البث المباشر

تفسير موجز للآيات 16 الى 21 من سورة الملك

السبت 24 أغسطس 2024 - 12:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1027

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين على نعمائه سيما نعمة الهداية والإيمان ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. أحباءنا المستمعين في كل مكان سلام من الله عليكم ورحمة منه تعالى وبركات.. تحية مباركة طيبة لحضراتكم وأنتم برفقتنا وبرنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنواصل في حلقتنا هذه بإذن الله تفسير آيات سورة الملك نشرعها بالإستماع إلى الآيتين السادسة عشرة والسابعة عشرة من هذه السورة المباركة على بركة الله..

أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ{16} أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ{17}

مضمون هاتين الآيتين، أيها الكرام، شبيه بالآية الخامسة والستين من سورة الأنعام إذ تقول (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم).

وكلمة (حاصب) بمعنى الرياح الشديدة التي تحمل معها حصى.

وتشير الآيتين إلى أن احتمال التغيير والتبديل في الوجود، ينجي الإنسان من الغرور ومن الإتكال على الدنيا.

ومما نستقيه من هاتين الآيتين الكريمتين أولاً: لا يقتصر عذاب الله وعقابه على يوم القيامة فقط.

ثانياً: السماء هي مركز القيادة والتدبير الإلهي كما هي مركز للمؤتمرين المطيعين الذين يأتمرون بأمر الله.

ثالثاً: يخضع النظام الحاكم على الطبيعة لإرادة الله ويمكن أن يتغيّر في أي لحظة.

ورابعاً: يجب أن نأخذ التهديدات الإلهية على محمل الجد.

أما الآن، أيها الأفاضل، ندعوكم للإستماع الى تلاوة مرتلة للآيتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة من سورة الملك المباركة..

وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ{18} أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ{19}

تشير الآية التاسعة عشرة، أعزاءنا الكرام، إلى أن الخصائص التي تتصف بها الطيور دليل على قدرة الله تعالى وعظمته، فهي تتحرك ضمن جماعات منظمة وتطوي مسافات طويلة خلال الفصول الأربعة، تحط وتطير بشكل مستمر ولا يقيدها مكان، ولكن عند طيرانها وعدم تصادم بعضها ببعضها الآخر أو سقوطها هو رحمة من الله عزوجل.

وجاءت كلمة (صافات) بصورة إسم فاعل، أي أن الطيور تطير بجناحين مفتوحين؛ ولكن كلمة (يقبضهن) جاءت بصورة فعل؛ لأن الطيور تضم جناحيها أحياناً.

ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان الشريفتان أولاً: يواسي الله تعالى نبيه في تكذيب الناس له.

ثانياً: تاريخ السابقين فيه هدىً للاحقين.

ثالثاً: لا تجعلوا شيئاً شريكاً لله سبحانه وتعالى.

ورابعاً: النعم الإلهية مبنية على الرحمة.

أما الآن، إخوتنا الأكارم، نصغي معاً خاشعين الى تلاوة الآيتين العشرين والحادية والعشرين من سورة الملك المباركة..

أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ{20} أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ{21}

أيها الأفاضل، تحدثت الآيات السابقة عن قدرة الله في السماء والأرض، يستطيع الله أن يأمر الأرض بخسف الكفار، ويستطيع أن يبقي على الطيور في الهواء.. وتبين هاتان الآيتان للإنسان عجزه وضعفه وتتساءل على أي جيش وعلى أي محام يعتمد الإنسان في معاندته وتحديه الله سبحانه؛ والظاهر أن المشركين كانوا يستشعرون القوة من الأصنام.

أما كلمة (غَرور) بمعنى المخادع و(غُرور) بمعنى الخداع.

كما أشارت الآيتان إلى أسباب شقاء الإنسان، وهي: الغرور والعناد والعتو والنفور. فالعتو هو الإستكبار وتجاوز الحق، والنفور هو إظهار التنفر والفرار من الحق. كما أن العناد هو أرضية ممهدة للعتو والطغيان؛ والعتو ممهد للنفور والإبتعاد عن الحق.

ومما نتعلمه من هاتين الآيتين المباركتين أولاً: يجب أن يُنبَّه الشخص المغرور إلى ضعفه وعجزه.

ثانياً: إمتلاك القوة والجيش هو من أسباب الغرور.

ثالثاً: يصاب الكافرون بالعجب والغرور لإتكالهم على القوة الفارغة.

ورابعاً: إحدى طرق تقدير النعم الإلهية هي الإعتقاد أنها يمكن أن تقطع حسب قوله عز من قائل (إن أمسك رزقه).

أيها الإخوة والأخوات، بهذا وصلنا وإياكم إلى ختام حلقة أخرى من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" فحتى الملتقى في الحلقة القادمة تقبلوا تحيات إخوتكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة