الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن شهداء الصادقين وابطال الصادقين لسان اهل البيت والمحدث عنهم المرحوم المجاهد الشهيد الشيخ ابو الفضل الهندي ابن الشيخ خضر الهندي رحمة الله عليه، هذا الرجل من علماء ومجاهدي القرن العاشر الهجري يعني قبل حوالي خمسمئة سنة وهو من مشاهير، فقهاء وعلماء الامامية في القارة الهندية واذا ما وضعنا هذا الحديث للرسول صلى الله عليه واله" يا علي لأن ليهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس والقمر" فأذا ما وضعنا هذه القاعدة نصب اعيننا نعلم ما لهذا العالم الجليل من الثواب عند الله لأنه استطاع انقاذ منطقة او بلد بكامله، الهند، القارة الهندية واسعة والذي نقل اليها الاسلام نقل اليها فكر اهل البيت اناس معدودين، هم البناة وهم الين وضعوا اس هذا التفكير او هذا التوجه هناك وطبعاً دفعوا تضحيات، دمروا، قتلوا، اولادهم دمروا، تراثهم دمر ولكن في المقابل احيوا مبادئ واحيوا قيم، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يزيد اجرهم، عدد غفير من المسلمين استبصروا الامور والحقائق واستناروا بنور آل النبي وبنيهم على يد هذا العالم الشهيد، انها سعادة كبرى يعني نادر من الاشخاص يظفر بعاقبة كهذه العاقبة.
طيب الشيخ ابو الفضل الهندي رحمه الله هو من مواليد الهند لكن يقال ان ابوه الشيخ خضر رحل من بلاد العرب، من العراق رحل الى الهند لأن الشيخ خضر عالم من العلماء ولكن انتقل الى هناك على شكل تاجر، الشيخ ابو الفضل الهندي من مواليد 957 هجرية وطبعاً نشأ في عائلة كانت ثرية واخذ العلم من ابيه الشيخ خضر مبدئياً ثم التحق بالحوزات العلمية واصبح مشعلاً من مشاعل العلم في الفقه، في الاصول، في الحديث، في الكلام وكان موفقاً يناور، يباهل، يعمل على وحدة المسلمين ونشر روح التآخي بينهم واصبح سلطان، لأن صار له عنوان مثل المرجع الاعلى بحيث ملوك الهند، السلاطين، الشخصيات، المعاصرين له كانوا يحترمونه احتراماً خاصاً ويزوروه ويقدمون له الهدايا وهو يقدم لهم النصائح والتذكير وكثيراً ما استطاع ثنيهم عن بعض الاجراءات التي ربما هي خطر على المجتمع، مجلة الحقائق الهندية الصادرة عام 1353 هجرية، كانت نسخ منها عند المرحوم استاذنا الشيخ محمد علي اليعقوبي، واقعاً كانت مجلة عجيبة، قديمة يعني من النوادر. المرحوم الاميني رضوان الله تعالى عليه في كتابه شهداء الفضيلة كان يزور اليعقوبي ويأخذ من هذه مجلة الحقائق الهندية اشياء يستفيد منها، يذكر المرحوم الاميني عن مجلة الحقائق ينقل ان وزير السلطان الاعظم يعني رئيس الوزراء كان يتردد، كان مريداً على سماحة الشيخ ابو الفضل الهندي وهو كان يقول بأن الشيخ ابو الفضل الهندي احيا بغزارة علمه الاف الناس وهداهم الى الصراط المستقيم، هو هذا الوزير الاعظم خصص ليالي الجمعة كجلسة او مجلس اسبوعي منتدى يتحدث فيه الشيخ الهندي وكان يحضر في هذه الندوة العلماء من كل المذاهب والجميل في الامر ان الشيخ ابو الفضل الهندي لما كان يتحدث لا يتحدث كأنه عالم شيعي فقط لا، يتحدث عن كل المذاهب وكل الاديان وكل طرف، الوزير الهندي يقول كل طرف كان يشعر بأنه منهم، لما يتكلم عن المسيحية علماء المسيحية يقولون هذا مسيحي، ولما يتكلم عن البرهميين، لما يتكلم عن البوذيين، لما يتكلم عن اليهود وهكذا واما في داخل الفكر الاسلامي ايضاً كان ملم بأفكار مختلف المذاهب الاسلامية حتى لما كان يتحدث عن الصحاح كان بعض الشيعة يقول ان هذا غير شيعي، المصيبة هنا وجاءت بعض التهم هنا وهناك انه غير امامي لا، الشيخ ابو الفضل الهندي كانت من جملة دوراته التثقيفية جلسة خاصة بتفسير القرآن، عنده مؤلف خاص فقط بتفسير آية الكرسي وطبعاً يذكر المرحوم الاميني اعلا الله مقامه يقول هذا الكتاب رأيته، تفسير آية الكرسي للمرحوم الشيخ ابو الفضل الهندي هذا الشهيد يقول هذا الكتاب من نفائس الكتب وموجود مخطوط، خطي في خزائن مكتبة الامام الرضا عليه السلام ويذكر ان مؤلف هذا الكتاب يعني ماذا جرى له. كان المرحوم الشيخ ابو الفضل الهندي، ما هو سبب استشهاده؟ هذا العالم الجليل اصبح مرصوداً وكان هو يفسر القرآن على ضوء مدرسة اهل البيت لكن كان مخصص لهذه الجلسة وقت معين وطلاب معينين وهم من اتباع خط اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم فكان هو يفسر القرآن حسب فكرة اهل البيت وما ورد من اهل البيت لأن المتشابه في القرآن والاضطرابات الموجود بما يسميها البعض الناسخ او المنسوخ هذه المشاكل كلها لا وجود لها حينما نأخذ تفسير القرآن من اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم لذلك كان هو يحصر تفسيره للقرآن من خلال هذا الخط، يبدو ان عنصراً تسلل بين الطلاب وابلغ جماعة من النواصب والمناهضين لنشر فكر اهل البيت بأن هذا خطر على المسلمين وهذا ينشر التشيع وراحت المعلومات، الوشايات الى سلطان ذلك الوقت لكن السلطان لن يبني او يرتب اثراً على هذا لكن ما يسمى بالمختار، مختار المحلة او عمدة البلدة كان ناصبياً عنيداً فكان المرحوم الشيخ ابو الفضل الهندي خرج من صلاة العشاء باغتوه وقطعوا رأسه وهذه مدرسة قطع الرؤوس يعني لما نرجع، الان في العراق اصبح رائجاً من افعال هؤلاء القاعدة والنواصب والتكفيريين لكن لما نرجع الى الوراء نرى هذه مدرسة هي بدأها معاوية او قبل معاوية واستمرت بحيث لم يكتفوا بقطع رأس هذا العالم الجليل وانما قطعوا جسده ومثلوا بجسده، يا سبحان الله صارت هذه فتنة واندلعت المشاكل بين جماعة المختار وبين السلطان وكما قيل "بشر القاتل بالقتل" واذا هذا المختار بعد ايام قتل شر قتلة والحق بنار جهنم، على اي حال الشيخ ابو الفضل الهندي يأتي هذا الشهيد على رأس شهداء خط اهل البيت، استشهد عام 1011 هجرية ولن يعرف له قبر، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******