ويأتي الإعلان عن هذه الإلغاءات التي تمثّل 42 بالمئة من القوة العاملة للشركة، بعد يومين من إعلان عملاق الاتصالات النقالة في المملكة المتحدة "فودافون" إلغاء 11 ألف وظيفة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، ما يشكّل عشرة بالمئة من قوتها العاملة.
وقالت المحللة في "انتراكتيف انفستور" فيكتوريا سكولار إن الشركتين "تعانيان من الضغوط المرتبطة بالتضخم خصوصا من قطاع الطاقة".
وتوظّف "بي تي" 130 ألف شخص بما يشمل المتعاقدين. وهي كشفت خلال إعلان نتائجها المالية، عزمها على خفض هذا الرقم إلى ما بين 75 و90 ألفا في الفترة ما بين خمسة وسبعة أعوام.
ويأتي هذا الإعلان في سياق تراجعي هذا العام طاول قطاع التكنولوجيا من خلال إلغاء عشرات آلاف الوظائف، ولم تسلم منه شركات عملاقة مثل "ميتا" المالكة لفيسبوك، ضمن تبعات انعكاس الزيادة الحادة للتضخم على الاقتصاد العالمي.
وإلغاء الوظائف الذي أعلنته "بي تي" الخميس، يضاف إلى إجراءات خفض تكاليف أعلنتها قبل ثلاثة أعوام.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة فيليب جانسن إنه بحلول نهاية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين "ستعوّل مجموعة بي تي على قوة عاملة أصغر حجما بكثير وبكلفة أقل بكثير".
وأشار إلى أن الشركة تحاول التعامل مع ظروف اقتصادية "استثنائية"، وعندما تصبح أصغر حجما ستكون "شركة أكثر مرونة ذات مستقبل أكثر إشراقا".
وكشفت الشركة الخميس أن أرباحها الصافية زادت بنسبة 50 بالمئة لتبلغ 1,9 مليار جنيه استرليني (2,4 مليار دولار) في السنة المالية التي تنتهي في آذار/مارس، إلا أن ذلك يعود إلى إجراء ضريبي يتخذ لمرة واحدة.
وسجّلت أرباح ما قبل الضرائب 1,7 مليار جنيه، بتراجع نسبته 12 بالمئة عن الفترة ذاتها في العام الماضي، بينما تراجعت الإيرادات بنسبة واحد بالمئة لتسجّل 20,7 مليار جنيه.
وانعكس قرار الشركة إلغاء الوظائف سلبا على أسهمها، إذ فقدت زهاء تسعة بالمئة من قيمتها في التداولات الصباحية في بورصة لندن.