الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن الرجال الصادقين الذين اخلصوا في جهودهم وجهادهم لخدمة الاسلام واهل البيت المرحوم السيد حامد حسين الهندي المعروف بصاحب العبقات وهو كتاب اسمه عبقات الانوار في امامة الائمة الاطهار، هذا العالم الكبير السيد حامد حسين الهندي يعتبر من اعاظم رجال الكلام ومن اعلام الباحثين في اسرار الديانات الالهية، كان محيطاً بالاخبار ومطلعاً على المصادر وبفضل ذكائه وقوة حافظته لذلك كان متسلطاً، هو يقف بطول الشيخ المفيد او الشريفين الرضي والمرتضى، هكذا يقيمه اهل المعرفة، هذا الرجل رحمة الله عليه صاحب العبقات السيد حامد حسين الهندي في الواقع كانت عنده مكتبة ضخمة تضم اكثر من ثلاثين الف كتاب بين مطبوع ومخطوط، المرحوم الشيخ محمد الشبيبي اعلا الله مقامه في مقال له نشرته انذاك مجلة العرفان اللبنانية، مجلة كانت مهمة وتأتي الى النجف وهي منتشرة في العالم الاسلامي، مجلة العرفان نشرت مقالاً للشيخ محمد الشبيبي هذا المقال كان مهماً حول مكتبات الدنيا العملاقة الضخمة فهنا ذكر المرحوم الشبيبي رحمه الله قال: "ومن اهم خزائن الكتب الشرقية في عصرنا هذا مكتبة المرحوم السيد حامد حسين الهندي صاحب كتاب العبقات وقد انفق اموالاً طائلة على جمعها وترتيبها وتبويبها".
ثم يقول: "في كتاب عبقات الانوار ما يشهد على ذلك" فنحن لما نقرأ هذا الكتاب نعرف تسلط هذا الرجل في علم الكلام خصوصاً في مبحث الامامة، في هذا الموضوع بالذات عرض بحثاً قيماً، الشبيبي يقول، الكلام للشبيبي، فقد عرض في هذا بحثاً قيماً قلما يأتي احد بمثله.
هذا العالم السيد حامد حسين الهندي له مؤلفات عديدة تجاوزت الـ 18 مؤلف او اكثر ولكن اشتهر وكتبت له الشهرة والخلود بهذا الكتاب ولعله يرتبط بولاءه لأمير المؤمنين وبغيرته على مظلومية امير المؤمنين، يعني نعمة ان الانسان المؤمن تكون عنده غيرة ان يدافع عن المظلومين واول المظلومين واكبرهم واعظمهم هم الامام علي صلوات الله وسلامه عليه والذي تضامنت كل الجهات على غصبه حقوقه وعلى ظلمه وعلى تجاهل قدره، كتاب عبقات الانوار ما هي قضيته؟ ما هو موضوعه؟ لابد كل موالي وكل متعلق بأهل البيت ان يعرف شيئاً عن هذا الكتاب، هذا الكتاب عبقات الانوار في امامة الائمة الاطهار استمر تأليفه ثلاثين عاماً ثلاثين عاماً منحني الرجل ويكتب، اترك الكلام للسيد محسن الامين العاملي في تعريف هذا الكتاب، يقول ان هذا الكتاب لم يكتب مثله في السلف والخلف يعني لا في الماضي ولا في المستقبل، طبعاً ما هي اسباب تأليف الكتاب؟ هذا الكتاب جاء رداً على كتاب اسمه التحفة الاثنى عشرية مؤلفه للاسف من اتباع الهوى، هوى العصبية، هوى الطائفية، هوى القبلية، هذا عبد العزيز الدهلوي وهذا بكتابه التحفة الاثنى عشرية منكر جملة من الحقائق وانكر بعض النصوص الدالة على امامة اميرالمؤمنين، من الذي تصدى له لأن هذا يضلل الافكار، يقرأ الناس ويتصورون انه يكتب حقاً فرد عليه السيد حامد حسين الهندي رحمة الله عليه في تأليف