وكلّف عبد الفتاح البرهان الفريق شرطة حقوقي، خالد محيي الدين، بمهام مدير عام قوات الشرطة في السودان.
وجاء ذلك بعد يوم من قرار البرهان إعفاء حسين جنقول، من منصبه كمحافظ لبنك السودان المركزي، وتعيين برعي أحمد بدلاً عنه.
كما قام البرهان بتجميد حسابات قوات الدعم السريع وشركاتها في جميع البنوك بالسودان وفروعها في الخارج. ونصّ القرار على منع صرف أي استحقاقات أو ميزانيات مرصودة للدعم السريع.
من جانبه، نفى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الاثنين، ما وصفه بالشائعات التي تحدثت عن مقتله.
وقال حميدتي في فيديو على حسابه الرسمي في "تويتر": "يعمل الانقلابيون على أسلوب نشر الشائعات الهدّامة التي تهدف لتدمير السودان. يروّجون لمقتلي وكل ذلك كذب، ويظهر أنهم يعانون من الخسائر التي تلحق بهم".
وأكد قائد قوات الدعم السريع أنه بصحة جيدة، مشدداً على "نجاح المخططات العسكرية" الخاصة بقواته، التي تخوض اشتباكات مع قوات الجيش السوداني.
وندد دقلو بـ"تدمير الجيش للمواقع الحيوية والبنية التحتية والمصانع"، داعياً السودانيين إلى "عدم الإصغاء للشائعات".
في غضون ذلك، قالت نقابة الصحافيين السودانيين إنّ النزاع المسلح في السودان، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أدى إلى تعميق معاناة أوضاع الصحافيين في البلاد، الذين يعيشون أصلاً ظروفاً مأساوية.
وأشارت النقابة إلى أنه منذ اندلاع القتال منتصف نيسان/أبريل الماضي، توقفت الغالبية العظمى من وسائل الإعلام في السودان، مما شرّد جزءاً كبيراً من الصحافيين والصحافيات.
وأضافت نقابة الصحافيين السودانيين أنّ العديد من العاملين في مجال الإعلام يعيشون ظروفاً صعبة ويواجهون مخاطر يومية بحثاً عن الحقيقة وسط القتال، مشيرةً إلى أنّ الحقيقة "غيّبت عن المواطنين".
ويعيش صحفيو السودان ظروفاً قاسية أصلاً، وبحسب مسح أجرته نقابة الصحافيين مطلع العام، إذ ترك 250 صحافياً وصحافية المهنة، بينما هناك نحو 250 آخرين أصبحوا عاطلين عن العمل.
كذلك، تبادل كلٌّ من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن استهداف كنيسة في أم درمان، أمس الأحد.
وتجددت الاشتباكات في مناطق جنوب الخرطوم وفي أم درمان، باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف بالطائرات الحربية. وردّت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع على تلك الهجمات، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق جدة الرامي لحماية المدنيين.
وعبّرت قوات الدعم السريع عن أسفها لحادثة إطلاق النار على كنيسة ماري جرجرس في حي المسالمة في مدينة أم درمان، أمس، من قبل جماعة وصفتها بالإرهابية والتابعة للقوات الانقلابية، مما أدى لوقوع إصابات بين المصلين.
ودعَت قوات الدعم السريع في بيان إلى تحقيق مستقل في الحادثة، وأكدت استعدادها لتحمّل أيّ مسؤولية في حال ثبوتها على أي من أفرادها.
وفي بيان الأحد، اتهم الجيش السوداني "مليشيا الدعم السريع المتمردة بإطلاق الرصاص على المصلين المسيحيين في كنيسة المسالمة بأم درمان"، وتابع أنّ ذلك "امتداد لانتهاكاتها المستمرة، وانتهاكها لكل القوانين الدولية والأعراف الراسخة"، وفق تعبيره.
وتشير أرقام رسمية إلى أنّ نسبة المسيحيين تقدّر بـ3% فقط من سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة، لكن جهات مستقلة تقول إنّ النسبة أكبر من ذلك.
وعلى الصعيد الإنساني، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة السودانية، محمد إبراهيم، إنّ عدد من قتلوا في الخرطوم منذ بدء القتال بلغ 243 شخصاً، بينما بلغ عدد الإصابات 3379 مصاباً.