من ذخائر الصادقين ومجاهديهم واعيانهم العالم والمؤرخ والمحدث والكاتب المرحوم ابراهيم بن محمد الثقفي الكوفي الاصفهاني، هو من مواليد العراق من مدينة الكوفة وهو من كبار رجالات الكوفة ومن اقطاب النهضة العلمية في الكوفة ومن مشاهير علماءها في القرن الثالث الهجري.
طبعاً نحن نقرأ في اعاظم شيعة اهل البيت هذا اصفهاني وهذا شيرازي وذاك دزفولي وذاك من اهل الري لأن العراق والنجف الاشرف وهو ظهر الكوفة او الكوفة بعموميتها كانت مطمح ومحطة للوافدين اليها من زوايا العالم الاسلامي لدراسة واستلهام فكر اهل البيت وتراث اهل البيت لذلك نقرأ عن فلان البغدادي الشيرازي، نقرأ عن فلان مثلاً الحلي التبريزي، طبعاً هؤلاء بناة العالم الاسلامي، اقطاب العراق، اقطاب النهضة العلمية في العراق اتت الحركة القومية البغيضة صارت تصفهم بأنهم دخلاء خصوصاً في عهد صدام طاغية العراق، قاتل السادة والمؤمنين لعنة الله عليه، كان يأتي الى علماء عاشوا في النجف او في كربلاء او في الكاظمية مئات السنين يقذفهم خارج الحدود ويقول انتم فرس ومجوس، هذه المعادلة طبعاً استعملها بنو امية وبعدهم التتر وبعدهم العثمانيين وهي معادلة قومية بغيضة، نعم نحن نلاحظ وجدانياً استقلال العراق تحقق على يد عالم من اقطاب علماء الامامية وهو الميرزا محمد حسن الشيرازي اعلا الله مقامه الذي كان استاذ المراجع والفقهاء فمعظم هؤلاء اما سادة واما السادة منشأهم من مكتب فكلهم عرب شاء الشوفينيون والمتاجرون بالعنصرية ام لم يشاؤوا فأنهم عرب اولاد رسول الله واذا كان للعرب شرف فهو مكتسب من رسول الله، به شرفت العرب، ائمة اهل البيت بهم شرفت العرب واما اذا كانوا غير سادة فالكثير منهم قضوا مئات السنين في العراق اباً عن جد، من هؤلاء هذا العالم الجليل ابراهيم الثقفي هو اصالة من اصفهان لكن هو من مواليد الكوفة وفي ذلك اليوم ما كان هناك اصفهان وهذه الكوفة وهذه بصرة وهذه خوزستان كله كان واحداً، جاء الاستكبار العالمي ووضع هذه الحدود.
هذا العالم ابراهيم الثقفي كان بداية زيدي، زيدي التوجه لكن بعد التحقق والتحري وقراءة التراث بدقة اصبح ابراهيم الثقفي امامياً اثنى عشرياً عالماً مجاهداً وناشراً لفقه اهل البيت فهو يسكن الكوفة، لماذا انتقل الى اصفهان؟
هناك سبب، انتقل الى اصفهان بهذا السبب، بعد ان اصبح على خط اهل البيت الف كتاباً قيماً في مناقب وفضائل وخصائص اهل البيت سمى هذا الكتاب بالمعرفة وطبعاً لايفوتني ان انوه انه في القرن الثاني وفي القرن الثالث الهجري لم تكن للشيعة مصادر، من يتجرأ يكتب، يسحق هو وكتبه ويحرق مع كتبه فهو في ذلك الجو العصيب الف كتاب المعرفة واكثر من فضائل اهل البيت فضح في هذا الكتاب طبيعة اعداء اهل البيت ومعانديهم فكان لهذا الكتاب اثره الكبير على الكوفيين حتى ان بعض علماء اهل الكوفة رأى ابراهيم الثقفي وقال له: ماذا تفعل، انت تعرض حياتك للخطر، اخفي هذا الكتاب فرفض وكان شجاعاً وصلباً واكثر من هذا سأل وقال اي البلاد ابعد عن الشيعة، الشيعة المقصود الخط الاثنى عشري فقالوا اصفهان، قال: اذن ارحل الى هناك، خصوصاً لما سمع انه في اصفهان لا يوجد بيت يوالي اهل البيت، اهتزت غيرته واقسم بالله ان ينتقل الى اصفهان وينشر كتابه هناك ويدعو الى فكر وتراث اهل البيت، قضية نشر الكتاب في ذلك اليوم لا توجد وسائل الاستنساخ، انتقل ابراهيم الثقفي الى اصفهان واخذ هناك ينشر كتابه ويتحدث بخطبه فلما شاع صيت هذا البطل المجاهد تحرك عدد من العلماء من قم واتوا الى اصفهان لأنه شجع الغير وفتح الباب يعني كسر حاجز الخوف فمجموعة من علماء قم التحقوا به بقيادة العالم الكبير احمد بن خالد البرقي القمي وصلوا الى اصفهان وعرضوا عليه مساعدته وفعلاً تتلمذوا على يديه ولايفوتني ان اذكر بأن وجود هذا الرجل ابراهيم الثقفي في اصفهان ولو فترة محدودة كان له الاثر في نشر موضوع اهل البيت وقضية الامامة بالذات وهذا بحد ذاته يعد امراً جهادياً نظراً لطبيعة السكان في ذلك العهد لكن تلاميذه القميين بقيادة احمد بن خالد البرقي الحوا عليه الى ان نقلوه الى مدينة قم، هذا المرحوم ابراهيم الثقفي له مؤلفات عديدة، المرحوم اقا بزرك الطهراني في كتابه الذريعة يذكرها لكن هذا الكتاب الذي ذكرته وهو المعرفة يعد من ارقى كتبه وذكر في هذا الكتاب هذا الحديث لنرى انا الان اروي فضيلة للامام علي يعني انا في عبادة وانت الذي تسمعني من الراديو او اختي المؤمنة تسمعني، طالما تسمع فضيلة للامام علي فهي في عبادة، هذا في كتبه هذا المعرفة يقول لما رجع الامام علي وبشر النبي بفتح خيبر وذلك الانتصار الذي حققه فقال النبي: يا علي لولا اخشى ان تقول فيك جماعة من امتي كما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك ما قلت لكن يكفيك انك مني وانا منك وانت قاضي ديني ووارثي وانت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لانبي بعدي ولكنك وصي ووزير، يا علي سلمك سلمي وحربك حربي وما في صدري هو ما في صدرك وانت مع الحق والحق معك.
فلما سمع الامام علي ذلك من رسول الله خر الى الارض ساجداً شكراً لله والنبي يردد: يا علي لولاك لم يعرف المؤمنون من بعدي يعني من بعدي علامة المؤمن محبتك والمنافق علامته بغضك، اذن هذا ابراهيم بن محمد الثقفي وهذه خطواته الجهادية، رجع الى الكوفة واشتهر هناك وهو كان من ابناء عم المختار بن ابي عبيدة الثقفي وكان يسمع الجدل حول المختار، ايضاً من جملة مؤلفاته كتاب اسمه اخبار المختار.
المهم هذا الوجود المبارك سواء في اصفهان او في الكوفة او في قم كان ذات بركات عديدة وعطاء زاخر.
توفي المرحوم ابراهيم بن محمد الثقفي الكوفي الاصفهاني في اصفهان عام 283 هجرية و دفن هناك وعمدت جهات معادية لأهل البيت الى تخريب قبره ونبشه، عدة مرات يبنى ويخربه هؤلاء والى الان من الصعب تشخيص قبره، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******