وذكرت الصحيفة أن الردع أمام غزة يعتمد على فرضية قوة الضربات التي يتلقاها الطرف الآخر، لكن قوة الضربات التي يتلقاها السكان لا تُسهم في تعزيز قوة الردع.
ورأت الصحيفة أن المزيد من الدماء والقتلى قد يجلب حالة من الخوف والردع المؤقت، لكن في نفس الوقت سيسهم في تحريك موجة من الغضب والكراهية، وهذه العوامل تسهم في تراجع مستويات الخوف وزيادة الدافعية للقتال والرغبة بالانتقام.
وأكدت أن الدمار الذي تلحقه الآلة العسكرية الإسرائيلية في غزة لا يعزز قوة الردع بالضرورة، مستشهدة بتدمير نحو 60 ألف منزل في القطاع خلال حرب عام 2014، ومع ذلك انتهت الجولة دون استعادة قوة الردع.
وعرضت الصحيفة نموذجًا جديدًا في القتال تعتقد أن له “التأثير الأكبر في إطالة مفعول قوة الردع”.
وأشارت إلى أنه “طالما لا يوجد حل لجولات القتال، ولا توجد رغبة إسرائيلية في السير نحو حل سياسي بسبب ثمنه الباهظ ، فبالإمكان تحويل جولات القتال إلى جولات قصيرة جدًا بتأثير اقتصادي هائل على الفصائل الفلسطينية”.
وشنت “إسرائيل” عدوانًا على قطاع غزة فجر 9 مايو/ أيار 2023، استمر خمسة أيام، افتتحته باغتيال 3 من قيادات المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وردت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة بإطلاق عملية “ثأر الأحرار”، وقصفت بمئات الصواريخ مستوطنات الغلاف المحاذية للقطاع والبلدات والمدن المحتلة جنوبي فلسطين ووسطها؛ ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة 77 آخرين.
وأكدت مصادر عبرية تضرر نحو 40 منزلًا ومنشأة نتيجة سقوط الصواريخ، منها أضرار كبيرة في مبنى بمدينة “رخوفوت” جنوبي “تل أبيب”، ومبانٍ في عسقلان وسديروت.
وأدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد 33 مواطنًا، بينهم 6 من قادة سرايا القدس، وإصابة 190 آخرين، بالإضافة إلى هدم عشرات المنازل.