وأشار إلى ذلك، الأكاديمي الايراني والعضو في هيئة التدريس بمدرسة "القرآن والعترة" الطلابية التابعة لجامعة طهران "هاني جيت جيان" في محاضرة له حول "معرفة تحديات المجتمع الإسلامي وسبل مواجهتها" في سلسلة ندوات التدبر في سورة "التوبة" المباركة.
وقال في معرض تفسيره للآية الكريمة "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"(التوبة / 73) أن هناك فرقاً بين القتال والجهاد.
واستطرد قائلاً: إن هناك فرقاً في المعنى بين الجهاد والقتال موضحاً أن القتال يعني المصارعة والمواجهة بقدر ما تستوقف المهاجم.
وتساءل جيت جيان هل القتال يعني القتل؟ مجيباً بـ لا قائلاً: إن القتال له درجات وأحياناً نقوم بما يوقف الطرف الآخر عن القتال كـ نوع من القتال.
وتطرق الأكاديمي المدرس في جامعة طهران قائلاً: إن الجهاد له معنى آخر أوسع من القتال وهو أساساً عمل ثقافي ومعرفي وقد يكون الجهاد بحاجة إلى قتال وقد لا يكون بحاجة.
وأشار الى أن القصد من الجهاد في الآية الـ73 من سورة "التوبة" المباركة هو جهاد الكفار وليس فقط مشركي مكة، مبيناً أنه يمكن أن يقف المرء ضد حكم الدين باسم الدين أو أن يفعل ذلك باسم اللادينية. لذلك فإن الكفار هم المشركون وبعض أهل الكتاب وحتى بعض المسلمين (المنافقين).
وأوضح أن عبارة "وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ" في الآية الكريمة لا تعني القسوة لأن النبي الأكرم (ص) هو رحمة للعالمين ورحمته تشمل الكفار والمشركين، مشيراً الى أن الآية الـ159 من سورة "آل عمران" المباركة تؤيد بأن سيدنا محمد (ص) أرسل رحمة بالناس جميعاً "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".