وهو أحد فروع شجرة أهل البيت العترة عليهم السلام في إيران. اشتهر بالكرامات ويعد مزاره من المزارات المهمة التي يتوجه اليها الزوار والوفود من داخل إيران وخارجها. نقل عنه رازي في كتابه "سيرة السيد عبد العظيم" أن السيد طاهر بن محمد يعد من العلماء والمؤلفين الذين عاشوا في أوائل القرن الرابع وامتاز بمكانة مرموقة وكان من وجهاء مدينة ري حيث كان الناس يرفع حاجاتهم إليه.
وكان سيداً فاضلاً وذا شخصية كبيرة وصاحب كرامات، يكفي له شاهد على عظمة قدره ومرتبته أنه لما نبش قبره بعد ألف عام لتشييد قبة له؛ وجدوا جثمانه الطاهر سليما دون أن يتعرض للتحلل والتغيير.
نسبه:
فهو أبو مطهر طاهر بن محمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن عيسى بن يحيي بن الحسين بن زيد بن زين العابدين عليه السلام.
كان آباء السيد طاهر بن محمد كلهم من الكبار والمجاهدين في سبيل الإسلام.أقدم ما ذكر عنه ما جاء في كتاب منتقلة الطالبية للعلامة أبي إسماعيل ابراهيم بن ناصر أبي طباطبا حيث يذكر أن من بين الذين دخلوا مدينة ري هو السيد طاهر بن أبو طاهر محمد مبرقع بن الحسن بن الحسين مبرقع بن عيسى بن يحيي بن الحسين بن زيد الشهيد. فهو ينحدر من سلالة شخص يدعى مطهر وكانت أمه زينت بنت أبو عمارة.
أما الملا باقر كجوري المازندراني يذكر في كتابه جنة النعيم نقلاً عن أبي نصر البخاري مؤلف كتاب سر الأنساب أن: " السيد الجليل كان من الموفدين الى مدينة ري فكان له ولد يدعى مطهر ويرجع نسب السيد الى الإمام علي زين العابدين".لم توثق المصادر التاريخية سيرة السيد الجليل فظلت تفاصيل حياته وأسباب هجرته الى ايران مجهولة. ولكن الباحثين أشاروا أنه عاش في النصف الأول من القرن الرابع الهجري تقريبا وأنه هاجر الى إيران مع أبيه فسكنا في مدينة ري. وآباء السيد طاهر بن محمد كانوا من العلماء والفقهاء والقضاة والصفوة في عهدهم.
وما أكده الباحثون هو أن السيد أبا مطهر وأباه كانا من كبار وعلماء عهدهم حيث كانوا يهمتون بقضاء حوائج الناس ومساعدتهم.
مرقده:
بدأ تشييد بقعة على رفاته الشريف في عهد الشاه ناصر الدين والشاه مظفر الدين القاجاريين بأمر من مسعود ميرزا المعروف بظل السلطان وهو نجل الشاه ناصر الدين القاجاري عام 1304هـ، وانتهى عام 1320 هـ، ولتشييد القبة الشريفة بأمر ظل السلطان حكاية ذكرتها الروايات التاريخية. يبلغ ارتفاع الروضة الشريفة 6 م وعرض 6م يتوسطها ضريح شباك فولاذي على قبره الطاهر.
تتزين جدران الروضة الشريفة بالزخارف الجصية والنقوش النباتية ومدائح شعرية. كما أن الأرضيات والجدران مغلفة بالمرمر الفاخر.تعلو الروضة الشريفة قبة يبلغ ارتفاعها 15 مترا مكسوة بالقاشاني والتي خضعت لخطة التطوير والإعمار.