وقال بكين، ان ما يدور في السودان هو عبارة عن صراع بين الغرب والشرق، أكثر مما هو صراع بين السودانيين، وأستبعد تدخل الغرب والولايات المتحدة والناتو (حلف شمال الأطلسي)، في هذا الصراع بشكل مباشر، إلا أنهم سيعملون على إطالة أمد الحرب هناك من خلال دعم مجموعات مختلفة في البلاد.
واستبعد تدخل الولايات المتحدة وحلفائها بشكل مباشر في الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلا أنه من المحتمل قيامها بإرسال قوات خاصة بهدف دعم مجموعات مختلفة وتدريبها من أجل تصعيد الوضع في المنطقة.
وأضاف بكين أن الغرب يدعم قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بذريعة منع نزوح السودانيين إلى أوروبا، نظرا لسيطرتها على الحدود والمعابر الحدودية.
وتابع: "لا أتوقع دخول الولايات المتحدة والغرب والناتو إلى السودان بقواتهم العسكرية، إلا أنهم قد يقومون بإرسال قوات خاصة لدعم وتدريب بعض المجموعات، وتزويدها بالسلاح ودفعها إلى الاشتباك مع بعضها البعض، بدلا من التدخل عسكريا وبشكل مباشر في الصراع".
ولفت بكين إلى أن "لدى الولايات المتحدة والغرب أطماع في السودان، وهم يدعمون الصراع الدائر في البلاد بشكل واضح من أجل تحقيق أهدافهم".
وتوقع العسكري التركي السابق، اندلاع حرب كبيرة في السودان واستمرارها لأكثر من 4 أو 5 سنوات، وانقسام السودان إلى عدة أجزاء نتيجة هذه الحرب.
ولفت إلى أن "الغرب تدخل بما فيه الكفاية في السودان، بهدف استغلال موارده الطبيعية وأراضيه الزراعية الغنية، فضلا عن موقعه كونه بوابة الدخول إلى القارة الأفريقية".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب تقاسموا الموارد الطبيعية في السودان، بالتعاون مع عمر البشير (الرئيس السوداني السابق)، وهم ينهبون خيراتها منذ 30 عامًا".
ومنذ 15 نيسان/ أبريل الجاري، تدور اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، حيث يحاول كلا الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري، ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وقيادة قوات الدعم السريع، وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة.
وكان مقررا التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي لإنهاء الأزمة في السودان في الأول من أبريل الجاري، إضافة إلى التوقيع على الوثيقة الدستورية في 6 أبريل، وهذا ما لم يحصل بسبب خلافات في الرؤى بين قادة القوات المسلحة وقادة قوات الدعم السريع، فيما يتصل بتحديد جداول زمنية لدمج قوات الدعم السريع داخل الجيش.