البث المباشر

الشيخ محمد رضا المظفر

الإثنين 25 فبراير 2019 - 13:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 513

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن شخصيات الصادقين هو العالم والفيلسوف والمربي المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر طاب ثراه، هو ابن النجف الاشرف ومن مواليد النجف الاشرف عام 1322 هجرية وهو من بناة الحوزة العلمية في النجف الاشرف وخدماته عديدة، رحمه الله الاخ الاصغر لأربعة اخوة ولكنه كان موهوباً وجامعاً لأستعدادات متنوعة وكان ذواقاً تواقاً لطلب العلم والمعرفة فشب من صغر سنه على طلب العلم في النجف الاشرف وبرز بسرعة في الحوزة كطالب ممتاز متقدم ويقول عنه زملاءه انه في اوائل شبابه تعلم طريقة استحضار الارواح ومحاكاة الارواح ويذكر الكاتب والمؤرخ جعفر الخليلي في كتابه هكذا عرفتهم قصصاً في ذلك وتطور المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر في طلب العلوم المتنوعة من فقه واصول وبلاغة وتفسير ومنطق ثم الى علوم الهيئة والحساب والهندسة وهكذا حتى اصبح مجتهداً واستاذاً بارعاً وقلت كانت افكاره واثاره وبوادر تفوقه تظهر وهو في العقد الثاني من عمره.
في عالم الادب اصبح له ايضاً باع طويل وقد عرف هذا العالم الجليل الشيخ محمد رضا المظفر بطبعه المرح وحسه المرهف واعتداله واستقامة قلمه، طبعاً هو جزء من اسرة تضم العشرات من العلماء والكتاب والمجتهدين المنتشرين في ربوع العراق فكان معروفاً بأعتداله وتواضعه وتعامله مع الحضارة الجديدة والحياة المدنية المتطورة فكان من خطواته الرائدة هو وفريق من العلماء الذين يتفقون مع مشربه ومع عقليته كالسيد هادي فياض والدكتور الوائلي رحمه الله وغيرهم، اسسوا منتدى النشر في النجف الاشرف وهذه كمؤسسة علمية تدرب كانت العلماء والخطباء والمبلغين وانا كان لي شرف التلمذة في هذه المدرسة او المؤسسة وهي منتدى النشر وكان هو يشرف رحمه الله على الاساليب وعلى البرامج والدروس التي كنا ندرسها هناك اوائل الستينات ولكن في الدنيا الحاضرة انذاك كانت هناك حاجة ملحة الى علماء يحملون ذوقاً يستطيع ان يتماشى مع الانفتاح العالمي او ما يسمى بالحداثة فطبعاً هو في هذه الخطوة المجاهدة الرائدة صدم وعومل بتهم وشبه وربما صدرت بعضها من اقران له وللاسف ولكن هو تجاوز ذلك بصعوبة واصبح مصراً على بناء الطالب والخطيب بما يساعد على الاصلاح الديني وتنزيه الدين والمنبر من الشوائب التي علقت به ومن التخرفات والخرافات التي كان البعض يرددها على عواهنها دون توجيه ودون فهم، العالم الشيخ محمد رضا المظفر اوفدته الحوزة العلمية في النجف الاشرف الى زيارة ولي العهد العراقي وهو فيصل الثاني، الملك فيصل الثاني رحمه الله لرفع الكدورة من نفسه بسبب الاعراض الذي واجهه لما زار النجف الاشرف، لما زار النجف الاشرف وكان هو صغير السن والامور كانت بيد خاله عبد الاله الوصي كان انذاك فزار الملك فيصل الثاني النجف وانا كنت في الصحن جاء ومعه امه فواجه برودة من قبل بعض علماءها فلرفع ذلك التصور من نفس الملك فيصل الثاني ارتئت الحوزة العلمية في النجف الاشرف ان يتوجه المرحوم المظفر الى زيارة الملك فيصل الثاني او ولي العهد ويطبع الامور ويزيل ما كان عالقاً في نفسه، فعلاً لما زار البلاط رحمه الله نقل لنا كيف استأنس به الملك وطابت نفسه وكان ينظر اليه ويصغي اليه ولحديثه اللذيذ بأعجاب كبير وايضاً من نشاطات المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر قام بسفرات نافعة الى بعض البلدان الاسلامية وكانت له لقاءات وبيانات نافعة عززت وقوت موقع النجف الاشرف وواجه بعض التهم والتخرصات التي كانت تشن على الطائفة الامامية فلدى رجوعه كتب كتابه الشهير والمأثور وهو عقائد الامامية، له بحوث عديدة ومؤلفات جمة، من اشهر كتبه كتاب عقائد الامامية وهو كتاب وان كان صغيراً لكنه وافي، عرض وافي لمعتقدات الامامية وطبع لأكثر من ثلاثين طبعة وترجم لعدة لغات واتخطر انني عندما كنت اقرأ في سلطنة عمان في السبعينيات دعاني هناك الى الغداء مفتي السلطنة الشيخ الخليلي وقدمت له نسخة من كتاب هذا الحبر الشيخ محمد رضا المظفر وبعد ايام التقيته في مناسبة اخرى او دعوة اخرى عند احد الولاة وكان حاضراً قال: اني قرأت هذا الكتاب وانا معجب به وقال لي: اتمنى ان اكون قرأت هذا الكتاب قبل سنين ليزول مافي ذهني من بعض الشوائب وكان المرحوم السيد حامد حسين الكنوهي الهندي صاحب العبقات على صلة وثيقة بالشيخ محمد رضا المظفر وبينهما تبادل في المقالات العلمية والنظريات ولما كان ابنه يعني كنت اقرأ في بيته ليالي الجمعة الشيخ محمد رضا المظفر مجلسه الاسبوعي كنت اشاهد ابنه صاحب العبقات يزور النجف وينزل في بيت هذا العالم الجليل الشيخ محمد رضا المظفر.
توفي هذا العالم الجليل عام 1383 هجرية في النجف الاشرف وشيع تشيعاً مهيباً ودفن في النجف الاشرف في مقبرة آل المظفر وتقع في الشارع العام عند مدخل مدينة النجف الاشرف منجهة ميدان ثورة العشرين تكون من جهة اليسار عندما نكون بأتجاه الحرم المقدس وبقي هذا الرجل هذا العالم الجليل حياً على عقلية كل تلاميذه وكل اصحابه ولاحظت الكثير من تلاميذه يلعبون ادواراً اصلاحية ويمتهنون الالية التي كان يستخدمها حينما يستدل ويناقش في المؤتمرات وفي البحوث وهذا ايضاً من مآثره، تغمده الله بواسع رحمته ولا انسى بأنه كان يخاطب تلاميذه ويقول لهم في منتدى النشر، كان يقول لهم اني عاكف على ان يصبح كل منكم في موقع اعظم مني علماً وشأناً وهذا ان دل انما يدل على وفاءه واخلاصه لأن يقدم للعالم الاسلامي نخبة جليلة ومتفهمة من تلاميذه واتخطر عندما زار النجف الاشرف الدكتور عبد الفتاح عبد المقصود وهو مؤلف كتاب الامام امير المؤمنين عمل له مهرجاناً كبيراً في منتدى النشر لأستقباله وحضره العديد من العلماء والقى الشيخ محمد رضا المظفر كلمة رائعة عن تاريخ المدارس العلمية في العالم وعن مدرسة النجف الاشرف وحوزتها المقدسة مما نال اعجاب الحاضرين وكان لهذا اثر كبير في قلم الدكتور عبد الفتاح حيث غير في بعض مؤلفاته التي لحقت بعد زيارته النجف الاشرف، هذه شمعة من شموع مدينة النجف الاشرف أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة