البث المباشر

المرحومة شاد بيكم

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:28 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 539

من المؤمنات الصادقات المتفانيات في خدمة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم المرحومة شاد بيكم، هذه المرأة لم استطع الحصول على مواصفاتها او بطاقتها الشخصية سوى انه علمت من المصادر انها من الشخصيات النسائية المجاهدة في القرن السادس الهجري وذلك من خلال بعض آثارها وبعض مشاريعها وبعض خدماتها.
هذه المرأة شاد بيكم هي من اهل الري، تملك مقاطعات جاءتها عن طريق الارث وكانت ثرية جداً ومن حسن حظها وتوفيقها ان ثروتها كانت تصرف في طريق الخير وفي طريق الاحسان الى الناس كما هو الامر بالنسبة الى الزهراء فاطمة صلوات الله وسلامه عليها، وارد فدك كان يصلها ثلاث وجبات في السنة، الامام الصادق عليه الصلاة والسلام يقول: ما صرفت جدتي فاطمة من وارد فدك على نفسها ولا درهم اسود، الدينار ذلك اليوم عشر دراهم والدرهم عشر دراهم سود يعني اصغر وحدة للنقد فلذلك كان المال يصلها لا يمسي عليه المساء، يعطى الى الضعفاء والمستحقين وغير ذلك.
هذه المرأة شاد بيكم وامثالها من النساء اقتدين بالزهراء فاطمة صلوات الله وسلامه عليها وطبعاً المال مرة يكون وبالاًعلى الانسان اذا استخدم في طريق الملذات والرغبات ومرة يكون هذا المال نعمة للانسان لا وبالاً وذلك اذا استخدمه في طرق الخير، احسن الاستفادة منه، الشاعر يقول:

اذا المرء لم يعتق من المال نفسه

تملكه المال الذي هو مالكه

الا ان مالي الذي انا منفق

وليس لي المال الذي انا تاركه

الانفاق هو طعم المال ولذة المال، النبي صلى الله عليه وآله ذبح شاة و وزعها على مستحقيها وما ابقى لبيته الا فخذاً فأحدى زوجاته قالت: وهي شبه منزعجة، يا رسول الله لم يبق لنا من هذه الشاة الا هذا الفخذ. 
فقال لها النبي كل هذا بقي لنا الا هذا الفخذ وما اروع الجواب واجمله بمعنى ان هذا الذي ابقيناه لنا هذا هو الذي ليس له معنى اما الذي اعطيناه هو الباقي لنا، الحديث الشريف: ليس لك يابن آدم من مالك الا الذي اكلت فأفنيت ولبست فأبليت وتصدقت فأبقيت، احياناً يمكن للانسان ان يستفيد من ماله على الواجهتين سوياً فيحسن امور دنياه ويحسن امور آخرته لكن يضع الاسبقيه لأمور الاخرة.

ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمعا


على اي حال هذه المرحومة شاد بيكم كانت تبعث اموالها الى الكثير من مدن ايران والعراق لأقامة مجالس في مناسبات آل البيت ولتقوية شعائر آل البيت مثلاً اقامة مجالس، اطعام، نفقات اخرى وكانت لها موقوفات كبيرة لكنها فقدت بسبب التغيرات في نمط الحاكمين خصوصاً من هم على عداوة لأهل البيت او على بعد من الروح الدينية وكان ضمن موقوفاتها شمعدان ثمين جداً كانت قد اوقفته في الحرم، في معصومة قم لكنه كما قيل لي اختفى ضمن العديد من التحف التي سرقت وظهرت بعد ذلك في متاحف اوربا، ربما الكثير من اوقافها جرى تضييعها عمداً او صرفها على موارد اخرى كما كان الحاكمون وبالخصوص البعثيون الكفرة في العراق يأخذون اموال ضريحين الامامين الجوادين، الامامين العسكريين ويصرفوها على مناسباتهم وعلى مؤسساتهم ويسرقون المليارات من اموال اهل البيت.
على اي حال هذه شاد بيكم من جملة مشاريعها انها هي اول من بنى حرم السيدة المعصومة سلام الله عليها، فاطمة المعصومة في مدينة قم المقدسة، طبعاً من زمن وفاة السيدة المعصومة عام 200 هجرية الى عام 529 وهي سنة بناء الحرم بهذه الضخامة كان البناء بناء بسيط وهدم عدة مرات مع قبور اهل البيت واتباع اهل البيت لأن كان يأتي الوهابيون النواصب وهؤلاء فيهم عقدة وعاهة مع الاحياء والاموات، لا الاموات يسلم منهم ولا الاحياء فللاحياء يقطعون رؤوسهم ويمثلون بأبداهم والاموات ينبشون قبورهم ويخربوها لذلك بناء بني عادي وهدم وبناه الخزرجيون وبناه الاشعريون لكن هذه المرحومة شاد بيكم بنت بناء ضخم استمرت مدة البناء حوالي اثني عشر عاماً وكانت تصرف الاموال الكبيرة والكثيرة زائداً لان نضع بنظر الاعتبار انها كم كانت تنفق على نقل المواد الانشائية الضخمة عبر مسافات وعبر طرق حتى يقال ان القبة هذه التي بنتها طبعاً ليست الموجودة الان، الموجودة الان وسعت وكبرت بناها الملك القاجاري فتح علي شاه وهو الذي كساها بالطابوق الذهب لكن قبل من المواد الضخمة المهمة التي كانت تحمي المباني من الزلازل الضخمة والعظيمة مواد خاصة تهيئتها كان عملاً شاقاً جداً طبعاً لايخفى ويجدر ان اذكر ان هذه المرأة المؤمنة بالاضافة الى قبر السيدة معصومة بنت مشاهد اخرى وقبور مثل قبر السيد احمد المبرقع وقبور ومشاهد عديدة لأولاد اهل البيت في ضواحي مدينة قم وفي ضواحي مدينة الري لأن هي من اهل الري وفي عام 529 هجرية افتتح هذا البناء الكبير الذي هو الان موجود وكانت تراقبه وتقيم هناك دائماً ثم اوصت بأن ينقل جثمانها من طهران من الري الى معصومة قم الى مدينة قم لتدفن بجوار السيدة المعصومة طبعاً نقل الجنازة في ذلك اليوم مكلف، ينقل على عربات خاصة تجرها الخيل ولم تكن وسائل نقل مثل اليوم فهذه صارت سبب لنقل الموتى الى قم المقدسة، الذي كان يتيسر له يأخذوه الى مدينة النجف بجوار امير المؤمنين في وادي السلام بظهر الكوفة فهي طلبت في وصيتها، اوصت ان تدفن في حرم السيدة المعصومة وطبعاً لايفوتني ان اذكر ان اكثر من عشر نساء مدفونات في حرم السيد المعصومة وهن من العلويات يعني مجموعة من العلويات ونساء اهل البيت اثنين منهن بنات الامام الجواد سلام الله عليه ستة منهن بنات السيد موسى المبرقع يعني اخوات السيد احمد المبرقع نقيب قم وهكذا اخريات من بنات الائمة ومن ضمن المدفونات هذه المرحومة شاد بيكم رحمها الله.
مدينة قم فيها اكثر من اربعمئة قبر من اولاد الائمة واحفاد الائمة في اطرافها وفي ضواحيها ومعظم هذه القبور جرى تغييبها وتخريبها من قبل النواصب وما عثر عليه بعداً من خلال حفريات ومن خلال مشاريع، وجدوا صخرة فعمدوا الى اعادة بناءه طبعاً قلت ان الشاه القاجاري فتح علي شاه هو الذي كبر القبة ولكن الحرم كان هو من انشاءات هذه المرحومة شاد بيكم وهذه المرأة ايضاً عرفت بأنها كانت تسير بمناسبات عديدة مواكب ضخمة من الزوار الى زيارة الامام الرضا والى زيارة السيدة فاطمة المعصومة صلوات الله و سلامه عليها فهذه المرأة قلت مثال حي ورمز حي لأصحاب التوفيق الذين وفقوا بأموالهم في خدمة الاسلام واهل البيت.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة