الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
ومن اعيان الصادقين المرحوم الشهيد صيفي الشيباني زاد الله اجره ورفع من درجاته، صيفي الشيباني هو من ضحايا الهجمة المسعورة التي تفاقمت ضد اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، صيفي الشيباني من الابطال الاوائل الثابتي القدم الذين صبروا على حر السيف لأيثارهم ولاء الامام علي بن ابي طالب سلام الله عليه على كل شيء فمن هو صيفي الشيباني وما هو موقعه من الامام علي سلام الله عليه؟
ورد في التاريخ ان صيفي الشيباني كان منذ شبابه دؤوباً على فهم الحقيقة وكان يلاحظ طريقة اقصاء الامام علي سلام الله عليه عن موقعه ثم صراع معاوية مع الامام علي او مع الامامة، محاربة الامامة التي هي تتمة النبوة او امتداد لأمر النبوة، كان صيفي الشيباني يمعن بدقة الى ذلك التصادم بين خط الامامة وخط معاوية او الخط الاموي بشكل اعم فشدد من توجهه ووفاءه للامام علي بن ابي طالب ويذكر الطبري في تاريخه ان الامام علي سلام الله عليه بعد واقعة الجندل وما حدث فيها، كان الامام علي يعد لخطوة جديدة لمقاومة معاوية وشراذمته وانقاذ الاسلام والمسلمين منه فخطب الامام علي، هذا ما رواه الطبري في تاريخه يقول ان الامام خطب وكان في مقدمة من استجاب اليه ولبى نداءه المرحوم صيفي الشيباني فقام وخاطب الامام من باب تشب العزيمة في الآخرين فهو اراد ان يكسر الحاجز او يفتح الطريق، صاح بصوت عال يخاطب الامام: يا ابا الحسن نحن حزبك وانصارك نعادي من تعادي ونشايع من تشايع ونتبع من اناب الى طاعتك فسر بنا راشداً الى اعدائك كيف ما كانوا واين ما كانوا فأنك يا ابا الحسن وان شاء الله لن تؤتى من من قلة عدد ولا ضعف نية اتباع.
آخر المطاف ان هذا الرجل، هذا الشاب البطل اصبح مرصوداً من قبل القوى المعادية لأهل البيت، رفعت تقارير ومعلومات الى والي الكوفة انذاك زياد بن ابيه وزياد بن ابيه اولغ في دماء المسلمين، في دماء من يوالي اهل البيت في الكوفة وتوابع الكوفة ولما نقول الكوفة لانعني هذه المنطقة الصغيرة اليوم كل هذه المنطقة العراق نصفه الكوفة ونصفه البصرة، سام الناس سوء العذاب ويا لها من جرأة على الله وعلى الرسول صلى الله عليه وآله اذ ارتكب جرائم وخصوصاً هذه الجريمة مع رجل يقول: ربي الله، يصلي الى القبلة ما له ذنب سوى ولاء ابن عم الرسول وزوج البتول وابي الحسنين سلام الله عليه فأحضره زياد بن ابيه ولما احضر اليه قال له: يا عدو الله ماذا تقول في ابي تراب وهو يتبع بهذا سيرة صنمه معاوية، معاوية كان يسمي الامام بهذه الكنية استهزاءاً طبعاً هي الكنية وضعها رسول الله، طبعاً معاوية وعرشه وكيانه يحارب رسول الله بالصميم لكن من خلال علي بن ابي طالب فزياد بن ابيه على نفس المشرب، يقول لصيف: ما تقول في ابي تراب؟
فقال صيفي: لا اعرف اسماً كهذا فرد زياد.
قال: ما اعرفك به؟
قال صيفي: لا اعرف اسماً كهذا اما تعرف علي بن ابي طالب؟
قال صيفي: بلى اعرفه.
قال: اذن هو ابو تراب.
فقال صيفي: كلا ذاك ابو الحسن والحسين، هنا احد الجلاوزة الحضار اراد ان يطبق سوء محضره وطبعاً زياد بن ابيه من جلاوزته، والجنس للجنس المماثل اميل.
فقال له: يقول لك الامير ابو تراب وانت تقول لا تعرفه، لن يهتز صيفي لهذه المداخلة التعسة لكن رد ببرودة قال: ويحك وان كذب الوالي اتريد ان اكذب وتريد مني ان اشهد على باطل هنا كأن السماء ضربت رأس هذا الطاغية فقال ما اجرأك وصاح علي بالخيزران فأتوا بالخيزران وهو يقول ما قولك بعلي يعني آخر كلامك ما رأيك بعلي فقال: الله اكبر هذا الثبات هو ربما يأتي اقوى من العمل واكثر اجراً من العمل.
قال: هذا قولي احسن قول في عبد من عباد الله المؤمنين واذا زياد والجلاوزة اخذوا يتناوبون على ضربه بالخيزران حتى لصق بدنه بالارض وتصوروا انه مات فوجدوه على قيد الحياة، سأله من جديد زياد بن ابيه والان ما رأيك في علي؟ هؤلاء كانوا يتصورون ان هذا انهارت نفسيته وتراجع لما سأله والآن ما رأيك بعلي وهو بحالة شبه احتضار.
قال: يا زياد والله لو شرحتني بالمواسي وقطعتني ارباً ارباً ما قلته الا ما سمعته مني.
فقال زياد: لسنا بتاركيك حتى تلعنه وتتبرأ منه او تضرب عنقك.
فقال صيفي: ان تفعل ذلك سأسعد انا وتشقى انت فزجت القيود وقيدت يداه وزج في احدى زنزانات قصر الامارة وبقي فترة حتى ارسله زياد مع مجموعة اخرى وفيهم حجر بن عدي الكندي، منتصف الليل ارسلوا الى الشام على ظهور النياق وكانت ليلة حزينة وطلعت بنت حجر صغيرة ترى من بعيد ركب الموت وابوها واخوها مقيد وصيفي الشيباني معهم فنظرت الطفلة الى القمر وهي تقول:
ترفع ايها القمر المنير
لعلي ان ارى حجراً يسير
يسير لمعاوية بن حرب
ليقتله كذا زعم الامير
ويصلبه على بابي دمشق
وتأكل من خنادقه الطيور
الا يا حجر حجر بني عدي
تلقتك الكرامة والسرور
فأن تقتل فكل عميد قوم
الى هلك من الدنيا يصير
وصلوا بهم الى منطقة تسمى مرج عذراء فدفن ستة منهم احياءاً، حجر بن عدي وابنه واربعة آخرين ومن الاربعة هذا الشاعر والرجل المجاهد والبطل الوفي وهو صيفي الشيباني رضوان الله تعالى عليه دفنوا احياءاً سنة 51 هجرية.
نحن كنا نروي هذا ونحن نشك بأن هناك ربما مبالغات لكن سبحان الله الحاضر ابن الماضي واذا خلفة بني امية نشاهد في السنين الاخيرة ما فعلوه في العراق وفي افغانستان وباكستان يدفنون اتباع اهل البيت احياءاً وقد فعل ذلك صنمهم صدام في الانتفاضة الشعبانية فدفن عشرات الالاف بين كربلاء والنجف في مقابر متفرقة دفنهم احياء بملابسهم فهنا شعرنا ان التاريخ لما ينقل ينقل بأمر طبيعي بشكل طبيعي وليس هناك اي مغالاة في الامور.
أسأل الله لهذا الشهيد البطل صيفي الشيباني الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******