البث المباشر

الشهيد مرتضى المطهري

الإثنين 25 فبراير 2019 - 09:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 498

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن منائر الصادقين وشموعهم شهيد الثورة الاسلامية المجاهد الكبير والخطيب الشهير والكاتب النحرير الشيخ مرتضى المطهري اعلا الله مقامه وكان ينبغي علي ان اتحدث عن هذا العالم والشهيد من اوائل ما تحدثت في هذا البرنامج لكنني كنت اشعر بأنني ربما لااؤدي الحديث الذي يتناسب ومقام هذاالشهيد المعظم، الشيخ مرتضى المطهري اعلا الله مقامه هو طبعاً من مواليد ايران عام 1922 ميلادية وولد في اسرة علمية، ابوه من علماء البلاد في مدينة خراسان بمدينة تسمى بفريمان قريبة من مشهد المقدسة وهو مبدئياً مبادئ العلوم تلقاها على يدي والده ثم ارتاد المدارس الحديثة الرسمية وبعد دخوله العقد الثاني من عمره انتقل الى مدينة مشهد المقدسة وبقي في حوزتها العلمية لمدة سنوات وهو يدرس الفقه والاصول والمنطق والفلسفة الاسلامية، بعد خمس سنوات تحول الى مدينة قم المقدسة وانضم الى الحوزة العلمية واصبح يتدرج في مراحل العلوم والمعرفة وصار من تلامذة المرحوم السيد محمد تقي الخونساري والسيد محمد الحجة وكان لمدة خمسة عشر سنة متتالية هو عضو بارز في مجلس الاستفتاء للمرحوم السيد البروجردي اعلا الله مقامه، في وسط هذا كان ملازماً ايضاً لدروس الامام الخميني رضوان الله عليه خصوصاً درس الفلسفة والعرفان اضافة الى ذلك كان ملازماً لدروس المرحوم الطباطبائي صاحب تفسير الميزان وكان يعتبر من خيرة تلاميذ المرحوم الطباطبائي ايضاً.
الشهيد الشيخ مرتضى المطهري بأستعداده وخلاقيته وبعد نظراته ونظرياته كان معروفاً يعني يشهد له القريب والبعيد وكانوا ينظروا له في الحوزة بقم بأنه من الشخصيات العلمية الشاخصة وكان يشترك في ندوات فكرية ومنتديات للنقاش مع الماديين، مع الماركسيين، مع اصحاب الفكر الواردة والوافدة وتحدى افكارهم بصرامة وبصراحة وانتدب بعد ذلك ليشغل منصب الاستاذ المحاضر في سبهسالار بطهران واصبح بعد ذلك عميداً بكلية المعقول بجامعة طهران او ما تعرف بدانشكاه الاهيات، كلية الالهيات مع كل هذا فهو خطيب ربما يتفرد بأسلوبه ومحاضر لسن ولبق ومقتدر.
لما انطلقت الشرارة الاولى لثورة الامام الراحل انضم هو مع مجموعة من علماء طهران الى حركة السيد الامام رضوان الله عليه فاودع السجن مع مجموعة من ائمة المساجد والعلماء كالطالقاني، كالشيخ مهدوي كني وامثال هؤلاء، بعد اربعين يوماً اطلق سراحه لكن بعد اعتقال السيد الامام رضوان الله عليه ونفيه الى تركيا دخل المواجهة من جديد من خلال خطبه، من خلال محاضراته، من خلال منشوراته ولم يقتصر هو يعني الملاحظ انه كان هو يحاضر كان يتكلم عن اوضاع المسلمين بصورة عامة وليس فقط في ايران، احوال العالم الاسلامي، في فلسطين وغيرها من الاماكن الاخرى حتى اعتقل في منتصف الستينيات وايضاً بعد فترة اخلي سبيله ولما عاود الخطب والمحاضرات وتدوين الكتب سجن للمرة الثالثة وبقي هذه المرة الثالثة سجيناً في سجن انفرادي ثم نتيجة الضغوط الشعبية على الطاغوت وعلى نظامه افرج عنه الشيخ المطهري بشرط ان لايمارس اي نشاط سياسي وان يمتنع عن المحاضرات والمنبر وغيرها، في هذه الاثناء او في هذا الخضم صلاته واتصالاته بالسيد الامام لم تنقطع سواء السيد الامام كان في تركيا او النجف الاشرف وكان عبر الطرق الخاصة يراسل السيد الامام وبعد استشهاد السيد مصطفى الخميني رضوان الله تعالى عليه نجل الامام الراحل وكان طبعاً المتهم بأستشهاده هو نظام الساواك فأقيم مجلس فاتح ضخم مهيب في طهران في مسجد ارك، و هو الشيخ المطهري ارتقى المنبر وواقعاً كان فارس الموقف انذاك، خطب خطبة نارية يعني الهب المشاعر وعبء الهمم وبعد وصول الامام الخميني رضوان الله عليه الى باريس اصبح هو احد اقطاب الثورة الذين اعتمدهم الامام داخل ايران، وفي عام 1978 وقبيل انتصار الثورة سافر الى باريس والتقى الامام الخميني رضوان الله عليه هناك وتم تعيينه في المجلس الثوري وعاد الى طهران وبعد ايام انتصرت الثورة الاسلامية بحمد الله ووصل الامام الى طهران ظافراً وكان هو ضمن مقدمة مستقبلي الامام مع مجموعة كبيرة من العلماء ولكن هو الذي القى بنفسه بيان الترحيب بالامام في مطار طهران، في تلك التطورات الدقيقة هو كان ذراعاً ناشطاً وطهيراً مهماً للامام رضوان الله عليه، انا اكتفي بهذا اما جهوده وعطاءه على صعيد القلم، واقعاً تآليفه لها دورها المماثل لجهاده وخطبه، اولاً اشتهر بسلاسة قلمه وعمق تفكيره وله العديد من المؤلفات ولو لم تكن له في مؤلفاته الا ملحمة الطف او ملحمة الثورة الحسينية لكفاه فخراً، اكثر من خمسين مؤلفاً في مختلف العلوم الحديثة والقديمة وبعضها ترجم الى لغات اجنبية، انا ذهبت الى اوربا وجدتها مترجمة بالفرنسية وبالانجليزية، ذهبت الى الهند وباكستان وجدتها مترجمة باللغة الهندية، في ماليزيا، في سنغافورة على كل ادت هذه الى تطوير افكار الكثير من الشباب، طبعاً هو بسبب افكاره ونظرياته الاصلاحية تعرض الى حالات احتقان لدى ذوي التفكير المتحجر والمتخلفين ونالهم منه ما نله من تهم وافتراءات شأنه شأن المصلحين الكبار، كالاسد ابادي، كالسيد الامين العاملي، كاشف الغطاء وغيره.
في وسط هذه الحركة الواسعة للمرحوم المطهري في كل الاصعدة اصبح مستهدفاً لأعداء الثورة وطبعاً لن تستطع ايديهم الاثيمة الغادرة للوصول للسيد الامام فقرروا تصفية اقرب الناس اليه، اما يصفوه جسدياً او يصفون شخصيته، هذا شيء لايجهله فاهم وذو وعي ناضج، معاوية لن يكن عنده خلاف شخصي مع الامام علي لكن اراد شن الحرب على القران وعلى رسول الله حينما شن الحرب على الامام علي بن ابي طالب لأنه يعرف موقع الامام علي من النبي ويعرف ان الامام علي هو القرآن الناطق، فما عنده معاوية خلاف شخصي مع الامام علي لكن في الواقع حارب النبي والقران بحربه للامام علي بن ابي طالب، آذى الله ورسوله بايذائه علياً كذلك بالنسبة الى الامام الخميني هؤلاء الغدرة، هذه الايدي الاثيمة لن تستطع الوصول الى السيد الامام فعمدت الى تصفية من هم نشطاء في مشروعه وفي قضيته فأغتالوا الشهيد البهشتي والشهيد المطهري وامثالهم دفعة واحدة، في تفجير واحد، ثلاثة وسبعين شخصية فأغتالوا اول من اغتالوا بعد انتصار الثورة هذا الشهيد المعظم الشيخ مرتضى المطهري، الامام الخميني عبر عنه بأنه قطعة منه وكان لفقده ابلغ الاثر في نفوس الجيل الجديد من الشباب ووري الثرى في حرم السيدة المعصومة بقم المقدسة، تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة