البث المباشر

القاسم بن محمد ابن الخليفة الأول أبي بكر

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 10:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 530

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
من وجوه الصادقين اللامعة هو العالم الكبير والفقيه المتكلم ناشر علوم اهل البيت القاسم بن محمد ابن الخليفة الاول ابو بكر يعني حفيد الخليفة الاول ابو بكر، القاسم بن محمد هو مولود في المدينة المنورة عام 31 هجرية على الاكثر وابوه شهيد من شهداء الاسلام محمد بن ابي بكر ربيب الامام علي سلام الله عليه وحبيب الامام علي، ابوه الذي يخاطب بقصيدة من جملتها:
انسيت العهد في خم وما قاله المبعوث فيه وشرح
ثم يقول في آخرها: 
يا بني الزهراء انتم عدتي وبكم في الحشر ميزاني رجح
مر الحديث عنه في احدى الحلقات، القاسم بن محمد بن ابي بكر وطبعاً لا يخفى ان هذا العالم الكبير القاسم بن محمد بن ابي بكر هو ابن خالة الامام زين العابدين لأن امه شيابانويه اخت شاه زنان ام الامام زين العابدين، ثلاث بنات اتوا بهن اسرى، شيابانوية وشاه زنان وشهربانوي تزوجهن، شيابانويه تزوجها محمد بن ابي بكر واولدها القاسم فالقاسم ابن خالة الامام زين العابدين سلام الله عليه، شهربانويه التي هي زوجة الامام الحسن لم يصل الينا ان لها ولد، ابن نصار يقول ان لها ولد وصرع في كربلاء وظلت شهر بانويه تولول، على اي حال هذا القاسم بن محمد بن ابي بكر هو ابن خالة الامام زين العابدين وجد الامام الصادق لأمه، لاحظ كيف ان النساء يربطن بين هذا وذاك، الله سبحانه وتعالى لحكمة وهذا حديث طويل والبرنامج وقته ضيق.
اذن القاسم هذا عالم جليل، ابن محمد بن ابي بكر الشهيد من شهداء الاسلام، ابن خالة الامام زين العابدين، جد الامام الصادق لأن ابنته تزوجها الامام الباقر ام فروة فأولدها الامام الصادق ولذلك الشريف الرضي عنده بيت شعر:
وحزنا عتيقاً وهو غاية فخركم بمولد القاسم بن محمد
يعني الامام الصادق (عليه السلام). هذا القاسم بن محمد قلت هو فقهاء المدينة السبعة، المدينة في زمانها فيها سبع فقهاء واحد منهم هذا وطبعاً من اخيارهم ويعتبر من كبار التابعين ولذلك ثقة عند الامام زين العابدين وعند الامام الباقر سلام الله عليهم ورأيت الشهيد الثاني رضوان الله عليه في كتابه منية المريد يقول ان القاسم كان يفتي في المدينة المنورة ويروي حديث اهل البيت ويجتمع الناس اليه من كل البلاد، هذا كلام الشهيد الثاني اما ابن خلكان في وفيات الاعيان يروي قضية لطيفة لهذا القاسم والقضية تدل على كماله وحنكته وحكمته، يقول ان رجلاً دخل عليه في المسجد النبوي وكان الناس يحتشدون حوله سأله عن مسألة فقهية فالقاسم اجابه بحضور الناس المحتشدة وقال لا اعرف جوابها، هذا دليل على كماله، الحديث المشهور عندنا هو لا ادري هو نصف العلم واذا صار بنائي واطلع من جيبي واجيب هذا دليل على ضعف التقوى ودليل على اني غير ملتزم يعني اعطي فتوى بدون استناد، لاادري هو نصف العلم ثم نستفيد من هذا ان القاسم رضوان الله عليه عنده شعور بالمسؤولية اتجاه الجواب لذلك عندما قال للرجل لا اعرف جوابها ظن الرجل ان هذا يتواضع، قال: انا قاصد اليك ولا اعرف غيرك، فقال: القاسم يا هذا لا تنظر الى طول لحيتي واجتماع الناس حولي فأني والله لا اعلم جواب مسألتك، هذا هو معناه الكمال، هذا علامة التقيد والعقل فدهش الحضار لموقفه هذا وصراحته واحد العلماء الكبار كان حاضراً صاح ابن اخي الزمها فأني ما رأيتك في مجلس انبل من هذا اليوم فأجابه القاسم او علق عليه قائلاً والله لأن يقطع لساني احب الي من ان اقول شيئاً وانا لا اعلمه يعني اجيب من فراغ، اجيب من سدى، هذا الموقف يذكرنا بكلمة لأمير المؤمنين سلام الله عليه لما يبين عظمة مسؤولية الفتيى، يقول لأبنه الحسن، طبعاً يقول لنا والا الامام الحسن اكبر من هذا وهو امام لكن من باب اياك اعني واسمعي يا جارة، اهرب يا بنية من الفتيى هربك من الاسد الضاري.
اذن هذا القاسم بن محمد ابن ابي بكر وهذا علمه وهذا نبله وهذا تواضعه، ابن سيرين كان ينصح الحجاج اذا ذهبوا الى المدينة ان يزوروا النبي صلى الله عليه واله ويستفيدوا من محضر القاسم بن محمد بن ابي بكر ومن علومه.
اما تشيعه وولاءه لأهل البيت، ورث هذا التشيع وهذا الحب والولاء لأهل البيت من ابيه محمد، الشهيد محمد بن ابي بكر لأن لما استشهد محمد بن ابي بكر على يد جلاوزة معاوية بن ابي سفيان وبتعليمات معاوية بن ابي سفيان بقي القاسم يتيماً فشب على العبادة وحب العلم من صغره ونشأ في كنف اهل البيت سلام الله عليهم كأبيه وورث العلم منهم والتقوى والمعرفة واشتهر بعبادته انه كان يأتي المسجد النبوي اول النهار يصلي ويتعبد وعليه عمامة بيضاء ثم يجتمع الناس اليه يسألونه وكل اجاباته تعلمها من الامام زين العابدين ومن الامام الباقر سلام الله عليه وقبله من الحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهما.
اذا تجيء بأحد من تايلند او من ماليزيا وعمره خمس سنوات وتضعه في اواسط الحوزة العلمية في النجف الاشرف او في قم المقدسة يطالع المدارس ويطالع المآتم ويطالع الوجودات العلمية والمكتبات فبعد عشر سنين تلقاه نابغة فكيف بمن هو معني بأهل البيت ومرتبط بأهل البيت، ابن خالة زين العابدين، ابو زوجة الامام الباقر، جد الامام الصادق، طبيعي هذا حاصل لا يشك به احد ان ينشأ بهذا المستوى من العلم والفقه وهذا من دلائل عظمته لما يسأله طرف يقول له انا لااعرف فكان في المسجد النبوي حيز كبير يشغله القاسم بن محمد ابن ابي بكر وقلت في زمانه في المدينة فقهاء سبعة وانا لم الم بحياتهم بالكامل وبالتفاصيل لكن ادري بين هؤلاء هذا الشخصية اللامعة والذي هو يجمع الكل على انه كان صالحاً، جابر بن حيان تلميذ الامام الصادق يقول كان القاسم بن محمد بن ابي بكر رجلاً صالحاً صموتاً هذا الصمت ايضاً من دلائل العظمة، الذي يتكلم، الثرثار عقله غير كامل اما الصامت الذي يتكلم يتقنين هذه ايضاً من دلائل عظمته ويقول جابر بن حيان كان من سادات التابعين ومن افضل اهل زمانه علماً وادباً وفقهاً.
توفي القاسم بن محمد بن ابي بكر في المدينة المنورة عام 109 هجرية يعني عمره ثمانين سنة في منطقة قديد بين مكة والمدينة بعد جهاد ومتاعب في نشر علوم اهل البيت ووجد في وصيته ان يكفن بثوبه الذي كان يصلي به في المسجد او في باب المسجد النبوي.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة