والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن معالم الصادقين ورجالاتهم في نشر فكر اهل البيت وترسيخ اثار اهل البيت ومآثر اهل البيت العالم الجليل والمظلوم المرحوم المجاهد محمد بن احمد العلقمي الذي يعرف بالوزير العلقمي وسمي او اشتهر بهذا اللقب لأن جده يعني والد والده هو الذي حفر نهر العلقمي في كربلاء المقدسة والذي سقط فيه شهيداً باب الحوائج ابو الفضل العباس صلوات الله وسلامه عليه واحد الكتاب او احد العلماء ألف كتاباً في العباس عليه السلام وضع اسم الكتاب بطل العلقمي وانا هنا اتحدث عن ابن العلقمي هذا الوزير المظلوم العالم وهو كان خطيباً بالاضافة الى كونه عالم كان خطيباً فصيحاً لسناً وكان خطاط يخط بشكل جميل ولما قلت في البداية انه مظلوم لأنه اشتهر ولا تزال النغمة قائمة بأن الدولة العباسية الجائرة انهارت على يده وجهوده وان كان هذا صحيح فهو مشكور لأنه انقذ البلاد والعباد من كيان قتل الملايين من البشر وظلم الملايين من الشعوب ولكن هذه فريه وهذه من التهم وكم وكم نسمع هذا المثل رب مشهور لا اصل له، في الواقع انهيار الدولة العباسية ايام آخر خليفة وهو المستعصم بالله وطبعاً السبب الرئيسي في سقوط هذا الكيان حالتان:
اولاً: سكر الخليفة وعربدته.
وثانياً: تآمر قائد الجيش التركي وهو مجاهد الدين آبيك الدويدار وهذا كان عدواً لدوداً للمرحوم العالم محمد بن احمد العلقمي فهو الذي حاول ان يلفق التهمة وبعد ذلك سار على نهجه منهم على خطه وانا آخر ما سمعت عن محمد بن احمد العلقمي هذا العالم نفس التهمة رددها طاغية العراق الذي اخزاه الله ايام الحرب بين الجمهورية الاسلامية وبين الكفر العالمي ردد هذه التهمة في يوم من الايام في احدى تخرصاته، على كل هذه تهمة لا اصل لها.
المرحوم محمد العلقمي ما كان يعوزه منصب فهو كان عالماً جليلاً ودرس في الحوزة العلمية في الحلة وتخرج عالماً شهيراً وكان رئيساً وله شأن لكن الوزير احمد بن الناقد كان من تلاميذه مرض مرضاً عضال فطلب منه برجاء ان يكون مكانه في الوزارة وسبحان الله مرض هذا ابن الناقد فبقيت الوزارة بيد ابن العلقمي الى ان سقطت الدولة العباسية وانا تتبعت على قدر ما اتمكن تتبعت المصادر حتى المصادر غير المسلمة يعني ماكتبه المستشرقون وغيرهم لاحظت ان هذا العالم الجليل متهم ومظلوم وتهم عديدة واكبرها انه هو الذي اسقط الدولة العباسية وهو الذي مهد للمغول، هذه كذبة مختلقة لا تستند الى اي مصدر اطلاقاً لكن مشكلته انه من اتباع اهل البيت وعلى خط اهل البيت يعني اجرينا تمشيطاً دقيقاً للتاريخ رأينا ان السبب الرئيسي في سقوط الكيان العباسي هو ظلمهم اولاً وثانياً هذا القائد مجاهد الدين ابيك الدويدار كان يشن حملات العداء على المرحوم ابن العلقمي اعلا الله مقامه وكان الوزير المستعصم ليلة سقوط بغداد ثملاً لأنه كان ينام مخمور، كان ثملاً على بحيرة ملئت بالاسماك الملونة وكلما كانوا يقولون له لم ينتبه لأنه ثمل وبالتالي هذا الدويدار سلم الحكم الى قائد المغول ولو كان المرحوم ابن العلقمي نعوذ بالله له يد بذلك ما قام المغول في بغداد بقتل الكثير من علماء الشيعة حتى ان شرف الدين الصدر اعلا الله مقامه كان هذا نقيب العلويين وكان صديق السيد العلقمي، قتلوه في داره مع اطفاله وهجموا على الروضة وقتلوا سادن الروضة الكاظمية واحرقوا حرمي الكاظميين وسرقوا كل ما كان فيه فأذا كانت له هناك يد في توطيد حكمهم لكانوا على الاقل يستحون منه لكن في الواقع القائد المغولي كان بحاجة الى علم وخطط ونظريات الخواجة نصير الدين الطوسي اعلا الله مقامه، هولاكو كان بحاجة جداً فأضطر الى ان يرفع بعض الشيء يده من قتل علماء الشيعة وابادة الشيعة، حقائق التاريخ اؤكد تنفي وجود اي علاقة بين ابن العلقمي والمغول وهولاكو بالذات وهذه من ملفقات الحاقدين على الشيعة والسنة على السواء، انا لااتهم السنة وانما اتهم النواصب الحاقدين الوهابية هم يسوقون امثال هذا.
