البث المباشر

السيد عبد الله الشيرازي

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 535

ومن الصادقين المخلصين والمجاهدين في سبيل اعلاء كلمة الله واهل البيت هو المرجع الديني المجاهد السيد عبد الله الشيرازي رحمه الله.
هو من مواليد ايران عام 1271 هجرية في شهر شعبان، اقبل على الدراسة على يد اكبر الاساتذة خصوصاً والده المرحوم السيد محمد جعفر الذي هو ايضاً من كبار العلماء ثم ابعد والده عن وطنه مهجراً الى بلدة اخرى من قبل السلطات الحاكمة انذاك فهاجر هو مع والده واستوطنوا مدينة شيراز، هناك واصل دراساته العالية وبعدها في عام 1333 من الهجرة انتقل الى حاضرة العلم النجف الاشرف واصبح انذاك من ابرز تلاميذ المرحوم السيد ابو الحسن الاصفهاني والميرزا محمد حسين النائيني والاغا ضياء الدين العراقي، في درس الاغا ضياء الدين العراقي لن يكن يسمح رحمه الله لكل واحد من التلاميذ ان يناقشه او يشكل عليه الا لنفرين فقط وهذا له مدلوله بمعنى ان هذين الشخصين يتمتعان بذهنية خاصة وقدرات خاصة لذلك كان المرحوم الاغا ضياء الدين العراقي لا يصغي الا لأشكالات هذين التلميذين من بين كل التلاميذ، الاول هو المرحوم السيد عبد الله الشيرازي والثاني السيد علي اليثربي الكاشاني وهذا يدل على تولعهما وتقدمهما.
في عام 1345 هجرية عاد رحمه الله الى ايران واستقر في مدينة شيراز وفي ذلك التاريخ اطاح شاه ايران رضا مير بنج المشهور بالبهلوي اطاح بالقاجاريين واعلن نفسه ملكاً على ايران واخذ يصدر القرارات المنافية للقرآن والمخالفة لأحكام الاسلام بأستهتار واستهجان واستهانة بكل القيم، الغى الحجاب وامر النساء ان ينزعوا الحجاب وامثال هذه القرارات مما حدا بالعلماء انذاك ان يتخذوا موقفاً صارماً ومناهضاً، طبعاً المرحوم السيد عبد الله الشيرازي كان ضمن ذلك الجمع العلمائي الثائر الذي تزعمه العالم المجاهد المعظم الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة وبسبب هذا المسير الجهادي انتقل السيد عبد الله الشيرازي رحمه الله الى قم للتضامن مع العلماء المجاهدين ثم تفاقم الموقف يعني توسعت الثورة على البهلوي الكبير فثارت مشهد بكل طبقاتها وبأعتبار ان مشهد بقعة مقدسة في ايران فكان تقريباً قمة الثورة او الترجمة الكاملة للثورة على هذه القرارات تتجسد في مدينة مشهد المقدسة فأنتقل السيد رضوان الله تعالى عليه الى هناك ليكون في وسط الجماهير الغاضبة ويشترك مع بقية العلماء انذاك في الاعتصام بمسجد كوهر شاد وبأختصار اجمل الموقف اقتحمت قوات الدرك ساحة المسجد وقتلت اعداد كبيرة من الناس واعتقلت ايضاً الالاف من الناس وكان السيد عبد الله الشيرازي رحمه الله من جملة من اودع في السجن، بعد اشهر اخلي سبيله ورجع الى شيراز ثم من هناك قرر ان يسافر الى العراق مرة اخرى ضماناً لسلامته وكان هذا عام 1354 هجرية، سافر الى العراق واستقر في مدينة النجف الاشرف ومن هناك يعني من مقره الجديد استمر يبعث البرقيات والرسائل والبيانات يحتج فيها على البهلوي شاه ايران، المرحوم السيد عبد الله الشيرازي ظهر اسمه كمرجع ديني بعد وفاة المرحوم السيد ابو الحسن الاصفهاني وكان هو ضمن طبقة، يعني هم مجموعة يعني نستطيع ان نقول المرحوم السيد محسن الحكيم رحمه الله، المرحوم السيد عبد الهادي الشيرازي، المرحوم السيد محمود الشاهرودي، المرحوم الميرزا آغا الاصطهباناتي، المرحوم كاشف الغطاء وغيرهم فتصدى رحمه الله الى الاستقلال في التدريس لبحث الخارج ونشر رسالته الفقهية كما اسس اول مدرسة علمية له