وكتب بوريل في مقالة نشرتها اليوم الخميس صحيفة "الباييس": "تبقى قضية العلاقة مع الصين واحدة من القضايا السياسية المهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ولكنها أكثر تعقيدا من التعامل مع روسيا".
وأضاف: "بخلاف روسيا، تعد الصين لاعبا مهما بشكل خاص، ذلك أن حصتها من الاقتصاد العالمي تقترب من 20%، بينما تبلغ حصة روسيا حوالي 2%.
ووفقا لبوريل، تتمتع بكين بنفوذ اقتصادي وسياسي ومالي كبير، وفي هذا السياق، تتضح طموحات بكين، التي تخطط لتشكيل نظام عالمي جديد مركزه الصين، لتصبح القوة الرائدة في العالم بحلول منتصف القرن.
وحذر السياسي من أن العديد من الدول تنظر للصين باعتبارها ثقلا موازنا للثقل الغربي، وبالتالي يتوجب على الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في سياسته تجاه الصين لثلاثة أسباب على الأقل: التغييرات داخل الصين، حيث الايديولوجية القومية تتصاعد، زيادة حدة المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، وتحول الصين إلى لاعب رئيسي في القضايا الإقليمية والعالمية".
ورأى أن الدول الأوروبية يجب أن تواصل تعاونها مع بكين قدر الإمكان، بالتزامن مع العمل على تقليل المخاطر الاستراتيجية ونقاط الضعف، وذلك بإعادة ضبط العلاقة في ثلاثة محاور: القيم، والأمن الاقتصادي، والأمن الاستراتيجي.
وتابع: "فيما يتعلق بالأمن الاقتصادي، العلاقة التجارية غير متوازنة، والعجز التجاري لصالح الصين يزيد عن 400 مليار يورو سنويا، والسبب في ذلك لا يرجع لتدني القدرة التنافسية لدى الاتحاد الأوروبي، وإنما للسياسة المدروسة التي تتبعها الصين، إذ تواجه الشركات الأوروبية عقبات مستمرة وممارسات تمييزية. علاوة على ذلك يواجه الاتحاد الأوروبي خطرا متزايدا يتمثل في الاعتماد المفرط على بعض المنتجات والمواد الخام الرئيسية.
وفيما يتعلق بقضية تايوان، شدد بوريل على ضروة أن يستعد الاتحاد الأوروبي لكافة السيناريوهات، لكن في الوقت الراهن المسار الأمثل هو مواصلة التعاون مع الصين من أجل الحفاظ على الوضع الراهن، والعمل على تهدئة التوترات.
وفي 12 مايو، ناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم وضع استراتيجية مشتركة للعلاقات مع الصين. من ناحية ثانية أعدت وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي تقريرا خاصا في هذا الشأن، سيتم عرضه خلال القمة القادمة لقادة الاتحاد الأوروبي.