وقال آية الله السيد إبراهيم رئيسي في بيانه بمناسبة ذكرى تشكيل نظام الفصل العنصري الصهيوني: إن جمهورية إيران الإسلامية تدين بشدة جرائم نظام الفصل العنصري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ودول المنطقة، وتؤكد على ضرورة العمل الرادع من قبل المؤسسات الدولية المسؤولة لوقف جرائم الكيان الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني، وتؤكد على دعم المبادئ والمقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني في طريق تحرير الأراضي المحتلة وتشكيل دولتها المستقلة والموحدة في كامل أرض فلسطين التاريخية وعاصمة القدس الشريف.
واشار رئيسي في بيانه الى ان يوم 14 مايو 1948 يُذكر بواحدة من أكثر المآسي إيلامًا في تاريخ البشرية. تسببت هذه الظاهرة المشؤومة في أطول وأشد أزمة سياسية وإنسانية في العالم خلال المائة عام الماضية، وانعدام الأمن على نطاق واسع في منطقة غرب آسيا، والاحتلال المنظم والاغتصاب الوحشي للأرض الفلسطينية، وقتل الفلسطينيين المظلومين وانتهاك ابسط الحقوق الإنسانية للسكان الأصليين لهذه الأرض المقدسة خلال الـ75 عامًا الماضية.
وتابع، انه في هذه المأساة المؤلمة، التي سميت بحق "يوم النكبة"، تم تشكيل نظام الفصل العنصري الصهيوني، الذي شرد ملايين الفلسطينيين من أرض أجدادهم بصفتهم السكان الأصليين والمالكين لفلسطين. السلوك القاسي والوحشي تجاه الأسرى الفلسطينيين، وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحرمان سكان هذه الأرض من الحرية الدينية، واغتيالات تستهدف نشطاء فلسطينيين وعامة الناس، وتدمير منازل الفلسطينيين ومزارعهم وأماكن عملهم، وتوسيع المستوطنات المخالف للقرارات الدولية هي مجرد صفحة من التاريخ الأسود لهذا الكيان في نقض المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان والحقوق الإنسانية كنهج وممارسة مستمرين للكيان الصهيوني في العقود القليلة الماضية. ومن الواضح أن الداعمين الغربيين لهذا الكيان، وخاصة حكومة الولايات المتحدة، متواطئون في جرائمه.
واوضح ان الكيان الصهيوني واصل أعماله المتطرفة واللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وتدنيس المقدسات الإسلامية في القدس الشريف في الأشهر الأخيرة، وفي الأيام الأخيرة شن هجوما واسع النطاق على مختلف مناطق قطاع غزة، وخاصة المباني السكنية، ونفذ الاغتيالات المستهدفة للمواطنين الفلسطينيين، وذلك للهروب من الأزمات الداخلية المتزايدة والمتعددة الطبقات.
وتابع، إن هذه الجرائم التي أدت إلى استشهاد عشرات المدنيين، من بينهم نساء وأطفال فلسطينيون، هي تجسيد ملموس لإرهاب الدولة والقتل الجماعي، الذي ظل النهج المستمر لهذا الكيان على مدى الـ75 عاما الماضية.
وافاد البيان انه منذ أكثر من 18 عامًا، يعيش سكان قطاع غزة في أكبر سجن طبيعي في العالم تحت حصار قاس في أزمة إنسانية كبرى. وإن استمرار الحصار غير القانوني واللاإنساني لقطاع غزة وجرائم الكيان الصهيوني المستمرة بحق أبناء هذه المنطقة انتهاك صارخ وواضح للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان والحقوق الإنسانية، وللأسف فإن إن صمت وتقاعس ادعياء حقوق الإنسان المزيفين لا يؤديان سوى تمادي كيان الفصل العنصر في غطرسته اكثر فاكثر.
وتابع البيان، إن جمهورية إيران الإسلامية، إذ تدين بشدة جرائم نظام الفصل العنصري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ودول المنطقة، تؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وفعالة ورادعة من قبل المؤسسات الدولية المسؤولة وعلى رأسها الأمم المتحدة، لوقف جرائم الكيان الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني، وان تعلن عن تلاحمها المجدد مع هذا الشعب المظلوم، وتؤكد على دعم واسناد قضية الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة في طريق تحرير الأراضي المحتلة وتشكيل حكومة مستقلة وموحدة على كامل ارض فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد رئيسي تاكيده على المبادرة الديمقراطية لجمهورية إيران الإسلامية للحل السياسي لأزمة احتلال فلسطين على أساس إجراء استفتاء عام بمشاركة جميع السكان الرئيسيين للأرض الفلسطينية، من مسلمين ومسيحيين ويهود، بهدف ممارست حقها في تقرير المصير وتحديد نوع النظام السياسي.