البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 12 من سورة الحاقة

السبت 24 أغسطس 2024 - 12:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1032

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين المصطفى محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين، والسلام عليكم مستمعينا الكرام، مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران ونرحب بكم أجمل ترحيب حيث نتابع معاً برنامج "نهج الحياة" وتفسير ميسر لسورة أخرى من القرآن العظيم وهي سورة الحاقة المباركة آملين أن ينال رضاكم.

محور حديث هذه السورة، أيها الكرام، هو يوم القيامة وخصائصها، وقد ذكر ثلاث أسماء ليوم القيامة في هذه السورة، هي: الحاقة والقارعة والواقعة.

وتتحدث الأجزاء الأخرى للسورة عن مصير الأقوام السابقة المشؤوم، وعن عظمة القرآن والنبي، وعن خصائص الجنة والنار ومن فيها.

بداية، إخوتنا الأكارم، نستمع وإياكم إلى تلاوة الآيات الخمس الأولى من سورة الحاقة المباركة..

بسم الله الرحمن الرحيم.. الْحَاقَّةُ{1} مَا الْحَاقَّةُ{2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ{3} كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ{4} فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ{5}

أيها الأفاضل، جاءت مفردة (الحاقة) من (حق) بمعنى الأمر الثابت والمحقق وهذه الكلمة هي أحد أسماء يوم القيامة، لأن القيامة واقعة حتمية وحقيقة ثابتة.

أما (القارعة) فمن القرع بمعنى الدق، وتعني أن العالم سيواجه حادثة قارعة تدقه وتهزه في يوم القيامة.

ومن إشارات الآيات هو أنه يلزم إيجاد نوع من الشوق والرغبة للتحفيز على الإستماع للمسائل المهمة، والهدف من تكرار كلمة (الحاقة) وتوجيه الخطاب إلى شخص النبي الأكرم (ص) هو إثارة هذه الرغبة.

ومن تعاليم هذه الآيات المبينات يمكن الإشارة إلى أن التكذيب مقدمة للطغيان والطغيان سبب للهلاك، كما أن الأفعال والصفات هي المعيار لإستقبال الخير والشر.

أما الآن، إخوتنا الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين إلى تلاوة الآيات السادسة حتى الثامنة من سورة الحاقة المباركة..

وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ{6} سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ{7} فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ{8}

أيها الأحبة، كلمة (صرصر) بمعنى الرياح الباردة والقاسية، و(عاتية) من العتو بمعنى الطغيان؛ وأما (حسوم) جمع (حاسم) وهو يعني القيام بعمل بصورة متكررة ومتتالية حتى ينقطع ويفني بشكل نهائي.

ومما نستهلمه من معين هذه الآيات الشريفة أولاً: يقدر الله تعالى أن ينزل أي نوع من العذاب ما شاء. أهلك قوم ثمود بالصاعقة وقوم عاد بالرياح الباردة.

ثانياً: يتحكم الله عزوجل بآثار الظواهر الطبيعية، فتارة تكون سبباً في حركة السفن والسحب وإنزال المطر وتارة تكون وسيلة للهلاك.

وثالثاً: قد ينزل العذاب الإلهي مرة واحدة وقد ينزل على دفعات.

أما الآن، إخوة الإيمان، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيات التاسعة حتى الثانية عشرة من سورة الحاقة المباركة..

وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ{9} فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً{10} إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ{11} لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ{12}

(المؤتفكات) أيها الأعزة، هي جمع (مؤتفكة) من الإئتفاك بمعنى القلب رأساً على عقب؛ والمقصود بها المناطق التي سكنها قوم لوط. و(رابية) من (ربا) بمعنى الرشد والزيادة، والعذاب الرابي هو العذاب القاسي. وأما كلمة (تعيها) فمن وعى بمعنى الفهم والحفظ والتقبل.

ونُقلت عن طريق المفسرين من الفريقين، روايات فُسّرت على أساسها عبارة (الأذن الواعية) بأمير المؤمنين الإمام علي (ع).

ومما تعلمه إيانا هذه الآيات الكريمة أولاً: يوجد عقاب دنيوي يترتب على مخالفة الأنبياء.

ثانياً: يلطف الله تعالى بمجموعة معينة حين العذاب.

ثالثاً: يجب أن نعتبر من الأحداث القاسية.

رابعاً: يُعتبر حفظ التاريخ والآثار والكلمات، ميزة لمن نالها.

وخامساً: يكون للإستماع قيمة إذا ما صاحبه فهم وحفظ.

إلى هنا، إخوتنا المستمعين الأفاضل، وصلنا وإياكم إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" شكراً لحسن استماعكم وطيب متابعتكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة