البث المباشر

الشيخ أسد الله الكاظمي الأنصاري

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 543

من كواكب الصادقين المخلصين لأهل البيت واحد جنود اهل البيت هو العالم الشهير الشيخ اسد الله الكاظمي الانصاري من ذرية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري وهو من المحققين في الطراز الاول ومن المجتهدين الكبار من اعلام الشيعة الامامية وهو ايضاً تلميذ للشيخ جعفر الجناجي، الشيخ جعفر كاشف الغطاء، بهذا السبب ايضاً اصبح بالتالي اصبح صهراً للشيخ جعفر كاشف الغطاء.
الشيخ اسد الله الكاظمي الانصاري هو من مواليد كربلاء المقدسة عام 1160 هجرية طبعاً شب على انتهال العلم والمعرفة وبحسب استعداده ومواهبه اصبح مفخرة علمية يشار اليها بالبنان، اصبح في تدرجه وتطوره الدراسي اصبح من المتقدمين بين تلاميذ المرحوم الشيخ جعفر كاشف الغطاء ولعل هذا هو احد الاسباب الذي صار هو صهراً للمرحوم كاشف الغطاء والشيخ اسد الله الكاظمي الانصاري صار هو احد بناة الحوزة العلمية في النجف الاشرف فهو تلميذ كاشف الغطاء واستاذ المرحوم الشيخ محمد حسن الجواهري صاحب موسوعة جواهر الكلام وطبعاً تلاميذ الشيخ اسد الله الكاظمي الانصاري عديدين ربما بالمئات لكن عدد بين هؤلاء بلغوا مراقي عالية من الدرجة العلمية منهم السيد عبد الله شبر صاحب التفسير المعروف المتوفي سنة 1242 هجرية، منهم المرحوم الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، صاحب موسوعة جواهر الكلام.
الشيخ اسد الله الكاظمي اعلا الله مقامه على مستوى القلم والتراث ترك اكثر من عشرين مؤلفاً في الفقه والاصول والعلوم الاخرى.
لأتكلم عن سلوكه وسيرته الذاتية وطبعه الخاص، كان رحمه الله على درجة من الزهد والتقوى، كان مثلاً شديد الحذر في فتاواه، الفتوى ليس بالامر السهل، الفتوى معناها هو بيان حرام الله وحلاله ليست بتلك الصورة الرخيصة كما نسمعها اليوم من هنا وهناك، الفتاوى بقتل الناس بأشاعة الفزع والهلع بين المسلمين، هذه فتاوى شيطانية، الفتوى امر خطير جداً للغاية، المرحوم الشيخ اسد الله الكاظمي من شدة تقواه وخوفه من الله رفض التصدي للمرجعية رغم الالحاح المتكرر، كان يلح عليه تلاميذه، وكان يعرف رحمه الله بعبادته وسهره في الليل يعني حسب ما قرأنا وحسب ما كتبه سبطه السيد محمد علي الموسوي المتوفي 1290 هجرية، هذا ابن بنته للمرحوم يكتب ان المرحوم الشيخ اسد الله الكاظمي عطل شخصاً من الاشخاص استفتاه في امر عاماً كاملاً حتى اجابه على استفتاءه يعني استشهد بهذا لدقته واحتياطه في الجواب ويصفون هذا العالم الجليل انه لم ينم في مكان معين يعني كما يقال ضرب الدنيا عرض الجدار، اينما شعر بحاجة الى النوم ينام، اثني عشر عاماً لم يكن له مكاناً معيناً وكثيراً من الاشياء تنقل عنه وقت البرنامج لا يسمح مثلاً تنقل عنه حالات هي اشبه ما تكون بالمكاشفات يعني هذا الولي الذي يصل، عندنا جملة في زيارة الحسين "واطعت الله ورسوله حتى اتاك اليقين" يعني يصل الى درجة او حالة من التكاشف مع العالم الفوقي، عالم الغيب، العالم الخفي، السيد حسن الصدر رحمة الله عليه في التكملة يقول: بعد وفاة المرحوم الشيخ جعفر الجناجي صاحب كتاب كشف الغطاء تردد اهالي الكاظمية وبغداد في التقليد وانه من هو المؤهل والمتقدم اخيراً وقع الاختيار على الشيخ اسد الله الكاظمي الانصاري، طيب هنا لنترك الكلام للشيخ اقا بزرك الطهراني هذا المحقق الرجالي الكبير حول الشيخ اسد الله الكاظمي يقول: الشيخ اسد الله الكاظمي من مشاهير علماء عصره واكابر فقهاءه المحققين وتقدم في العلوم حتى نال حظاً عظيماً واشتهر اسمه وعرف بالتدقيق والتحقيق حتى اجيز من جميع اساتذته وصرح كل منهم بأجتهاده واثنوا عليه ثناءاً بليغاً واطروه بما هو اهله من الجلالة والعلم ويستمر الشيخ آقا بزرك في كتابه هذا الكرام البررة يقول: ولما توفي استاذه وابو زوجته الشيخ جعفر كاشف الغطاء رجع الناس الى المترجم من سائر الاطراف فنهض بأعباء الخلافة، الخلافة يعني المرجعية وقام بوظائف الشرع المطهر على ما يرام.
الشيخ اسد الله الكاظمي الانصاري ما اشتهر بنظم الشعر الا القليل وطبعاً هذا الشعر القليل هو منحصر في زاوية اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، قرأت له قطعة شعرية جميلة اوردها صاحب كتاب الجنات الثمانية طبعاً القصيدة طويلة في الامام باب الحوائج موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليه يقول فيها رحمه الله: 

فديت اماماً كان يدعى بكاظم

طليق المحيا من سليل الاعاظم

سمي كليم وابن جعفر الذي

هو الغرة الغراء من ولد فاطم

تجلى بطور القلب نور ولاءه

نرى يده بيضاء شمساً لعالم

امام به فاز العلى بعلوه

امام به باها النهى في العوالم

فديت غريباً نازحاً عن دياره

فيسقى بنقع السم عن يد ظالم

فمازلت ارثيكم وابكي مصابكم

كغنية قمري ونوح الحمائم

واخيراً يقول: 

تأسيت قدماً رائداً في ولاءكم

ومن يشبه الاباء ليس بظالم

اختصاراً هذا العالم الكبير يحتاج الى ساعات للتحدث عنه لكن انا اخذت ببعض النزر عن حياته وقد اجاد الكاتب المعروف الاستاذ عبد الكريم الدباغ برسالة كتبها عن حياة هذا الرجل العظيم.
ختاماً توفي المرحوم الشيخ اسد الله الكاظمي في مدينة الكاظمية عام 1334 هجرية، نقل جثمانه الى النجف الاشرف فدفن في مقبرة الشيخ جعفر كاشف الغطاء استاذه ووالد زوجته وشكلت وفاته صدمة للعلم والمعرفة ومحافل الحوزات العلمية ورثاه العديد من الادباء وقال بعضهم في هذا الحدث الجلل: 

قضى العالم القدسي والعلم الذي

اليه المزايا تنتهي والمحامد

قضى شمس احكام الشرائع فأرتدت

مداركها تنعى له والشواهد

كأنه شابه الامام علي بحالة، بعد وفاته عج الكثير من الفقراء والبؤساء بالنياحة ولم يكن احد يعلم بانه كان يصلهم رحمه الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة