في المقابل، أكّدت القوات المسلّحة مواصلة رصدها لمحاولة هجوم قوات الدعم السريع على بعض المواقع، واتّهمت من سمّتهم "المتمردين" باتّباع سياسة الأرض المحروقة نتيجة فشلهم في الإستيلاء على السلطة.
وتتبادل الأطراف المتنازعة في السودان الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار، مع استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث رغم تحذيرات من الانزلاق إلى حرب كارثية، وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت منافسة قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى صراع في 15 نيسان/أبريل الماضي.
واستمر القتال بين الطرفين، على الرغم من سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار عبر تدخل وسطاء من بينهم الولايات المتحدة.
وأدّى القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن، إلى انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء المدينة في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية في الأغلب مستخدماً الطائرات المسيرة والمقاتلات.
"الأغذية العالمي" يحذر من أزمة إنسانية في شرق أفريقيا
وحذّر "برنامج الأغذية العالمي" أمس من أن العنف الدائر في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في كامل منطقة شرق أفريقيا، سيّما أن الصراع دفع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان وأثار تحذيرات من احتمال تفكك البلاد مما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل. كما دفع الصراع دولاً أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها، فيما تبدو احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع ضعيفة.
وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلاً و4599 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السودانية، السبت، ومن المرجح أن تكون الحصيلة الحقيقية أعلى من ذلك.
كذلك أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ نحو 6 آلاف شخص معظمهم نساء، فرّوا من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في إثر الاشتباكات، فيما تحدّث رئيس الوكالة الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أمس، عن وضع غير مسبوق في السودان.