وقالت المتحدثة الإعلامية باسم نادي الأسير أماني سراحنة إن الأسير خضر عدنان الذي اعتُقل في الخامس من فبراير/شباط الماضي، تعرض لعملية اغتيال ممنهجة من قبل أجهزة الاحتلال، وكان من الواضح من كافة التفاصيل التي مرت على مدار الفترة الماضية، أن الاحتلال الإسرائيلي كان لديه قرار باغتياله".
وأوضحت سراحنة أن "كل المستشفيات الإسرائيلية المدنية رفضت استقبال خضر عدنان حتى بعدما ساء وضعه الصحي، حيث احتجز الشهيد عدنان على مدار الفترة الماضية في زنزانة في (عيادة سجن الرملة)".
وأضافت: "على مدار إضراب الشيخ عدنان رفض الاحتلال السماح لعائلته بأن تزوره رغم ما وصل إليه من مرحلة بالغة الخطورة، وتمكنت زوجته من رؤيته فقط عبر شاشة الفيديو (كونفرنس) خلال جلسات المحاكم التي عقدت له، وآخر مرة كانت يوم الأحد الماضي، وقال الشيخ عدنان لزوجته من زنزانته حينها في سجن الرملة: "أنا بموت". بينما كانت تتابعه على الشاشة من محكمة معسكر (عوفر) المقامة على أراضي محافظة رام الله والبيرة، علماً أنّه أُغمي عليه أكثر من مرة خلال المحكمة".
والاسم الكامل للشهيد هو خضر عدنان محمد موسى، مواليد الرابع والعشرين من آذار/مارس 1978(44 عامًا) من بلدة عرابة قضاء جنين، متزوج وأب لتسعة أبناء، أصغرهم يبلغ من العمر سنة ونصف السنة وأكبرهم (14 عامًا) وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي وكان اعتقل 12 مرة في السجون الإسرائيلية.
وأمضى الشهيد ما مجموعه نحو ثماني سنوات، معظمها رهن الاعتقال الإداري وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية.
في عام 2005 خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة 12 يومًا، نتيجة وضعه في عزل سجن "كفار يونا"، ولم يوقف إضرابه إلا بعد أن رضخت إدارة السجن لمطلبه المتمثل بنقله إلى أقسام الأسرى العادية.
وفي عام 2015، شكل إضراب خضر عدنان عن الطعام لمدة 56 يومًا، بدأه في 8 مايو/ أيار 2015، ضغطًا على السلطات الإسرائيلية للإفراج عنه والتعهد بعدم اعتقاله إداريًا، وتم لاحقًا الإفراج عنه، إلا أنه تم معاودة اعتقاله، وخاض إضرابًا في عام 2018 لمدة 59 يومًا، قبل أن ينتزع حريته وفي عام 2021 خاض إضرابًا مماثلًا لـ 25 يومًا.
وخلال فترات اعتقاله، تعرض خضر عدنان لتحقيقات قاسية في عدة مراكز تحقيق "إسرائيلية" من أبرزها الجلمة وكان يتم عزله باستمرار ويتعرض للتعذيب.
وخلال فترات إضرابه عن الطعام كان كثيرًا ما يتلقى التهديدات بالقتل تارةً وبإجباره على التغذية القسرية تارةً أخرى، وكان ذلك حتى في آخر أيام إضرابه الأخير قبل أن يرحل شهيدًا.
وظل الشيخ عدنان يرفض الفحص الطبي وأخذ مدعمات طبية رغم كل الضغوط من إدارة السجن، متمسكاً بوقف إضرابه عن الطعام مقابل حريته.
وبارتقاء الشهيد خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 237 شهيداً منذ عام 1967.
ونشر نادي الأسير الفلسطيني وصية الشيخ خضر عدنان التي كتبها في اليوم الـ58 لإضرابه عن الطعام، أي في الثاني من إبريل/نيسان، من زنزانته في سجن الرملة. وجاء فيها:
"أما وقد اقتربت النفس من الشهادة فحق علينا أنّ نكتب وصيتنا. الحمد لله رب العالمين أنّ وفقني للإضراب عن الطعام للحرية (...) أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي من سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة، وصيتي هذه لأهلي وأبنائي وزوجتي وشعبي".
وتابع عدنان في وصيته: "إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي، وادفنوني قرب والدي، واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان، دعواتكم له ولوالديه والمسلمين بالرحمات واجعلوه قبراً بسيطاً، واطلبوا من الله لي المغفرة والرحمة".
وقال موجهاً حديثه لعائلته: "أم عبد الرحمن والأولاد معالي وبيسان وعبد الرحمن ومحمد وعلي وحمزة ومريم وعمر وزينب سامحوني، وإخوتي أبو عدنان وأبو أنس وأم نور وكل الأخوال والأعمام والأقارب سامحوني على أي تقصير في جنبكم وأنا أغادر هذه الحياة الدنيا، ولكن تأكدوا من أنني ما شُغلت عنكم بإذن الله إلا الواجب".
وختم بالقول: "يا شعبنا الأبيّ، أبعث لك هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا فيها وعد منه إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا؛ فمهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب. دعواتكم أن يتقبلني الله شهيداً مخلصاً لوجهه الكريم".