما سوف يحدث يوم القيامة.
كما تحمل سورة النبأ خبراً عن النبأ العظيم وتعني به يوم القيامة وتقول إن الناس يتساءلون عنه ويقول الله تعالى إنه سوف يأتي.
وتصور السورة المباركة عاقبة المؤمنين والكافرين يوم القيامة وتشير إلى أبرز أحداث هذا اليوم الموعود.
وتبدأ سورة النبأ بالاستفهام عن سؤال الناس الذين كانوا يسألون عن النبأ العظيم أي الحديث العظيم وقيل النبأ العظيم هو حياة ما بعد الموت، ثمَّ تنتقل السورة إلى طرح الأدلة على أنَّ الله تعالى قادر على البعث والحساب وعلى أنَّ الإنسان سيعيش بعد موته حياة أخرى يصنعها بأعماله، فتطرح الآيات أدلة على عظمة الخالق القادر، كجعل الأرض مهادًا يُمشى عليها والجبال أوتادًا تثبت الأرض بها والخلق والنوم والليل والنهار والسماوات والشمس والمطر والنبات والجنات.
وتشرح السورة علامات يوم القيامة، من النفخ في الصور إلى اختلال نظام الكون وتغير معالم العالم، ثمَّ يصف النار التي هي بالرصاد للكافرين والمشركين وهي مآبهم ومصيرهم سيعيشون فيها عمرًا طويلًا لا يذوقون فيها إلَّا النار والحميم فهذا جزاء أعمالهم العادل، وتصف هذه السورة نعيم المؤمنين الفائزين بالجنان يوم الفصل، لهم حدائق متدلية العناقيد، ولهم حور عين كواعب ولهم الأمن والسلام جزاء على ما عملوا في الحياة الدنيا، من الله تعالى الرحيم الكريم، ثمَّ ترجع السورة لوصف يوم القيامة، اليوم الذي تصطف فيه الملائكة بأمر الله تعالى، واليوم الحق الذي يتمنّى الكافر أن يكون فيه ترابًا خوفًا من العذاب الذي ينتظره.