البث المباشر

علي بن إسماعيل المكنى بأبي الحسن الميثمي

الإثنين 25 فبراير 2019 - 13:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 517

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين. ومن اوتاد الصادقين ورجالاتهم ومجاهديهم وهو لسان اهل البيت وقلم اهل البيت المرحوم علي بن اسماعيل المكنى بأبي الحسن الميثمي وهو من ذرية الشهيد وصاحب الامام علي المرحوم ميثم التمار ولعل كلمة الميثمي جاءته بسبب انتسابه لميثم التمار والتزامه بنهج الشهيد ميثم التمار رضوان الله تعالى عليه، ابو الحسن الميثمي لم نعرف سنة ومكان ولادته غير انه من اهل الكوفة وتعلم ودرس في البصرة وهو من اشهر علماء الامامية في اواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري، كتب عنه مترجموه قالوا عنه انه من اشهر علماء الكلام في دهره، كان معروفاً بحيث يعجز المتكلمون حينما يناقشوه او حينما يجري معهم بحوثاً في العقائد وبالخصوص في علم الكلام واشتهر عنه بالمناظر الذي لايكل ولايمل خصوصاً في العهد العباسي ولا اشك ان لديهم هذه الخلفية ان من سمات العهد العباسي تكاثر الزنادقة او انتشار الزنادقة او الملحدين او الوجوديين ايام الرشيد، ايام المعتصم، ايام المأمون قبله وهؤلاء عاثوا في عقائد الناس فساداً ووقف منهم الامام الصادق، الامام الكاظم، الامام الرضا وهكذا بقية الائمة وقفوا منهم موقفاً حاداً، هؤلاء كيف يسمح لهم ان يمارسوا هكذا تصرفات وكيف ان السلطة تعاملت معهم هذا حديث يأتي في وقته ولكن نعرف ان من طرق العدو هو تشويه سمعة العقيدة بالدعم للمشككين وبالتمهيد للمشككين وتمويل المشككين حتى بالتالي يختلط الحابل بالنابل وتبعثر الاوراق وتكون الصورة صورة سيئة عن الدين او العقيدة، غرضي ان احد علماء الامامية الذين وقفوا كمناظرين ناجحين امام الزنادقة والملحدين في العهد العباسي بالخصوص ايام المأمون والمعتصم هو هذا العالم الجليل ابو الحسن الميثمي، النجاشي في رجاله يقول عنه بأن ابي الحسن الميثمي اول من تكلم من علماء الامامية وصنف كتباً في الامامة اشتهر عنه انه ما شوهد عالم قط في زمانه اعرف بالائمة وعلوم الائمة واخبارهم منه ثم لا يفوتني ان اذكر انه كان معاصراً لفترة من الفترات لأبي الهذيل العلاف شيخ معتزلة اهل البصرة، كان يناظر هذا ابي الهذيل العلاف وذات مرة قال لأبي الهذيل، ابي الحسن الميثمي قال مخاطباً ابي الهذيل، كان ابي الهذيل لا يؤمن بأمامة الائمة بعد النبي او لا يأخذ بخط الامامة فقال له: ابو الحسن الميثمي(رحمه الله): يا ابا الهذيل الست تعلم ان ابليس ينهى عن الخير كله ويأمر بالشر كله.
قال: نعم.
فقال ابو الحسن: ما رأيك هل يأمر ابليس بالشر وهو لا يعرفه او ينهى عن الخير وهو لا يعرفه قال ابو الهذيل ابداً.
هذا ثابت انه يأمر بالشر ويعرف ذلك وينهى عن الخير وهو يعرف ذلك فقال: اذن هذا ثابت وابو الهذيل يؤكد نعم نعم.
فقال ابو الحسن (رحمه الله): فأخبرني عن امامك الذي تعتقد به بعد رسول الله لأن لابد من امام ومن مات لم يعرف امام زمانه مات ميتة الجاهلية، في بعض المصادر يعني مصادر كتب الجمهور مات ميتة كفر والحاد، في بعض المصادر ميتة كفر ونفاق فيقول له ابو الحسن الميثمي: فهل ان امامك هذا يعلم الخير كله والشر كله. 
هذا امامك الذي تعتقد به بعد النبي فقال ابو الهذيل بهدوء: لا. 
فقال ابو الحسن: فأبليس اعلم من امامك هذا، اذا كان امامك هذا لا يعلم الخير كله والشر كله اذن ابليس حسب اقرارك انت اعلم ويعلم بالكل وابليس اعلم من امامك هذا.
تقول المصادر فسكت ابو الهذيل وانقطع بعدها ولن يشاهد، هذه طبعاً من المقامات الجميلة لهذا العالم الجليل ابو الحسن الميثمي، هذا العالم له ايضاً مطارحات ومناقشات مع الواقفة، من الواقفة هذا هو حديث طويل ووقت البرنامج محدود، الواقفة هؤلاء تنكروا لأمامة الامام الرضا ونادوا بأمامة علي ابن الامام الكاظم وارادوا ان يشكلوا محور تكتل ضد الامام الرضا عليه السلام فكان ابو الحسن الميثمي يسميهم بالجماعة الممطورة، كان لما يناقشهم يقول انما انتم كلاب ممطورة اي انكم نجسون وتنشرون النجاسة في الاجواء العامة كيف اننا في اوروبا في بريطانيا في امريكا لما يتعدا هذا ومعه الكلب والكلب في المطر يهز نفسه وينجس العابرين والخ، يشبه ابو الحسن الميثمي هؤلاء بالكلاب الممطورة يعني انتم في همسكم في لمسكم تشككون بأمامة الامام الرضا وتتسببون في زعزعة ايمان الناس وتضليل الناس ومن هذا القبيل، كانت دفاعاته عن الائمة دفاعات جداً جميلة ورصينة، مما ذكرته بعض المصادر عن هذا العالم الجليل ابي الحسن الميثمي انه شاهد احد علماء النصارى وكان قد علق صليباً على صدره، بعض النصارى يعلق الصليب على صدره فسأله ابو الحسن ما هذا الصليب على صدرك اجابه هذا صورة للصليب الذي صلب عليه نبينا عيسى فرد عليه ابو الحسن قال انا اسألك فتجيبني؟ 
قال: نعم.
قال: هل كان المسيح يحب ان يعلق هذا الصليب على الصدر او امر به؟ 
النصراني قال: لا. 
فقال ابو الحسن اخبرني: المسيح يركب حماره ويمضي عليه ليقضي حوائجه وفي اسفاره؟ 
قال: كذلك نعم. 
فقال: ما رأيك النبي عيسى كان يحب ان يبقى الحمار حتى يكمل قضاء اموره؟
النصراني قال: طبعاً هو كذلك. 
فقال ابو الحسن: فلم تركت ما كان يركبه عيسى برغبة منه وما كان يحبه وعمدت الى ما حمل عليه عيسى مكرهاً ومجبراً وعلقته في عنقك بل الاصح ان تعلق صورة حماره على صدرك وتترك الصليب لأن انت تقول لا امر بالصليب ولا طلب بينما انت تقر انه يحب حماره فعليه انت ضع صورة حماره على صدرك افضل فسكت النصراني ولن يجد جواباً، ومرة دخل على الحسن ابن سهل وكان بيته على ضفة نهر دجلة فرآى عنده جماعة وفيهم احد الزنادقة فأبو الحسن اراد ان يحرجه فقال للحسن ابن سهل وذلك يسمع قال: لقد وجدت عند بابك عجباً. 
قال: ماذا؟
قال: سفينة تنقل الناس بين ضفتي النهر بلا ملاح وبلا سائق تسير وتعبر الى مكانها، الملحد فوراً تدخل قال كيف؟ 
ثم التفت الى الحسن وقال: هذا مجنون كيف تسير السفينة من جانب الى اخر دون ملاح هل الخشب هذا له عقل؟ 
فهنا قال ابو الحسن الميثمي اعجب من ذلك الماء الذي تسير عليه السفينة يروي هذه الاراضي يمين ويسار بلا روح ولا عقل، اعجب من ذلك النبات الذي هو، واذا بهذا الملحد خزي وهرب.
اخيراً لا اعرف بالدقة سنة وفاة هذا العالم الجليل لكنه توفي ببغداد ودفن بمقابر قريش تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة