ومن لباب الصادقين المحدثين بحديث اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم هو السيد ابراهيم الاصغر ابن الامام موسى بن جعفر (سلام الله عليه) والمشهور بأبراهيم المجاب، كأنه في حرم الامام ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) لما يدخل الزائر-وفقنا الله جميعاً لزيارة الحسين ورزقنا الله زيارته وفي الاخرة شفاعته- في حرم الحسين هناك ضريحان صغيران، احد الضريحين هو للصحابي صاحب رسول الله، صاحب الامام علي، صاحب الحسين (عليه السلام) الوفي حبيب بن مظاهر والضريح الثاني هو للمرحوم العالم الجليل والمحدث السيد ابراهيم المجاب، ابراهيم الاصغر ابن الامام موسى بن جعفر (سلام الله عليه).
طيب من هو ابراهيم المجاب؟ وما هو وضعه وشأنه؟
هذا السيد الشريف هو احد ابناء الامام الكاظم وابناء الامام الكاظم الذكور عددهم تسعة عشر ولداً، الامام الكاظم (عليه السلام) من اكثر الائمة اولاداً ومن اكثر الائمة بناتاً يعني ذكور واناث خمسة وثلاثين اولاد الامام، من جملة الذكور التسعة عشر اخوان اسماءهما ابراهيم، ابراهيم الاول وهو ابراهيم الاكبر وابراهيم الثاني هو ابراهيم الاصغر وعرف واشتهر بأبراهيم المجاب، امه، ام ولد، ام ولد بهذا المعنى يعني جارية يشتريها الامام فلما تحمل وتلد وبأنجابها تصبح حرة، تسمى ام ولد، اسمها مؤنسة.
ابراهيم المجاب كما تعرفه المصادر كان سيداً، اميراً، جليلاً، عالماً فاضلاً وراوياً للحديث عن آباءه الائمة، بين قوسين لأوكد انه ليس لكل ابناء الائمة الحق في نقل الحديث لأن هناك يوجد من ابناء الائمة من خدعتهم الدنيا كما هو الحال بالنسبة لأولاد الانبياء، اولاد الاولياء، اولاد المراجع، هذا موجود، لا يعني من كان صالحاً تقياً ابنه صالح لا، كل انسان مرهون بعمله، اذن لااقصد ان ابن الامام كان محدثاً لا، انما هذا ابراهيم المجاب، هذا من الاولاد الذي يحظى بمكانة خاصة عند والده الامام باب الحوائج موسى بن جعفر، ورد في الروايات ان الامام الكاظم اخبر عنه قبل ولادته، في يوم قال الامام ان هذه مؤنسة ستلد لي غلاماً لا يكون في ولدي اسخى منه ولا اشجع ولا اعبد، طبعاً هذا الحديث للامام لايشمل الامام الرضا لأن الامام الرضا له وضع خاص وعليه نصوص من الامام الصادق، فالامام وصفه لا يوجد في اولادي لا اشجع منه ولا اعبد منه ولا اسخى منه، طبعاً سألوا الامام الكاظم قالوا ما اسم هذا المولود فقال ابراهيم، طبعاً هنا يجدر بأن اذكر ان اوسع الاسر العلوية هو اولاد الامام الكاظم واولاد الامام الجواد والهادي، من ذرية الامام الكاظم والذين يعرفون بالموسوية وعددهم كثير كثير واكثر هؤلاء هم من سلالة السيد ابراهيم المجاب هذا الذي اتكلم عنه، التاريخ يقول كان من ابناء الامام الكاظم المكثرين في الذرية، اما الاسرة الثانية الكبيرة من العلويون هم الرضويون يعرفون في الهند وفي باكستان، النقوي، التقوي، في العراق يسمون بالمبرقع وفي ايران يعرفون ايضاً بالرضوي هؤلاء معظم اولاد الامام الجواد من ولده موسى المبرقع اما الموسوية فمعظمهم اولاد الامام الكاظم من ولده ابراهيم المجاب.
السيد ابراهيم المجاب كان له موقع خاص عند اهل البيت خصوصاً في المدينة، كان يحدث الناس بأحاديث آباءه واجداده وكانت القوافل من الزوار ومن الحجاج لما تصل الى المدينة كانت احدى مهامها ان يستمعون للمحدثين، طبعاً كان بين هؤلاء المحدثين من لايحدث بأنضباط يعني نستجير بالله يجاملون السلطة ويجاملون الحاكم ويتحدثون بما يخدم الحاكم فهو يروي عن رسول الله او عن فلان لكن احاديثه نستجير بالله يريد بها رضى المخلوق لارضى الخالق فمن هنا هذه خيانة للامانة، بين هؤلاء كان محدثين قلائل ليس فقط لايجاملون السلطة انما استعدوا وضحوا من اجل ان يتحملوا وبال السلطة وعداء السلطة، احدهم هذا ابراهيم المجاب، هذا صارت له جبهات معادية لأنه لايتحدث بموجب مزاج الحكام فكانوا يلاحقوه، فالرجل رأى بقاءه في المدينة خطر فأعتمد الاسفار فصار يسافر هنا وهناك حذراً من الوقوع في فخ القتلة من الحكام والنواصب ومن التكفيريين من اعداء اهل البيت واعداء النبي واعداء الله.
اشتهر السيد ابراهيم المجاب بالسيد العابد لشدة عبادته، لماذا سمي بالمجاب؟
هو ابراهيم الاصغر، سمي او اشتهر بالمجاب لأنه كان الناس يلجأون اليه في حوائجهم، يمكن ان يقول احداً ان هذا شرك، اللجوء بالحوائج الى الله، يا سيدي هذا صحيح ولكن من حيث المبدأ، مرة انا ارفع يدي وادعو وانا كلي ذنوب وخطايا ومرة يمر بي احد واعتقد به انه مؤمن مخلص لله فأقول له من فضلك ادعو لي، هذا ليس شركاً، اقول له ادعو لي لأن لديك وجاهة عند الله، لأن لك شأن عند الله، انت الله يرضى عنك والله يسمع منك، انا لساني مدنس بالخطايا، قلبي ملوث بالخطايا، فلما الناس يلجئون اليه بالدعاء او في حوائجهم طالبين منه الدعاء في قضاء حوائجهم هذا ليس شركاً، اتهام العمل هذا بالشرك هو شرك، نحن لانفهم، يجب اولاً ان نفهم ثم بعد ذلك نكيل الاتهامات.
اذن السيد ابراهيم المجاب نال شهرة كبيرة ودعاءه كان مستجاباً فأسموه بأبراهيم المجاب حتى انه كان يأتي الغرباء ويسألون عنه فيقول القائل تعنون السيد المجاب يعني ذو الدعاء المستجاب، الله عزوجل قال: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» لكن بشرطها وشروطها، لا اكل الحرام وادعو، لا اكذب وادعو، لا استهزأ وادعو، لا «ادعوني بلسان لا تعصي به».
السيد ابراهيم المجاب كان لم يعص ربه لذلك اشتهر بهذه الصفة، فالسنين الاخيرة من حياته رحمه الله قضاها بجوار مشهد ابيه الكاظم، كان الزوار يأتون لزيارة قبر الامام باب الحوائج ومشهد الامام الكاظم مشهد مدفون فيه الكثير من الصلحاء والعلماء، ولما توفي ابراهيم المجاب لوحظ في وصيته لأبناءه انه يدفن عند جده ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فحمل جثمانه الى كربلاء ودفن في حرم ابي عبد الله الحسين، تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******