هذا الكتاب، موسوعة مثل موسوعة الكافي، مثل موسوعة البحار، هذا الكتاب هو ابواب، افرد لكل حديث باباً خاصاً مدعم بأدلة واضحة وخاصة من كتب الجمهور وليس من كتبنا، مثلاً الطائر المشوي، الطائر المشوي الراوي الاول هو انس بن مالك بواب النبي ويقول ثلاث مرات اسمع النبي يدعو ولم يأكل: "اللهم أتني بأحب خلقك عندك واقربهم لديك ليأكل معي"ثلاث مرات وكل مرة يأتي الامام علي وانا امنعه، في المرة الثالثة دخل ولما سألني النبي قلت: انا اسمع دعاءك ولكن انتظر واحداً آخر، النبي شعر بالاسف ثم قال له: اما قرأت قوله تعالى "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ" الله عزوجل يعرف من الذي يستحق، حديث الطائر المشوي مجلد كامل، حديث الثقلين: "اني مخلف، اني تارك، اني اني في عدة صيغ، كتاب الله وعترتي" قسم رفعوا عترتي او مثلاً هذا كتاب خاص او واقعة الغدير، يوم الغدير ايضاً مؤلف كامل من مصادر الجماعة او حديث: ان علياً مني بمنزلة هارون من موسى هذا ايضاً كتاب خاص او حديث انا مدينة العلم وعلي بابها ايضاً مجلد خاص او مثلاً قول النبي صلى الله عليه وآله: "علي والقرآن كهاتين"واشار بأصبعيه، نعم السبابة والوسطى، يقول والكلام انقله عن السيد الامين العاملي من كتابه الاعيان يقول: لقد اطلعنا على هذه الموسوعة العبقات وقرأنا نبذاً منه فوجدنا في هذا الكتاب مادة غزيرة وبحراً طانياً ويقول السيد الامين رحمه الله: وعلمت ايضاً ان لهذا العالم الكبير مؤلفات مهمة حبذا لو ينبري احد لطبعها وترجمتها الى العربية، طبعاً انا انبه ان هذا الكتاب العبقات لأهميته طبع عدة مرات لكن في قم المقدسة لخص هذا الكتاب بعدة اشكال، مرة لخص وسمي بخلاصة العبقات وقام كاتب اخر بترجمته وتلخيصه بشكل اجمل واسماه نفحات الازهار في تلخيص كتاب عبقات الانوار وكانت مكتبة كبيرة تضم الاف النسخ من هذا الكتاب في بلدة صغيرة في الهند لكن بالصدفة في هذه النزاعات الطائفية في العشرة الاولى من المحرم هجموا بعد ان قتلوا عدداً من الشيعة هجموا على تلك المكتبة واحرقت تلك النسخ، هذه نبذة عن هذا العالم الجليل السيد حامد حسين الهندي صاحب العبقات وقلت مرة الانسان يوفق بماله ومرة يوفق بولده ومرة يوفق بقلمه، مرة يوفق بشعره ومرة يوفق بكل هذه، هذا الرجل وفق بهذا الكتاب واصبح مخلداً مدى الدهر. في النجف الاشرف انا التقيت بولده قبل اربعين عاماً كان زار النجف ونزل عند المرحوم آية الشيخ محمد رضا المظفر وانا كنت يومها اقرأ عنده في مجلسه الاسبوعي لاحظت كبار مراجع النجف الاشرف ووجهاء البلد يتوافدون لزيارته فكان يتحدث هناك عن كثير من انجازات المرحوم والده، في ذلك اليوم لم تكن هذه المسجلات رائجة وفاتنا الكثير مما نقله ولده وياليت كنا دونا ذلك ولكن والحمد لله الرجل هو حي وخالد على صفحات هذا الكتاب.
توفي السيد حامد حسين الهندي رحمه الله عام 1306 هجرية في مدينة لكنه في بلاد الهند ودفن هناك في حسينية ظفر مآب، تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******