ورغم انتشاره في بعض الدول، يعتبر من الأمراض النادرة التي تصيب الأطفال بأعراض خطيرة أبرزها "إيماءات" متكررة بالرأس تصاحبها مجموعة خطيرة من الأعراض الأخرى، وفق تقرير نشرته شبكة "أن بي أر" نقلا عن مجلة "أندارك" العلمية.
وتوضح منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض "علة مدمرة تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 15 عاما، ولا شفاء منه ولا أسبابه معروفة".
وأكدت أن هذا المرض قد ينشأ في بعض الأوقات نتيجة "لاستهلاك الطعام أو بسبب برودة الطقس"، وقد يشهد الطفل حدوث نوبات صرع وتوقف عن التنفس، وفقدان للوعي، وبسبب تكرار هذا الأمر تتراجع وظائف الدماغ لدى بعض المصابين، ويصاحب ذلك سوء التغذية، وتأخر النمو في غالبية الحالات.
وحتى الآن لم يستطع العلماء تحديد أسباب هذا المرض العصبي "بشكل قاطع"، رغم أنه وصل لمعدلات وبائية خلال عامي 1997 و2012، إذ تدور التكهنات بأنه مرتبطة بدودة طفيلية، أو وجود علاقة له مع مرض آخر يعرف باسم "العمري النهري"، الذي ينتقل عن طريق الذباب الأسود، وهو الرأي الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية.
ويقول علماء لمجلة "اندارك" إن "عدم فهم أصول المرض يؤدي إلى تأخير إيجاد العلاج، وحتى المعرفة العلمية اللازمة لمكافحته في حال تحوله لوباء"، مشيرين إلى ضرورة دراسة "الأسباب المحتملة" المسببة لهذه المتلازمة، والتي يعتقد البعض أيضا أنها مرتبطة بالتغذية على "فطر سام".
وسكوت دويل، خبير متخصص في متلازمة "الإيماء بالرأس" يشير إلى أن "العمى النهري" لا علاقة له عادة بالتسبب بـ"نوبات صرع"، كما لا تظهر مؤشرات على وجود عدوى طفيلية في السائل النخاعي، فيما قد تظهر مؤشرات على وجود عدوى نشطة تؤثر على الدماغ.
و"العمى النهري" أو "داء كلابية الذنب" هو المسبب الرئيسي الثاني للعمى في العالم، وهو ناتج عن "طفيل كلابية الذنب المتلوية" وينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة من أحد أنواع الذباب الأسود، المنتشر في المناطق النهرية بحسب منظمة الصحة العالمية.
وليس من الواضح متى عرف العلماء متلازمة الإيماء لأول مرة، إذ يقول باحثون إنه تم اكتشافها في تنزانيا في الستينييات، ويقول آخرون إن أول ظهوره يعود إلى المكسيك في الثلاثينيات، إذ يربطونه بشكل كبير مع ظهور "العمى النهري" في تلك الفترة.
وحتى الآن لم يجد العلماء علاجا لمتلازمة الإيماء بالرأس، ولكن تستخدم مضادات الصرع في التخفيف من حدة النوبات لدى الأطفال.
وتوضح منظمة الصحة العالمية أنه حتى هذه العلاجات "مشكوك" في تأثيرها، فيما تنصح باستخدام علاجات تساعد عند الإصابة بـ"العمى النهري"، إضافة إلى تقوية النظام الصحي ضمن المجتمعات في الدول التي تنتشر فيه الإصابات بهذا المرض.
وفينتوريا أكولو في الستينيات من عمرها تحدثت لمجلة "أندارك" العلمية عن معاناة أبنائها من الإصابة بمتلازمة "الإيماء بالرأس".
وقالت "لا أعرف ما الذي يتعالجون منه. لقد كانوا يتعاطون الأدوية. لكن وضعهم الصحي استمر في التدهور على مدار العام. عندما يذهب المرء إلى المستشفى أو يحصل على الدواء فإن الهدف هو رؤية التغيير لكن معنا لا أرى أي شيء".
وبات السكان في أوغندا يعتبرون هذا المرض العضال قضاء وقدرا، أو أنه قد يكون من التأثيرات الجانبية للحرب الأهلية في شمال أوغندا، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.