عام 73 هجرية في النجف الاشرف في منطقة تسمى شارع الرسول، الشارع الخامس، وبدأ بتوزيع راتب شهري للطلبة وبدأ يتقدم ليصبح المرجع الاعلى في النجف الاشرف لكن عوامل على اي حال من جملتها موقفه الجدي والحاد في جهاده مع شاه ايران وبدأوا يضايقوه مضايقات شديدة الى ان وصل الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه الى النجف الاشرف، كان المرحوم السيد عبد الله الشيرازي هو الشهيد السيد محمد باقر الصدر كانا اول من رحب واحتفى بالامام الخميني وكانا له شبه جناحين وانا عن حس واقف على هذه الاحداث لأن كان في تلك الايام كان لي شرف القراءة في مجلسه السنوي في بيته في النجف الاشرف بمناسبة استشهاد الصديقة المظلومة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، هذا في اوائل الثمانينيات الهجرية وانا كنت اقرأ هناك، اقرأ المقدمة مع استاذي السيد جواد شبر رضوان الله تعالى عليه.
المرحوم السيد عبد الله الشيرازي اقولها بكل ثقة كان هو المرجع الاول والى جنبه الشهيد الصدر وقفا مع الامام الخميني وتضامنا معه وكانا يصدران البيانات بموجب ما كان يرغب السيد الامام رضوان الله تعالى عليه بالاضافة الى هذا المرحوم السيد عبد الله الشيرازي كان له موقف جهادي في العراق سواء ايام بداية الحكم الجمهوري في العراق وطغيان الشيوعية فهو كان ضمن المراجع الذين افتوا بأن الحزب الشيوعي حزب هدام ثم جهاده مع طغمة البعث العفلقي الكافر في العراق يعني انا اذكر انه بكل جرأة تمنع من ان يجيب على استفتاء كانت السلطة تقف من وراءه سراً وهو انه افتى بحرمة الانتماء الى حزب البعث وكانت السلطة بكل حيلها ووسائلها تريد ان تحصل على اجازة عكس ذلك فأشتد الموقف ضراوة مع البعثيين، اذكر لما علقت في الصحن الحيدري الشريف في النجف صورة واحدة يعني هي صورة لأربع قياديين لهذا الحزب الكافر، اثنين منهم نصارى وهو ميشيل عفلق والياس فرح ثم الى جنبهما الخبيثان احمد حسن البكر وصدام، هذه وضعت في صحن امير المؤمنين يعني نوع من الاستباحة لحرمة المكان فهنا السيد عبد الله الشيرازي ارسل الى قائم مقام النجف الاشرف وكان رجلاً خبيثاً عديم الحياء اسمه مسلم هادي الجبوري والذي بعد هذا لأجرامه وخباثته عينه طاغية العراق رئيساً لمحكمة الثورة وقتل الالاف من العلماء، ارسل اليه السيد عبد الشيرازي بأن هذه الصورة يجب ان تزال لأن المكان هذا محترم وهؤلاء اثنين من النصارى واذا لم تزال فأنا اتي وبعصاتي اكسر هذه الصورة، انا تعمدت ذلك اليوم عند الغروب ان احضر في الصحن لأرى ما يحدث فلم اجد الصورة وعلمت بأن هؤلاء جاءوا بعد الظهر في خلوة الصحن وازالوا الصورة وهذا ايضاً ادى الى تصعيد دوره المناهض للبعث واصبح السيد يلاقي خطورة وقرر المغادرة وهاجر الى ايران واستقر في مدينة مشهد المقدسة وصار هناك له صيت واقتربت الثورة الاسلامية من الانتصار فكان هو احد الزعماء العلمائيين الاوائل جنباً الى جنب مع الامام الخميني وبقي ذراعاً نشطاً الى ان دعاه الله الى جواره في شهر محرم الحرام، اول محرم الحرام من عام 1405 هجرية فأرتحل الى ربه ونعاه الامام الخميني رضوان الله عليه نعياً مهماً وشيع تشيعاً رسمياً جماهيرياً وبأمر من الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه وري جثمانه الثرى في حرم الامام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه لينضم السيد عبد الله الشيرازي اسمه الى اسماء الخالدين المجاهدين من العلماء الاعلام.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة