البث المباشر

صفية بنت حيي بن أخطب زوجة النبي صلى الله عليه واله

الإثنين 25 فبراير 2019 - 13:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 523

من الصادقات المؤمنات هي المرحومة صفية بنت حيي بن اخطب زوجة النبي صلى الله عليه واله واول زوجة لرسول الله تلحق به بعد وفاته، هذه المرأة الصالحة المؤمنة هي اساساً يهودية وهي احدى نساء النبي المحببة اليه وحبه لها لايرتبط بعامل شخصي او جنسي نعوذ بالله لكن النبي احبها لفعالها وسلوكها، اصلاً لنقول ان النبي والائمة لايحبون ولايبغضون الا في الله، الا في العمل، الا في السلوك، طبعاً المستشرقين او الذين يصطادون في الماء العكر يشنعون ان النبي تزوج كذا من النساء، من يتزوج هذا العدد من النساء وهن اما في اعمار كبيرة او بعضهن اسن من النبي بكثير وبعضهن ذات عاهات بدنية وبعضهن ذات ازواج من قبل، هذا كله دلائل واضحة على ان سر هذا التصرف غير جنسي، نعم النبي صلى الله عليه واله استخدم من جملة ما استخدم في عمله وفي مراحل جهاده استخدم المصاهرات مع بعض الاطراف من الخصوم او ممن يخشى شرهم، هذا وارد في التعامل بين القبائل وموجودة من القدم.
طيب صفية بنت حيي بن اخطب زوجة النبي هذه كان النبي يؤدها وانا اشرح الحالة بأقتضاب منذ بدايتها، هذه المرأة قلت يهودية وسبية اتوا بها سبية في المواجهات في غزوة تسمى غزوة بني المصطلق وكان ابوها قائد كبير من قواد المشركين وزعيم لقبيلة مهمة يهودية، في غزوة بني المصطلق وقع جماعة من هؤلاء اسرى بيد المسلمين من جملتهم هذه المرأة، طبعاً الاسلام، النبي، اهل البيت يضعون خطوط حمراء على بعض العناصر في الحرب منها النساء، لا يضعون امرأة في الوسط تتعرض لأذى فلما صاروا يفدون اسراهم بالاموال النبي صلى الله عليه واله اخذ الفدية لتكون دعماً اقتصادياً للدولة الاسلامية وهذه المرأة لم يكن لديها فدية ولم يفديها احد فهنا قالت للنبي لم املك فدية فالنبي صلى الله عليه واله اعطاه الله الهيبة والجمال والجلال، قالت له يامحمد انا لااملك فدية افدي بها نفسي ولكن انا نفسي افديها لك يارسول الله كأن حب النبي دخل في حبها، ليس حباً جنسياً انما حب ايماني، آمنت به، اعتقدت به، النبي صلى الله عليه واله استغل هذه الظاهرة وفتح من خلالها خط نسميه خط دبلوماسي او تطبيعي كما يسمى في الحال الحاضر، النبي فتح خطاً مع هؤلاء فقال لها النبي لأرجعك فقالت انا افدي نفسي اليك فقال لها النبي صلى الله عليه واله اما ان اتزوجك بالتملك او ان تقبلي الاسلام فأذا قبلت الاسلام تكوني زوجة وانت حرة لأن حلية النكاح عند المسلمين ما نسميه بملك اليمين، تأثرت وتفاعلت واسلمت من وقتها وساعتها، لما اسلمت وتزوجها النبي وحضيت بعواطف النبي فصارت تراسل اهلها وتخبر قومها وصارت سبحان الله مبلغ هام وايجابي للاسلام، مبلغة للقيادة الاسلامية واذا التاريخ يقول عدد من هؤلاء اليهود مالوا الى رسول الله واسلم اكثر من مئة نفر من قومها بسبب هذه المرأة، هذه صفية بنت حيي بن اخطب، الرواية الثانية تقول ان النبي خيرها قال لها تسلمي او نعيدك الى قومك، اذا اصرت على دينها فيعيدها او تسلم فأسلمت وتزوجها النبي لأن اخرجها من حوزة الشرك والنبي قرأ فيها مواهب قد تخدم مشروع الرسالة مستقبلاً.
طيب هذه اسلمت وتزوجها رسول الله صلى الله عليه واله وبعد هذه الحالة وما سمعه قومها منها عن النبي وعن اخلاقه مال ذلك العدد منهم الى الاسلام وصارت مصاهرة لصالح الاسلام.
هذه المرأة كانت تصلها اموال من قومها ومن اهلها وكانت تصرف هذه الاموال في سبيل الله ولنشر الدعوة الاسلامية، بعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله يقول المؤرخون انها عاشت تقتاد من كد يدها لأن النبي لم يكن له شيء ليورثها، النبي رحل عن الدنيا وهو مديون ليهودي درعه، نقرأ تراجم حياة الرسول، درعه مرهون عند يهودي فعاشت زوجاته كل على حالة من الحالات، هذه صفية بنت حيي كانت تحوك سعف النخل تبيعه وتقتات وتترحم بالباقي على ارحامها خصوصاً اقربائها لذلك راحت عليها رسالة سرية الى الخليفة الثاني عمر، وشوا عليها عند الخليفة بأن هذه تحب يوم السبت وترسل اموالاً الى اليهود ومع الاسف الخليفة الثاني انغش بهذه المعلومات السرية فأحضرها وسألها اي يوم تحبين من ايام الاسبوع قالت منذ اسلمت ما احببت غير يوم الجمعة فسألها عمر لماذا قالت اقتداءاً برسول الله صلى الله عليه واله فقالت هل انت ترسلين اموالاً لليهود قالت اعوذ بالله لكن انا ارسل ما يزيد عندي، الفاضل عندي من كد يدي ارسله صلة لأرحامي وان كان فيهم يهود حتى لو صارت عملية ضد الاسلام هؤلاء على الاقل حياءاً مني لايساعدون احداً يضرب الاسلام فقال والله هذه فكرة عالية فتعجب عمر فقالت انا لمن ارسل، عندي خالة ولي عمة ولي ام وانا من زمان النبي لما اسلمت وتزوجت النبي سألته ماذا تقول هل اصلهم واساعدهم قال لي زيدي ذلك وحفزني فنحن نفهم من ذلك ان الاسلام دين الرحمة، دين الاحسان ودين المواساة ولايأخذ بطرف دون طرف، مجموعة كانوا بباب المسجد النبوي يسبون اهل البيت الامام الصادق يوزع الصدقات ويعطيهم.
نعم هذه صفية اجتمعت0020يوم من الايام مع نساء النبي واذا صار الكلام من اول واحدة تلحق بالنبي، عائشة قالت انا سألته قال اطولكن يداً فظنوا ان النبي يقصد اليد الطويلة فكانت هناك صخرة تلف كل واحدة يدها لترى من يدها اطول، طبعاً النبي صلى الله عليه واله يتكلم بمعنى كنائي، اطولكن يداً يعني اليد الطولى في الخير والاحسان والاعمال الصالحة وفي مقدمتها صلة الارحام فكانت صفية فعلاً هي بعد ام سلمة من السباقات الى هذا العمل الجهادي واستمرت على ذلك وفي السنة الثانية من خلافة الخليفة الثاني مرضت وبقيت تعالج لفترة ثم لحقت بربها بعد وفاة النبي بخمس سنوات فعلمن نساؤه ان هذه صفية لما سألن النبي من اول واحدة منا تلحق بك قال ذات اليد الطولى يعني هذه صفية بنت حيي بن اخطب .
اسأل الله سبحانه وتعالى ان يزيد في علو درجاتها ويتغمدها برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة