البث المباشر

الشهيد حسن المثنى إبن الإمام الحسن إبن الإمام علي بن أبي طالب

الإثنين 25 فبراير 2019 - 13:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 521

من الصادقين الاولين من رجالات اهل البيت ومن مجاهدي واقعة كربلاء واحدي ناشري رسالة اهل البيت هو الشهيد الحسن المثنى ابن الامام الحسن ابن الامام علي بن ابي طالب عليهم الصلاة والسلام، الحسن المثنى هذا العنصر المبارك هو من مواليد المدينة المنورة عام 44 هجرية على الاكثر وان كان فيه اختلاف، البعض يقول عام 40، الحسن المثنى هو اكبر اولاد الامام الحسن عليه الصلاة والسلام على الاظهر، الشيخ المفيد اعلا الله مقامه في الاشاد يقول كان الحسن المثنى جليلاً عالماً فاضلاً ورعاً تولى صدقات جده امير المؤمنين طبعاً الامام زين العابدين كان محاصراً ومراقباً ولا يستطيع ان يقوم بأي تحرك فهناك موقوفات للامام امير المؤمنين، عيون ماء، مزارع وغيرها، مراكز خيرية هذه كان المتولي عليها الحسن المثنى رحمه الله والحسن المثنى زوجته ابنة عمه يعني بنت الحسين (عليه السلام) اسمها فاطمة، الرواية تقول انه خطب من عمه الحسين احدى بناته فقال له: اما ابنتي سكينة فغارقة في العبادة ولكن ازوجك ابنتي فاطمة وانها اكثر شبهاً بأمي فاطمة الزهراء سلام الله عليها والجميل في الامر ان يتفق الاسم مع المسمى فعلاً الحسن المثنى تزوجها واولدها اولاداً مجاهدين وابطال وفي طليعتهم عبد الله المحض، محض يعني نسل الامامة محض يعني ابوه حفيد الامام وامه حفيدة امام.
الحسن المثنى كان عمره 17 او 18 يوم كربلاء فكان له دور بارز وهو جزء من الذين نجو، فهو جاء مع عمه الحسين مع امه واخوانه ولعب دوراً وصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح في اللحظات الحاسمة من المعركة واثخن بدنه بالجراح فأسره الاعداء، لما جاء الجيش على القتلى كان الحسن بين القتلى لكن احد بني امية قال ان فيه رمق وليس حباً به وانما اخذوه للتحقيق ويحصلوا منه على معلومات فحملوه وتعاملوا معه كأسير ولكن بعد ذلك تشفع به اسمى بن خارجة وكانت له مع ام الحسن خؤولة فأنقذه من الاسر واكمل علاجه وبرء فأشخصه الى المدينة الى الامام زين العابدين فبقى في المدينة طبعاً ال مروان كانوا يعتبروه شخصية نشطة من آل امير المؤمنين وكان هو بطرق ووسائل يفلت منهم ويتفادى مواجهتهم فكان بواسطة اخواله المتصلين بآل مروان يشعر بشيء من الامان لعمله فكان ينشر قضية اهل البيت سلام الله عليه حتى يقولون ان هشام بن عبد الملك لما وصل الى المدينة ورآى موقع الحسن المثنى حاول الاستفادة منه لأن الحسن المثنى كان خطيباً ايضاً، خطيباً لبقاً فتوارى الحسن المثنى وقبض عليه المباحث او الامن وأتوا به الى هشام بن عبد الملك فضربه عدة اسواط وفي ذلك اليوم الحسن المثنى رجل كبير طبعاً بعض الكتاب حاولوا اللعب بالاوراق ونسبوا له نزاع مع الامام السجاد على توليه وحتى لو كان لتلك الحالة وجود ما كان النزاع هو نزاع، بني امية يستغلون هذه الحالات وينفخون بها ونحن نعرف حتى في القرن الثاني او الثالث ما كان كاتب يتمكن ان يكتب بحرية، يجب ان يكتب بموجب رغبات الحكام فعملوا على تشويه سمعة هذا العالم وبالتالي تشويه سمعة اهل البيت واحياناً هم آل مروان يفتعلون نزاعاً افرض بين اولاد الامام الحسن او اولاد الامام زين العابدين ثم يدخلوا على الخط كمصلحين لكن هم لا يريدون العمرة بل يريدون الغدرة.
على اي حال استفحل العداء بين آل مروان والحسن المثنى وبلغت الامور احتقاناً شديداً بينه وبين الحجاج بن ابي يوسف الثقفي، الحجاج كان يتوعد بقتله لكن الذي حصل ان عبد الملك بن مروان كتب رسالة الى الحجاج يحذره من ارتكاب حماقة خصوصاً وان قلوب الناس دامية لقضية كربلاء فكتب في رسالة مطولة يحذره من ان يقتل الحسن المثنى ويتعرض له وكتب في ذيل الرسالة "اياك والولوغ في دماء آل علي" ثم يقول"

نحن وان مالت دواعي الهوى

وانصت السامع للقائل

واختلف الناس بأحكامهم

نقضي بحكم فاصل عادل

لانجعل الباطل حقاً

ولانقول الحق بالباطل

نخاف ان تسفه احلامنا

فنخمل الدهر مع الخامل

طبعاً هذا الكلام كله من باب ذر الرماد في العيون، من يتعمق في التاريخ بهدوء واستقلالية وبدون تحيز وبدون كذب هذا وصدق هذا لأنه ليس على مزاجك هذا ليس دين وانما عواطف، من يقرأ التاريخ بعقلية مستقلة واقعاً يضيق صدره بجرائم بني امية آل مروان وبحور الدم التي جرت على ايديهم، البعض يقول صارت بعض الهفوات، اصلاً حكم من بدايته الى نهايته سيف على رقاب الناس.
الحسن المثنى له دور جهادي بشكل بين يدي الحسين (عليه السلام) وبعد واقعة الطف كان دوره الجهادي انه كان هو مصدر رواية لأن قضية كربلاء، هل هناك مراسل او صحفي او من هو متعاطف مع اهل البيت ليكتب ما دار هناك ومن جرح روايته ناقصة ايضاً عن اهل البيت الا من بقي هناك مثل الامام الباقر كان صغيراً لكن الاحداث شريط في ذهنه ففي الواقع احسن الذين تولوا نشر قضية الطف احدهم هو هذا العالم الجليل الحسن المثنى ثم ان مقطع كبير من الاحداث وهو شاهد حسي بنفسه، الحسن المثنى رحمه الله كان يوظف كل حركة ممكنة لنشر مظلومية اهل البيت مثلاً منها كان ينفق على الشعراء والخطباء اما هم ينظمون في اهل البيت او يجيدون القراءة او الاداء فيأخذون قصيدة هذا وذاك مثل كميت وغير كميت ولما يقرأوها يقرأوها بشكل وفن الذي المستمع ينزرع المعنى في ذهنه فكان هو ينفق ويجمع من هنا وهناك من موقوفات امير المؤمنين وبعض هؤلاء ما عنده الجرأة ان يخطب او يقرأ الشعر لكن على الاقل كان يصعب عليه ان يسقط هؤلاء في احضان السلطة والبلاط الاموي ويشتريهم ومن ثم يكونون وعاظ سلاطين ويكونون ادوات دعائية.
على اي حال فهو راوية وهو خطيب وهو مجاهد وبالتالي رغم استعماله التقية دبر له سليمان بن عبد الملك مؤامرة فسقاه السم وانتقل الى رحمة الله شهيداً عام 69 هجرية ودفن بمقبرة البقيع وقد ضربت زوجته علماً اسوداً لعام كامل حداداً عليه تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة