البث المباشر

الحسين بن الحجاج النيلي البغدادي

الإثنين 25 فبراير 2019 - 09:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 492

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن شموع الصادقين ولامعيهم مولانا الحسين بن الحجاج النيلي البغدادي رضوان الله تعالى عليه وانا اتقرب الى الله سبحانه وتعالى في الحديث عن هذا الشاعر وهذا الغريب المهجر يعني اعتبر الحديث عنه هو جزء من الاعمال التي تقربنا الى الله زلفا وهكذا الاخوة المستمعين والاخوات المستمعات.
الحسين بن الحجاج النيلي البغدادي هو اساساً من منطقة تعرف اليوم بمشروع المسيب بين الحلة وبغداد وفي عالم الادب والادباء كانوا يضعوه في مستوى يضاهي امرؤ القيس، هكذا وزنه الادبي طبعاً الحسين بن الحجاج عاصر الشريفين المرتضى والرضي، الشريف الرضي هو الذي جهزه، تعلم منهما لانه كان ملازماً والذي يلازم الشريف الرضي والمرتضى اسبوع يخرج بنتيجة فكيف اذا سنوات فلمع في عالم الادب وفي عالم الكتابة مثلاً الشريف الرضي اعلا الله مقامه جمع شعره وسماه الحسن من شعر الحسين، اترك الحديث عن الكثير من شعره لكن افخر قصيدة وهي في الواقع هذه القصيدة تكفيه زاداً له في الاخرة، الله اكبر ما هي هذه القصيدة التي هي افخر قصيدة وهي زاده في الآخرة، قالها في مولا الموالي امير المؤمنين، نظم القصيدة والقصيدة طويلة لكن انا اقرأ مقطع ويا ليت ان الكثير من شبابنا يحفظوا هذا المقطع، كأنه زار امير المؤمنين وذاك اليوم كانت قبة امير المؤمنين لونها ابيض، عضد الدولة البويهي ذهب القبة قبل مئتي سنة لا اكثر لكن ذلك الوقت القبة كان بانيها داوود العباسي وكان لونها ابيض فلما جاء يزور قبر امير المؤمنين ابتهج لانه بعد مئة وثلاثين سنة من ان قبر امير المؤمنين مخفي ومعتم، قبور اهل البيت مهدمة رأى ذلك المبنى وتلك القبة العالية استأنس وظهر الاستئناس على مشاعره وانطلق بخاطرة جميلة وهو يرتجل، القصيدة هذه انا اقرأ مقطع منها:

يا صاحب القبة البيضا على النجف

من زار قبرك واستشفا لديك شفي

زوروا ابا الحسن الهادي لعلكمو

تحظون بالاجر والاقبال والشرف

زوروا لمن يسمع النجوى لديه و

من يزوره بالقبر ملهوفاً لديه كفي

وقل سلام من الله السلام على

اهل السلام واهل العلم والشرف

يعني يشير الى سكان النجف الاشرف، رجال العلم، العلماء، المؤمنين، الاولياء:

وقل سلام من الله السلام على

اهل السلام واهل العلم والشرف

اني اتيتك يا مولاي من بلدي

مستمسكاً بحبال الحق بالطرف

راج بأنك يا مولاي تشفع لي

وتسقني من رحيق شافي اللهف

لانك العروة الوثقى فمن علقت

به يداه فلن يشقى ولن يخف

وانك الاية الكبرى التي ظهرت

للعارفين بأنواع من الطرف

طبعاً لما يقول انك العروة الوثقى او يقول وانك الاية الكبرى هذا يأخذه من "دعاء الافتتاح" وصلي على علي امير المؤمنين الى وآيَةَ الْكُبْرَى والنَّبَإِ الْعَظِيمِ هناك حديث يرويه الخطيب البغدادي وابن ابي الحديد، الحديث لرسول الله صلى الله عليه واله من اواخر ما تحدث به «سيلي اموركم بعدي اناس يحدثون البدعة، يعرفونكم ما تنكرون» يعني المنكر يعملوه معروفاً وهو جحود الامامة، اي منكر اكبر من هذا، فيقول الحديث «فعليكم بالعروة الوثقى والاية الكبرى علي بن ابي طالب» لا تتركوا الامام علي لان هو امتداد النبوة «واذا تركتموه فقدتم روح الاسلام» ومضمون الاسلام الحقيقي، ويبقى اسلام بالصورة، طيب نحن وهذا الشاعر يقول لانك العروة الوثقى وانك الاية الكبرى وآخر شيء ماذا يقول:

بحب حيدرة الكرار مفتخري

به شرفت وهذا نتهى شرفي

فعلاً ما بعد هذا شرف، هنيئاً لك، طيب هذا الحسين بن الحجاج النيلي يذكر له قضية لطيفة صاحب كتاب الانوار المضيئة يقول محمد بن قارون، وكان شاعراً وكان من اهل الصلاح لكن ما كان يشتهي الحسين بن الحجاج لكن لوحظ فجأة صار متفاني في حب الحسين بن الحجاج النيلي فسأله الناس عن هذه النقلة، مالذي صار وانت تحولت؟ قال في الواقع رؤيا رأيتها كانت وراء هذا التحول، ما هي هذه الرؤيا؟ يقول ليلة من الليالي رأيت في المنام واعتبر هذا المنام يعني من المنامات الصادقة، يقول رأيت في المنام كأني في حرم الامام ابي عبد الله الحسين، اللهم ارزقنا زيارة الحسين، كأني في حرم ابي عبد الله الحسين والحرم يعج بالناس والزوار ورأيت مولاتي فاطمة جالسة امام الضريح، ضريح ولدها الحسين وامامها الامام الصادق يقول في المنام واذا الحسين بن الحجاج النيلي مر فأنا قلت لا احب هذا فقالت الزهراء سلام الله عليها لا، احبوه فأن من لايحبه ليس من شيعتنا، سبحان الله، انا اعتقد ان هذه كلها لربما كانت جزاء مواقفه الادبية في الدفاع عن اهل البيت ثم ما صب عليه، هذا كان بأمكانه ان يستخدم شاعريته ويمدح الطغاة ويعطوه الاكياس المليئة بالذهب لكن هذا الرجل عشرين سنة مختفي واهله لايعلمون به بسبب انه كان يأبى ان يتملق وينظم في مدح الطواغيت والجيف انما حبس نفسه وكل ما يمتلك من طاقات في خدمة ونصرة اهل البيت سلام الله عليهم، عشرين سنة هذا مختفي هنا وهناك وفي الادغال وكان ينظم الكثير من الشعر في اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.
هذا الشاعر الحسين بن الحجاج النيلي طبعاً هو من شعراء القرن الرابع الهجري، استشهد او توفي عام 391 ولما مات وجدوه اوصى بدفنه عند رجلي الامام الكاظم، هو مدفون هناك عند الخاجة نصير الدين الطوسي بجوار الامام موسى بن جعفر وكاتب في الوصية يطلب ممن يقوم بتجهيزه يعني الشريف الرضي تولى تجهيزه، ان يكتبوا على قبره «وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ» يعني كما ان كلب اهل الكهف نجا بأتباعه لأهل الكهف انا انجو بأتباعي لأهل البيت، هؤلاء شموع الصادقين، مفاخر الصادقين وطبعاً حتى الشافعي ينسب له هذا البيت، هو ابيات لكن منها هذا:

فاز كلب بحب اصحاب كهف

كيف اشقى بحب ال النبي

ورثاه ايضاً الشريف الرضي بقصيدة رائعة انشدها ارتجالاً بعد ما دفنوه في حرم الامام موسى بن جعفر وكتبوا هذه الاية على قبره، ارتجل الشريف الرضي قصيدة في رثاءه، طبعاً القصيدة طويلة والبرنامج لم يتبقى منه الا دقائق، يقول مثلاً:

نعوه على حسن ظني به

فلله ماذا نعى الناعيان

رضيع ولاء له شعبة من

القلب مثل رضيع اللبان

وما كنت احسب ان الزمان

يفل مضارب ذاك اللسان

ليبكي الزمان طويلاً عليك

فقد كنت خفة روح الزمان

انا احياناً على المنبر اتحدث خمسين دقيقة عن هذا الشاعر البطل الموالي لأهل البيت، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة