الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن سعداء الصادقين وشهداء اهل البيت في واقعة كربلاء هو الشهيد السعيد الشاب هو عثمان بن الامام علي بن ابي طالب خليص ابي الفضل العباس وامه ام البنين، في الواقع هؤلاء اخوة ابي الفضل العباس، عبد الله وجعفر وعثمان لم يكتب عنهم بشكل كافي بأعتبار ان الحديث عن عميدهم واخيهم ابي الفضل العباس يلقي بظلاله على هؤلاء لكني في الواقع انا اخترت حلقة من هذه الحلقات من برنامج مع الصادقين ان اتكلم عن هذا الشهيد السعيد ابن العشرين عاماً الذي في دور فورة الغرائز وفي قمة استيلاء المشتهيات، في هذا السن عشرين سنة ضرب كل ذلك وتمرد على ذاته وتمرد على مشتهياته ليقف ناصراً مجاهداً ومدافعاً عن ابي عبد الله الحسين كأمام لا كأخ يعني لا عملاً بالقاعدة الجاهلية انصر اخاك ظالماً او مظلوماً لا، هذا لايوجد في ثقافة ومدرسة اهل البيت انما نصر اخاه لانه امام مفترض الطاعة، امام وجوده امتداد لوجود رسول الله ولذلك يدافع عنه ويقاتل دفاعاً عن الهدف وعن خط الرسالة والرسول، خط الامامة.
طبعاً هذا عثمان ابن الامام علي سلام الله عليه، انا اذكر مصدرين طبعاً المصادر قليلة في هذا الاطار، اذكر مصدرين، المصدر الاول وهو كتاب القرطبي، القرطبي عنده كتاب اسمه الاستيعاب في معرفة الاصحاب، لما يتكلم عن عثمان بن مضعون يقول وعلى هذا الاساس الامام علي بن ابي طالب نتيجة حبه وتعلقه بعثمان بن مضعون سمى ولده عثمان، الاول القرطبي والثاني ابو الفرج الاصفهاني، ابو الفرج الاصفهاني رجل مرواني الهوى وغير شيعي لما يتكلم عن عثمان بن الامام علي اخو ابي الفضل العباس يقول انه قال ان ابي كان يقول انما سميته بهذا تيمناً بأسم اخي عثمان بن مضعون، الامام علي كان يقول له اخي، هذا للتوضيح.
هذا البطل عثمان بن الامام علي بن ابي طالب طبعاً استشهد بعد اخيه عبد الله وقبل اخيه جعفر، الروايات تقول انه يوم العاشر من محرم الحسين عليه السلام جمع بني هاشم في خيمة وفيهم من لم يذب الشعر بذقنه يعني مثل القاسم او اصغر من القاسم، القاسم بن الامام الحسن، مثلاً علي الاكبر فالحسين جمعهم يتحدث اليهم وقد وضعوا عيونهم بعينيه يعني يصغوا له بالكامل فبينما هو يتحدث واذا يسمع صوت الشمر، الشمر واقف من بعيد يصيح اين بنو اختنا، يقصد العباس واخوانه الثلاث وهم عبد الله وجعفر وعثمان لان الشمر كلابي وام البنين كلابية وهو يقول اين بنو اختنا فلم يجيبوه الا ان الحسين بأبي هو وامي وقلنا ونقول ان سياسة اهل البيت، مدرسة اهل البيت مدرسة غير انطوائية وانزوائية، منفتحة وتصغي للاصوات الاخرى وللافكار الاخرى وتتعامل بأريحية ولا تتعامل بتزمت وكراهية، التفت الحسين اليهم قال لهم اجيبوه ولو كان فاسقاً فأنه من اخوالكم، طلعوا لكن الذي تحدث ابو الفضل العباس وسأله ماذا تريد؟
قال له: هذا كتاب من الامير عبيد الله بن زياد يأمرني ان اجعلك قائداً على هذا الجيش واترك اخاك الحسين فأنه مقتول لا محالة، ماذا كان جواب ابي الفضل واخوانه الى جنبه قال له يا شمر اتقرأ القران؟
قال: نعم.
قال: اما قرأت هذه الاية «وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» وانت تعلم ان يزيد ظالم، فاسق يلعب بالكلاب، بالقرود، شارب للخمر، كيف نقف الى جنبه، كيف نتعامل معه، ولكن يا شمر انا ادعوك ايضاً بالمقابل هلم وابني لك خيمة الى جنب خيمة اخي الحسين تحظى بالشهادة في الدنيا وبالسعادة في الاخرة، الوى عنان جواده لان هذا قلبه ميت، صار مادة، يريد فلوس، يريد منصب، الوى عنان جواده والعباس يصيح بصوت عال دعوتك الى الجنة ودعوتني الى النار فتختار النار على الجنة يعني هذا هو الانتكاسة، هذا هو الخسران، هو الفشل الذريع أين الشمر الان، أين قبره، أين ابن سعد، أين يزيد، مزابل لا يعرف احد عنها وهذا ابو الفضل العباس انظر الى قبته، هذا ابو عبد الله الحسين انظر الى مشهده، انظر الى زواره بالاضافة الى انه يمتلك مشاعر مليارد او اقل او اكثر من المسلمين، في الواقع القاعدة الاساسية والعاقبة هي للحق واهل الحق:
اجل تلك عقبى المتقين مأثر
من الحق لاتفنى ولا ينفني الدهر
فهذا عثمان بن ام البنين ابن امير المؤمنين وقلت هو الشهيد بعد اخيه عبد الله، دعاه ابو الفضل وهو يقول تقدموا حتى احتسبكم عند الله فحمل عثمان على القوم وكانت هذه الاهازيج جزء من اخلاقية القتال، طبيعة المقاتل يريد يخوف الخصوم، يريد يكشف عن معنويته العالية وثقته بمبادئه وثقته بقضيته فكان يردد هذا الشاب البرعم ابن امير المؤمنين، طلع ابن العشرين عاماً يصيح:
اني انا عثمان ذو المفاخر
شيخي علي ذو الفعال الطاهر
هذا حسين سيد الاكابر
بعد النبي والوصي الناصر
سبق ابو الفضل العباس:
اني احامي ابداً عن ديني
وعن امام صادق اليقين
لم يقل اخي، هذا ايضاً يصيح:
اني انا عثمان ذو المفاخر
شيخي علي ذو الفعال الطاهر
هذا حسين سيد الاكابر
بعد النبي والوصي الناصر
في الواقع التاريخ يقول لعب دوراً كبيراً شأنه شأن اخويه بحيث الجيش الاموي احس بوجع واحس بصدمات نتيجة بطولة هؤلاء اولاد امير المؤمنين.
ابو عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه حينما كان ينظر الى هذه الشبيبة كان يشعر بأبي هو وامي بتلك الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها هؤلاء نتيجة سلوكهم الرائع ونتيجة تشبعهم بأجر الشهيد ومعنى الشهيد ودور الشهيد لذلك لما تساقطوا احس الحسين عليه الصلاة والسلام بفراغ ووحشة وتكلل ذلك بكلمة الحسين لما سقط ابو الفضل العباس قال الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي.
على اي حال هذه لمحة بسيطة عن هذا الشهيد السعيد الشاب الذي هو من اقطاب الصادقين الشهيد عثمان بن الامام علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******