طيب محمد بن احمد العلقمي كان هو من الاذرعة الناشطة في نشر الحركة العلمية في الحلة الفيحاء يعني في القرن السابع الهجري الازدهار الذي وصلت اليه الحوزة العلمية في الحلة ما ساواه الا الازدهار العلمي في النجف الاشرف حينما وصل المرحوم الشيخ الطوسي اعلا الله مقامه، لما يأتي الانسان الى مدينة بابل او الحلة وهي تسمى بالسيفية قديماً او المزيدية سابقاً معروفة هذه المنطقة بحي العلماء يسكنها العديد من كبار العلماء، مدارس دينية بنيت في الحلة بناها المرحوم ابن نما وخصوصاً مدرسة كبيرة بأسم مدرسة صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه، المرحوم السيد امين العاملي يقول زرنا مدينة الحلة وتعررفنا على آثارها ووجدنا فيما وجدنا كتاب مناسك الحج لفخر المحققين فرغ منها كاتبها في مدرسة الامام صاحب الزمان سنة 775 هجرية، بناء هذه المدارس والبيوت للعلماء لا يكون الا للوافدين لطلب العلم، الذي يريد المزيد من هذا يراجع كتاب الانوار الساطعة في المئة السابعة للمحقق العلم اغا بزرك الطهراني اعلا الله مقامه يعرف الحلة وموقعها كذلك كتاب البابليات للخطيب المحقق المرحوم اليعقوبي الشيخ محمد علي اليعقوبي.
طيب هذا ابن العلقمي العالم وكما قلت الاديب، كان شاعراً ملهماً، مثلاً قرأت له بيتين يعتب على الدنيا:
كيف يرجى الصلاح من امر
قوم ضيعوا الحزم فيه اي ضياع
فمطاع الكلام غير سديد
وسديد المقال غير مطاع
ابن العلقمي ايضاً هذا العالم له مكتبة معروفة اشتملت على عشرة الاف مجلد من خزائن ونفائس ومخطوطات. اعود الى قراءة مقاطع من شعره في اهل البيت صلوات الله وسلامه عليه:
ووديعة من سر آل محمد
اودعتها ان كنت من ابناءها
فأذا رأيت الكوكبين تقارنا في
الجدي عند صباحها ومساءها
فهناك يؤخذ ثار آل محمد
وطلابها بالبيض من اعداءها
كأنه يشير في هذه الابيات الى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه وان من العلائم التي تدل على قرب ظهوره تقارن الكوكبين في الصباح والمساء:
ووديعة من سر آل محمد
اودعتها اذ كنت من ابناءها
فأذا رأيت الكوكبين تقارنا في
الجدي عند صباحها ومساءها
فهناك يؤخذ ثار آل محمد
وطلابها بالبيض من اعداءها
عانى المرحوم اواخر حياته اذايا عديدة الى ان توفي مظلوماً رحمه الله بعد واقعة التتر سنة 656 هجرية وعمد بعض الحاقدين الى تخريب قبره وهذا ديدن النواصب واعداء الاسلام كما شاهدنا في سامراء اخيراً تخريب حرم الامامين، في العراق، مراقد اهل البيت، ابن العلقمي ايضاً شمله هذا الحقد فخرب قبره تغمده الله بواسع رحمته، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******